سيرة المصطفىﷺ((٣٦)) الهجرة الشريفة


 سيرة المصطفىﷺ((٣٦))

 الهجرة الشريفة

💎💎💎💎💎💎

العهد:المدني

المكان:مكة


وفيه اجتمع ملأ قريش للتشاور بدار الندوة وقت الضُحى 



وذلك لماّ رأوا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كَثرُ أَتباعه، ورأوا أيضًا خروج بعض من الصحابه مهاجرين إلى المدينة المنوَّرة – وكان اسمها يثرب -، وقد وجدوا فيها ملاذًا آمنا من بطش مشركي مكّة وبيئة خصبة لاحتضان الدعوة الوليدة، إلى جانب دخول عدد لا يسُتهان به من أهل يثرب في دين الإسلام، فخاف المشركون أن تكون هذه بداية قوة لدعوة النبّي صلى الله عليه وآله وسلم، فيتحصّن ومن معه بيثرب وتقَوىَ شوكتهم بها فينازعوا قريش سلطانها ومصالحها في الجزيرة العربية.


وجائهم إبليس في هيئة شيخ مسُن، من أهل نجد، مرتدياً ثياباً سميكة، ووقف على باب دار الندوة فلمَاّ رأوه واقفا دار هذا الحوار:

• قالوا: “من الشيخ؟”

• قال: “شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى ألا يعدمكم رأيا ونصحا”.

• قالوا: “نعم!، فادخل”

فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش وفيهم:

١. عتبة بن ربيعة

٢. شيبة بن ربيعة

٣. أبو سفيان بن حرب 

٤. (من بني عبد شمس)

٤. طعيمة بن عدي

٥. جبير بن مطعم

٦. الحرث بن عامر بن نوفل (من بني نوفل بن عبد مناف)

٧. النضر بن الحرث بن كلدة (من بني عبدالدار بن قصي)

٨. أبو البختري بن هشام (من بني أسد بن عبد العزى)

٩. نبيه بن الحجاج السهمي (من بني سهم)

١٠ . منبه بن الحجاج السهمي (من بني سهم)

١١ . أمية بن خلف

١٢ . زمعة بن الأسود

١٣ . حكيم بن حزام

١٤ . أبوجهل بن هشام

 (من بني مخزوم)


وغيرهم ممن يعُد من غير قرُيش، فقال لهم أبو البختري بن هشام: “إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا فأجْمِعوا فيه رأياً”، فتشاوروا قليلاً، ثم قال قائل منهم: “احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه باباً ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذي كانوا قبله زهيراً والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه ما أصابهم”.


فقال الشيخ النجدي: “لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجَُنّ أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم ثم ليكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره فتشاوروا فيه”.


ثم قال أبو الأسود ربيعة بن عمرو – أحد بني عامر بن لؤي -: “نُخرِجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا، فإذا أُخرِج عنا فوالله مانبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه فأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت”.


قال الشيخ النجدي: “لا والله، ما هذا لكم برأي، ألم ترَوَا حُسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟!، والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يَحلِّ على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلادكم فيأخذ أمركم من أيديكم، ثم يفعل بكم ما أراد، دبروا فيه رأياً غير هذا”.


فقال أبو جهل بن هشام: “والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد”

قالوا: “وما هو يا أبا الحكم؟” قال: “أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً قويًّا نسيباً حسيباً في قومه، ثم نعُطي كل فتى منهم سيفًا صارما، ثم يعمدوا إليه فيضربوه به ضربة رجل واحد فيقتلوه، فنستريح منه فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرَقّ دمه في القبائل جميعاً، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، فرضوا منا بالدِّية ففديناه لهم”.


قال الشيخ النجدي: 

“لله در الفتى! هذا والله الرأي وإلا فلا!” فتفرقوا وقد أجمعوا على أن يفعلوا ذلك


 فجاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بما حدث من قريش وما اتفقوا عليه، وأخبره ألا يبيت في بيته ولا ينام على فراشه هذه الليلة.


فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقت حرّ الظهيرة قاصدًا بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ببيوت بني جُمح جنوب مكَّة في وقت كان لا يأتيه فيه عادةً، وكان من عادته صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلى أبي بكر أول النهار أو آخره، فلما رآه أبو بكر شعر بالقلق وقال: “ما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الساعة إلا لأمر حدث!”.


فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام له أبوبكر رضي الله عنه من على سريره ليجلس عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس في الغرفة إلا أسماء وعائشة بنتي أبي بكر، فلما جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له: “أَخْرِج عني من عندك”


 فقال: “يا رسول الله، إنما هما بنِتْاَي، وهم أَهْلكَ، وما ذاك؟!، فداك أبي وأمي؟” وقد بدأت حدة القلق والحيرة تبدوا على أبي بكر لما أشعره كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخطورة الأمر، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة”، فقال أبو بكر: “الصُّحبة يا رسول الله!” -يقصد أتيتني بقصد الصُحبة يا رسول الله؟-، قال صلى الله عليه وآله وسلم: “نعم، الصُّحبة“، فبكى أبوبكر فرحًا!، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها راوية القصة: ”فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدًا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ!”.


ثم رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيته ليتجَهَّز للخروج، فأمر صلى الله عليه وآله وسلم علياً أن ينام مكانه، وطمأنه على حياته قائلاً: “نم على فراشي وتسج – تغطى – ببرْدِي – ثوبي – هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم“، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتغطى بذلك الثوب عند النوم، وأخبره بهجرته وأَمرَه بُالبقاء بمكّة بعده ثلاث ليال ليرَدُ الأمانات والودائع التي كانت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن يلحق به بعد ردها لأصحابها، وكان المشركون اعتادوا حفظ أماناتهم وودائعهم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما عهدوا من صدقه وأمانته، حتىّ لقَّبوه ب”الصادق الأمين” قبل البعَثة، واستمروّا على حفظ أماناتهم عنده وهم على شرِكِهِم ومخالفتهم لدينه بعد بعثته صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا أبقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم علياً خلفه ليرَدُّ الأمانات والودائع إلى أهلها، فإنهّ صلى الله عليه وآله وسلم لا يغدر على كلُ حال،

 ولو خططوا لقتله.


وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيته بمكّة المكرمّة، …


وقد رصدت قريش عددًا من فتيانها الأقوياء ليضربوه بسيوفهم ضربة رجل واحد عند خروجه صلى الله عليه وآله وسلم من بيته ليلاً، كما هي عادته ليصُليّ من الليل عند البيت الحرام، فيتفرق بذلك دمه في القبائل كما يزعمون فتقبل بنو هاشم منهم الدِّيةَ.


فلما كان بعد وقت العشاء وقفت مجموعة الفتيان تلك عند باب بيته صلى الله عليه وآله وسلم ينتظرون خروجه، ومعهم بعض من كان حاضرًا في دار الندوة وقت التخطيط لهذه المؤامرة كأبي جهل ابن هشام الذي قال لهم: “إن محُمدًا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كُنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعُثتم من بعد موتكم، فجعُلت لكم بساتين وحدائق كبساتين الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح!، ثُم بعُثِتم من بعد موتكم ثم جُعلت لكم نار تُحرقون فيها!”.


فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يسمع مقالة أبي جهل، وهم واقفون لا يرونه ولا يسمعونه صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذ حَفنةَ -ملئ الكف- من تراب في يده ثم قال: “نعم أنا أقول ذلك، أنت أحدهم” ثم أخذ ينثر التراب على رؤوسهم وهو يتلوا آيات من سورة يس: 

{يسۤ * وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ}

 [يس: 1-2] 

إلى قوله تعالى {فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: 9]


وانصرف صلى الله عليه وآله وسلم مسُرعاً في طريقه إلى بيت أبي بكر الصديق، فأتى شخص إلى المجموعة الواقفة لم يكن معهم رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم خارجًا فقال لهم: “خيبكم اللهّٰ، ما تنتظرون؟”، قالوا: “محمدًا!”

 قال: “لقد خرج محمد منذ قليل، فما ترك منكم رجلاً إلا وضع على رأسه تراباً وانطلق لحاجته، أما ترون ما بكم؟!”، فمسحوا رؤوسهم فوجدوا عليها تراباً، ثم نظروا من ثقُب الباب فوجدوا علياً نائماً وعليه ثوب النبّي صلى الله عليه وآله وسلم فظنوّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا لأنفسهم: لا، هذا محمد مازال نائماً!، ثم استمروّا واقفين ينتظرون خروجه لصلاة الليل كما هو المعتاد منه صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم.


وأنزل اللهّٰ على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم قوله تعالى: 

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ …} [الأنفال: 30]. 

 وقوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ} 

[الطور: 31].


وسار صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم من بيته حوالي 400 متر مُجدًا في سيره،إلى أن وصل الحزورة، وهي سوق قديم بمكة قريب من دار أم هانئ بنت أبي طالب -بنت عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم- وهي الآن جزء من الحرم المكي الشريف في جنوب الكعبة، فوقف عنده ناظراً لمكّة، وقال قولته المشهورة: “إنك لأحب بلاد اللهّٰ إليّ، وإنيّ لأعلم أنك لأحب بلاد اللهّٰ إلى اللهّٰ، ولولا أن أهلكَِ أخرجوني منكِ ما خرجت”


ثم مشى صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت أبي بكر الصديق  

ثم انتظر صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أبي بكر إلى منتصف الليل، ثم خرجا من باب صغير خلفي في بيت أبي بكر الصديق، وخرج معهم عبدالله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة خادم أبي بكر، وساروا جميعا إلى جنوب مكة في منطقة صخريةّ وعرة إلى جبل ثور قاطعين حوالي 6 كم .


وقد دعا النَّبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكَّة إلى المدينة قائلاً: «الحمد لله الَّذي خلقني ولم أَكُ شيئاً! اللَّهمَّ أعنِّي على هول الدُّنيا، وبوائق الدَّهر، ومصائب اللَّيالي والأيام! اللَّهمَّ اصحبني في سفري، واخلفني في أهلي، وبارك لي فيما رزقتني، ولك فذَلِّلني، وعلى خلقي فقوِّمني، وإليك رب فحبِّبني، وإلى النَّاس فلا تكلْني! ربَّ المستضعفين! وأنت ربي، أعوذ بوجهك الكريم الَّذي أشرقت له السَّموات، والأرض، وكُشِفت به الظُّلمات، وصلُح عليه أمر الأوَّلين، والآخرين أن تحلَّ عليَّ غضبك، أو تُنزل بي سخطك! أعوذ بك من زوال نعمتك، وَفُجَاءَة نقمتك، وتحوُّل عافيتك، وجميع سخطك، لك العُتْبَى عندي خير ما استطعت، لا حول، ولا قوَّة إلا بك»


ووصلوا عند غار ثور وقت السحر، فدخلوا الغار


 -وهو داخل حدود مكة أو ما يعُرف الآن بحد الحرم-، وكان أبا بكر رضي الله عنه خرج ومعه كل ثروته النقديةّ تقريباً، وهي 6000 درهم فضّة، أو ما يوازي 17 كجم من الفضّة تقريباً.

وأثناء سيرهم إلى الغار كان الصديق أبو بكر رضي اللهّٰ عنه يسير أمام النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم مدة، ثم يسير خلفه مدة، ثم عن يمينه ثم عن شماله. وهكذا، فقال له رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم: 

“أبا بكر!…مالك تمشي ساعة خلفي وساعة بين يدي؟”


 قال : “يا رسول اللهّٰ أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك!”

فقال: “أبا بكر…لو كان شيء لأحببت أن يكون بك دوني؟!”


 قال: “نعم! والذي بعثك بالحق!، ما كانت لتكون ملمة إلا أحببت أن تكون بي دونك”.


ثم لمّا وصلوا عند جبل ثور، آثر أبا بكر أن يدخله قبل النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم ليتأكد أن الغار ليس به حيوان مفترس أو حيةّ، فكلمّا وجد جُحراً قطع من ثوبه وغطّاه به، حتى لم يبق من ثوبه ذلك ما يقطع، فوضع قدميه على آخر جحر وَجده يغطيه بهما، ودخل النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم، ثم أعطى أبا بكر تعليماته لابنه عبدالله ولخادمه عامر بن فهيرة -وكان غلامًا ذكيًاّ-، فأمر عبدالله أن يذهب فيتسمع أخبار قريش في الصباح و يأتيهم ليلاً بها ويبيت عندهم في الغار ثم ينصرف وقت السحر راجعاً لمكّة كأنه قد بات بها، فلا يثُير الشكوك حوله، وأن يفعل هذا حتى يخرجوا من الغار

 وأمر عامر بن فهيرة أن يسرح بغنمات لأبي بكر حول جبل ثور ليخُفي آثار الأقدام وكذلك آثار أقدام عبدالله بعد ذهابه ورجوعه، ويأتي إليهما كل مدة ليلاً ليحلب لهما من لبنها ليشربا، وقد لجئا للغار حتى يهدأ التفتيش والبحث عنهما في أرجاء مكّة، ولما جلسا بالغار ووضع أبا بكر قدميه على الجحُرْ المفتوح المتبقي بالغار خرجت حيَةّ من الجحُرْ فلسعته رضي الله عنه وجعلت دموعه تنحدر ويتألم في صمت لئلا يقُْلقِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتنبه له النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : “مالك يا أبا بكر؟”، فأخبره، فوضع النَبّي صلى الله عليه وآله وسلم من ريقه الشريف على قدم أبي بكر فشُفيِتَ بإذن الله.


ثم لما كان آخر الليل رجع عبد الله ابن أبي بكر إلى مكّة، وسرح عامر ابن فهيرة على الآثار عائدًا أيضًا، وكانت المجموعة الواقفة على باب النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم من شباب قرُيش وشيوخه ما زالت تنتظر خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما طلع الصباح وجدوا النائم عليًاّ رضي اللهّٰ عنه، فجنَُّ جُنونهم وهجموا عليه؛ فعنفوه وسألوه: “أين محمدًا؟” 

قال: “لا علم لي!” فتركوه وأسرعوا إلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على الباب فخرجت لهم أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ 


فقالوا: “أين أبوك يا بنت أبي بكر؟” قالت: “لا أدري والله أين أبي!” 

فرفع أبو جهل لعنه الله يده، فلطم خدََّها لطمة أوقعت قرِطها -حلَقَ الأذن- وأدمى وجهها رضي الله عنها.


ودخل على أسماء وعائشة رضي الله عنهن جدَّهن أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: “والله إنيِّ لأراه -يعني أبا بكر- قد فَجعَكَمُ بماله مع نفسه -يعني سافر ولم يترك لكم شيئاً-!”


 فقالت له أسماء: “كلاّ يا أبت!، لقد ترك لنا خيراً كثيراً!”


 وأخذت أسماء رضي اللهّٰ عنها بعض الحجارة فوضعتها في كيس من القماش على كُوَّة -فتحة في الجدار يضعون فيها المصباح

عادةً للإضاءة- كان أبو بكر يضع فيها ماله، ثم أخذت بيد جدّها وقالت: “يا أبت ضع يدك على هذا المال!”،


فوضع يده عليه ثم قال: “لا بأس إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن!”

 والحق أن أبا بكر رضي الله عنه لم يترك لهم شيئاً، إنما أرادت أسماء بفطنتها وذكاءها أن تسَُكِّن جدّها.


ثم انطلق فتية قرُيش وأشرافها يبحثون عن النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم وأبي بكر بجنون في كل مكان، فرصد بعضهم مائة ناقة مكافأة لمن يجدهم، وانطلق البحث والتفتيش من الجميع في كل مكان ومعهم المختُصَُّون البارعون في اقتفاء الآثار، ومنهم سرُاقة بن مالك المدلجي وكرز بن علقمة، وكلهّم يطمع في المكافآت المرصودة، 


وذكر قاسم بن ثابت في الدلائل فيما شرح من الحديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما دخله وأبو بكر معه غار ثور أنبت الله على بابه الراءة 


قال قاسم وهي شجرة معروفة فحجبت عن الغار أعين الكفار.


وقال أبو حنيفة الراءة من أغلاث الشجر وتكون مثل قامة الإنسان ولها خيطان وزهر أبيض تحشى به المخاد، فيكون كالريش لخفته ولينه لأنه كالقطن 


وفي مسند البزار : أن الله تعالى أمر العنكبوت فنسجت على وجه الغار وأرسل حمامتين وخشيتين فوقعتا على وجه الغار وأن ذلك مما صد المشركين عنه وأن حمام الحرم من نسل هاتين الحمامتين


يتبع بإذن الله .....

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


*بشرى سارة للمسافرين الى الله تعالى في طريق السير والسلوك للراغبين في العلم والتعلم والإرتقاء والتزكية* 

 *في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة* 


 يوجد قنوات على اليوتيوب تقوم باعطاء دروس للسالكين بشكل يومي ( على منهاج الكتاب والسنة ) 


هذه روابط القنوات : 


[مدارج القلوب إلى حضرة علاّم الغيوب]   

( قناة مختصة بعلوم السير والسلوك وعلوم المعرفة الالهية واسرار وعلوم باطنية ) تفيد السالك في طريقه الى الله ) 


https://youtube.com/@madarej_alquloop?si=62x0XPlDoMYD7itS



 

[قصص المتقين وأقوال الصّالحين ]

(قناة مختصة بقصص العارفين وأولياء الصالحين وأحوالهم وأسرارهم مع الله عز وجل وأقوالهم وموعظتهم للناس )

 https://youtube.com/@qasas_almutaqein?si=z9ly-BbjTpkUZ7ZN



روضة الصّالحين 

قناة ذو طابع سريع دروس قصير متنوعة 

عن السير والسلوك وعلوم لدنية وقصص متنوعة 


https://youtube.com/@rawdat-alsalheen?si=2QpA-xA_I9C6LErG



مكتبة الهاشمي


https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar


قناة طمأنينة


https://youtube.com/@tumaninuh-313?si=ESJ4anfHHn15yQB0


رابط المدونة


https://madarejalquloop.blogspot.com/?m=1




إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال