سيرة المصطفىﷺ((٣٧))
الهجرة الشريفة
غار ثور
العهد:المدني
💎💎💎💎💎💎
ذكر مبيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله في الغار في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولاً : من كتاب الله ..
ورد في كتاب الله قصة المبيت في الغار قال تعالى : " إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
التوبة / 40 .
فالآية نص واضح على ائتمار المشركين على قتله صلى الله عليه وسلم ، وأنهما باتا في الغار .
ثانياً : السنة ..
أما ما صح من السنة النبوية في قصة المبيت في الغار :
1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : ... ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ
( أي حاذق سريع الفهم ) ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ
( أي يخرج من عندهما آخر الليل ) فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ فَلا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلا وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلامُ ... الحديث .
رواه البخاري (3905)
2 - عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْغَارِ : لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا . فَقَالَ : مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا . رواه البخاري (3653) .
وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه أبا بكر الصديق رضي الله عنه
في غار ثور …
بعد أن خرجا من مكة المكرمة في رحلة الهجرة الشريفة مبيتين في الغار.
وكانت قريش قد طافت جبال مكَّة كلها بحثاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر ومعهم المختصون في اقتفاء الآثار، حتى انتهوا فعلاً لمنطقة جبل ثور بحلول الليل، حتى إذا كانوا على مسافة قريبة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وقد أعماهم الله عنهما فاختلطت عليهم الآثار
جاءت قرُيش ومعهم سُراقة بن مالك المدلجي -وغيره من مقتفي الآثار-، تمشيط المكان على جبل ثور وحوله، وظلوّا يمروّن أمام الغار وتحاذي أرجلهم باب الغار ولا يرون النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر ولا يلتفتون للغار من حفظ الله لهما؛ فيقول أبو بكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه؟!” فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما!”
ثم قال سُراقة لمن معه: “انظروا في الغار”
ثم سبقهم إليه وجد الحمامتين البريَتّين فرجع ، فقالوا له: ”لم رجعت؟”، فقال : ”وجدت حمامتين بريَتّين على باب الغار فعلمت أنه ليس فيه أحد!”، فسمع حديثهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلم أن الله صرفهم عنهم ورجعوا جميعاً خائبين.
وخرج عبد الله بن أبي بكر إلى أماكن تجمعّ كبار قريش في نواديهم كما أمره أبا بكر رضي الله عنه ليتسمع أخبارهم، وما يدُّبرِون حتى إذا غربت الشمس تجهّز للعودة بالأخبار للغار.
واستمر بّحث قريش عنهما ورصد المكافآت لمن يجدهما.
ولما كان بعد العشاء جاءهم عبد اللهّٰ بن أبي بكر بالأخبار كما أمره أبوه، وجائهم عامر بن فهيرة يحلبون من لبن العنزات وربما ذبحوا وأكلوا كما في بعض الروايات، وجاءتهم أسماء بالطعام، فبقي عبد اللهّٰ في الغار إلى وقت السَحَر وانتظره عامر بن فهيرة حتى يخرج ليسرح بعده على آثاره و يعودا جميعاً لمكة، وعادت أسماء إلى مكّة ليلاً.
وكان آل أبي بكر يصنعون الطعام ويجهزوه لتذهب به أسماء بنت أبي بكر لهما في الغار ليتزودوا به في السفر، فوضعوه في جِرَاب -حقيبة من الجلد لحمل الطعام-، ثم أرادت أسماء أن تعُلَقِّ الحقيبة وتربط فتحتها حتى لا يقع الطعام، وكانت ترتدي نطِاقاً -حِزامًا تلفُُه على وسطها- فشَقَّته نصفين، فلبست نصفه وربطت بنصفه الآخر فتَحة الجرِاَب، وعلَقَّتهْ فسُمِّيتَ لذلك بذات النطاقين، وأوصلت لهما الطعام في الغار ليلاً، ثم عادت إلى مكَّة
جاء الدليل
عبد اللهّٰ ابن أريقط
-وكان مشُركًا
جاء- بالراحلتين -الناقتين- وهو يركب راحلة ثالثة، وكانا استأجراه واتفقا معه على أن يأتيهم عند الغار بالراحلتين بعد ثلاث ليال، فخرج النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم وأبو بكر من الغار ليركبا
وعرض أبو بكر الصديق رضي الله عنه على الرسول صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم
أفضلهما وهي القصواء وقيل الجدعاء؛
قال أبو بكر: “اركب فداك أبي وأمي!”
قال صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم: “إني لا أركب بعيراً ليس لي”
قال أبوبكر: “فهي لك يا رسول اللهّٰ!، بأبي أنت وأمي”
قال صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم: “لا، ولكن بالثمن الذي ابتعتها به…”
قال أبو بكر: “ابتعتهُا بأربعمائة درهم — 1.2 كجم فضة- من نعَمَ بني قشُير-قبيلة ٺتاجر بالجمال-“.
قال صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم: “قد أخذتُها به“.
قال أبو بكر: “هي لك يا رسول اللهّٰ”.
ثم ركب صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم وركب أبو بكر الراحلة الأخرى مردفاً خلفه عامر بن فهيرة ليخدمهما في الطريق، وكان الدليل عبد اللهّٰ بن أريقط يركب راحلة ثالثة، وتحركوا من عند غار ثور ليلا فساروا مجدِّين في السير على غير المعتاد من سير القوافل خارجين من أسفل مكّة قاطعين حوالي 4 كم من الغار .
ثم من أسفل مكَّة إلى أوّل
طريق الساحل غرباً وكان يعُرف قديماً بطريق الجبَلَ -أو يدََ بَحر- وهو يخرج على ساحل جدَُّة في آخره، فسلكوا فيه حوالي 14 كم فأدركتهم صلاة الصبح فصلوّها ثم انعطفوا يميناً مصُعدين شمالًا لما وصلوا بطن مرّ الظهران مبتعدين بحوالي 7 كم تقريبا عن مرمى طريق القوافل المار من الوادي، وكان ذلك وقت الظهر تقريباً فوقفوا لاستراحة خفيفة قبل إكمال المسير جهة الشمال الغربي، سائرين إلى يسار طريق القوافل المعتاد -طريق الجادة العظمى-.
فذهب أبو بكر رضي اللهّٰ عنه يبحث عن مكان به ظل ليستريح تحته رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم، فوجد مكان به ظل تحت صخرة
طويلة، فذهب ونظّف المكان وفرش تحته فروة كي يستريح النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم عليها، ولمح أبو بكر راعياً قادمًا نحوهما لعله كان يريد أن يستظل تحت الصخرة أيضًا من حر الظهيرة، فذهب إليه أبو بكر وسأله عن مالك العنزات التي معه، وقال له : “أتحلب لي؟”، قال الراعي : “نعم!”،
فحلب له قليلاً من اللبن في إناء، ثم ذهب به إلى رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم.
فلما وصل أبو بكر بالحليب إلى النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم وجده قد نام، فلم يمكث قليلاً حتى استيقظ الرسول صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم فقال أبو بكر: “اشرب يا رسول اللهّٰ“، فشرب صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم من اللبن؛ قال أبو بكر: “فشرب حتى رضيتُ”، وفي رواية: “فشرب حتى روُيت!”، ثم قال له النبي صلى اللهّٰ عليه وآله وسلم:
“أما آن الرحيل؟“، قال أبو بكر: . “نعم يا رسول اللهّٰ!”، ثم ركبا وانطلق الركب مرة أخرى بعد تلك الراحة القصيرة وساروا حوالي 31 كم مسرعين في السير ليبتعدوا قدر الإمكان عن مكة فلا يستطيع راكب فرس أن يلحق بهم، فوصلوا إلى كرُاع الغميم .
يتبع بإذن الله .........
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
*بشرى سارة للمسافرين الى الله تعالى في طريق السير والسلوك للراغبين في العلم والتعلم والإرتقاء والتزكية*
*في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة*
يوجد قنوات على اليوتيوب تقوم باعطاء دروس للسالكين بشكل يومي ( على منهاج الكتاب والسنة )
هذه روابط القنوات :
[مدارج القلوب إلى حضرة علاّم الغيوب]
( قناة مختصة بعلوم السير والسلوك وعلوم المعرفة الالهية واسرار وعلوم باطنية ) تفيد السالك في طريقه الى الله )
https://youtube.com/@madarej_alquloop?si=62x0XPlDoMYD7itS
[قصص المتقين وأقوال الصّالحين ]
(قناة مختصة بقصص العارفين وأولياء الصالحين وأحوالهم وأسرارهم مع الله عز وجل وأقوالهم وموعظتهم للناس )
https://youtube.com/@qasas_almutaqein?si=z9ly-BbjTpkUZ7ZN
روضة الصّالحين
قناة ذو طابع سريع دروس قصير متنوعة
عن السير والسلوك وعلوم لدنية وقصص متنوعة
https://youtube.com/@rawdat-alsalheen?si=2QpA-xA_I9C6LErG
مكتبة الهاشمي
https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar
قناة طمأنينة
https://youtube.com/@tumaninuh-313?si=ESJ4anfHHn15yQB0
رابط المدونة
https://madarejalquloop.blogspot.com/?m=1
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
ردحذف