سيرة المصطفىﷺ((٣٥)) زواج رسول الله ﷺ بالسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها



 سيرة المصطفىﷺ((٣٥))

زواج رسول الله ﷺ

بالسيدة عائشة أم المؤمنين 

رضي الله عنها

💎💎💎💎💎💎


أيها الأحبة في الله: ويستمر الحديث العذب عن بيت النبوة الكريم، عن أزواج المصطفى الأمين، اللاتي شرفن بصحبته، وبوّأهن الله -تعالى- منزلة عظيمة

 قال فيها: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) [الأحزاب: 32].


 


فما أجمل الحديث عن بيت الرسول -صلى الله عليه وسلمَ-، الأنموذج البشري الأعلى، الذي تتطلع إليه القلوب قبل العيون، وتهفو إلى ظلاله النفوس.



وحديثنا اليوم في من اصطفاها الله -تعالى- لتكون حبيبة المصطفى ﷺ وأثيرته بين نسائه اللاتي تقاسمن الحياة معه: عائشةَ بنتِ أبي بكر، الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنهما-.


أُرِيتُكِ قَبْلَ أنْ أتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ له: اكْشِفْ، فَكَشَفَ فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ: اكْشِفْ، فَكَشَفَ، فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري




فالذي ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة أن عائشة رضي الله عنها ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس. والله أعلم.



 وعندما توفيت السيدة خديجة -رضي َالله عنها-، فجاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فعرضتها عليه مع سودة بنت زمعة، فقالت له: "بنت أحب خلق الله إليك؛ عائشة بنت أبي بكر"، فأذن لها في ذلك، فأتت أم رومان، فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- أخطب عليه عائشة، قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- أخطب عائشة، قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه! فرجعت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- فذكرت ذلك له، قال: ارجعي، فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي، فرجعت فذكرت ذلك له، فقال: انتظري وخرج، قالت أم رومان: إن مطعمَ بنَ عدي كان قد ذكرها على ابنه -ووالله ما وعد أبو بكر وعدًا قط فأخلفه-، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتيان، فقالت: يا ابنَ أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا، فتدخله في دينك الذي أنت عليه أن يزوّج إليك، قال أبو بكر للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول، إنك تقول ذلك، فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- فدعته فزوّجها إياها، وعائشة -رَضي الله عنها- يومئذ بنت ست سنين


 

فعائشة رضي الله عنها أخبرت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَقد عليها وهي بنت ست سنين، وكان ذلك بإذن أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه 


ولم يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم حتى كبرت وبلغت سن المحيض وشبت شباباً حسناً، وكانت عائشة تفخر بزواجه منها وهي بِكر، وهذا يدل على أنه لم يدخل بها حتى أصبحت في مرحلة تطيق فيها الزواج فقد دخل بها وهي بنت تسع، وكان نساء قريش يبلغ بعضهن عند السنة التاسعة كما قال الإمام الشافعي


وقد هنأها النساء بهذا الزواج فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، ومثل هذا النكاح لم يطعن أحد به في ذلك العصر مع كثرة أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود والمشركين

 فقد كان معروفاً في الجاهلية، وجاء الإسلام وأقره، وهو أن الصغيرة تُخطب وتتزوج بإذن وليها


 وقد كانت عائشة ستزوج قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن المطعم بن عدي كما روى ذلك الطبري. ينظر: تاريخ الطبري (3/ 162).



ويجب أن يُعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل بعائشة إلا بعد أنْ أصبحت صالحة للزواج، وبنت تسع سنين صالحة لذلك وبالغةً مبلغ النساء في كثير من البلدان، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والبيئات.


قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (9/ 206): 

"قال الداودي: وكانت قد شَبَّتْ شباباً حسناً رضي الله عنها".


ولما كانت أعرف بنفسها وأنها بلغت مبلغ النساء قالت: 

(إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة). 

ينظر: سنن الترمذي (3 /417).


فمشى صلى الله عليه وسلم بنفسه وطلب منه إبنته لنفسه ، فزوجه وتم الإيجاب والقبول والولي موافق وهنالك مهر ، وأعلن هذا الزواج في مكة

فتزوج النبي ﷺ

زواجين في يوم واحد  ،من عائشة بنت أبي بكر ولم يدخل بها

ومن سودة ودخل بها على الفور فإنتقلت إلى بيت النبوة رضي الله عنهن أجمعين

 فأصبح النبي ﷺ

 الآن له زوجتين

واحده في بيته ، والثانية في بيت أبيها.


 فدخلت بيته رضي الله عنها وهي صغيرة، تهوى ما تهوى الصغيرات

 روى أبو داود وصححه الألباني عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: "قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- من غزوة تبوك أو حنين وفي سهوتها سترة، فهبت الريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة –لُعَب-، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسًا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟! قلت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه".


في يوم عيد مبارك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- يقاسم زوجه عائشة بهجة العيد في بيتها، ويعيش معها فرحته؛ إذ سمع جلبة وهزيجًا، فإذا هم الأحباش قد دخلوا ساحة المسجد ومعهم حرابهم ودرقهم -تروس من جلد-، وجعلوا يرقصون في المسجد على طريقتهم ويهزجون بلغتهم، وكان مشهدهم طريفًا ومبهجًا، فأقبل النبي -صلى الله عليه وسلمَ- على زوجه عائشة، وناداها: "يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟" قالت: نعم، وددت أني أراهم، فوقف لها رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- على باب حجرته، وجاءت هي من ورائه، فوضعت ذقنها على كتفه، وألصقت خدها بخده، وألقى عليها رداءه يسترها به، وهي تنظر إلى لعب الحبشة، والنبي ينظر معها إليهم. ويغريهم بمزيد الحماس في استعراضهم قائلاً: "دونكم بني أرفدة" -وهو لقب الحبشة-، وازداد حماسهم بهذه المشاركةالشعورية من النبي -صلى الله عليه وسلمَ- وهم يرقصون بين يديه، ولم يسعفهم في التعبير إلاّ لغتهم، فجعلوا يتكلمون بكلامهم الذي لا يفهمه، فقال صلى الله عليه وسلمَ: "ما يقولون؟" قيل: يقولون محمد عبد صالح، قالت عائشة: لم أعلم من كلامهم إلا قولهم: أبا القاسم طيبًا أبا القاسم طيبًا.

 وبينما هم كذلك إذ دخل عمر المسجد، فرأى مشهدًا لم يعهده، فسارع بطبيعته المبادرة إلى الإنكار، وأهوى بيده إلى حصباء المسجد يرميهم بها، مستنكرًا فعلهم ذلك في ساحة مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلمَ-: "دعهم يا عمر، فإنهم بنو أرفدة" -أي أن هذا شأنهم وطريقتهم- ثم أقبل عليهم قائلاً: "أمنًا بني أرفدة" -أي العبوا بأمان-، وذلك حتى يهدئ من روعهم بعد أن أفزعهم عمر، ثم جعل يستثيرهم قائلاً: "العبوا بني أرفدة حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة، إني بُعثت بحنيفية سمحة" [والحديث أخرجه أحمد وصححه الألباني].

واستمر اللعب والأهازيج والاستعراض بالمهارات الحربية الحبشية بالحراب الدرق ورسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- واقف لعائشة ينتظر فراغها من الاستمتاع بالمشاهدة حتى إذا ظن أنها اكتفت بما رأت، قال لها: أَما شبعت؟! أما شبعت؟! وكانت جارية حديثة السن عروبًا حريصة على اللهو، فما يكفي رسول الله من المشاهدة لا يكفيها، ولذا قالت: يا رسول الله، لا تعجل عليَّ، فقام صلى الله عليه وسلمَ لها حتى إذا ظن أنها اكتفت، قال لها: حسبك؟ قالت: يا رسول الله، لا تعجل عليَّ، حتى إذا طابت نفسها من النظر إلى اللهو استشرفت إلى حاجة نفسية أخرى لا تقل في وجدانها أهمية عنها، وهي أن ترى منزلتها في نفس النبي -صلى الله عليه وسلمَ- ومكانتها منه، ولذا استأذنته لما قال لها: حسبك، قائلة: لا تعجل عليّ، قالت: وما لي حب النظر إليهم ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه.

حتى إذا استوفت رغباتها النفسية من اللهو والشعور بالمنزلة والمكانة عند النبي -صلى الله عليه وسلمَ- وملّت من قيامها ذلك، قال لها النبي -صلى الله عليه وسلمَ-: حسبك؟ قالت: نعم، قال: فاذهبي، ولم ينصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- حتى انصرفت هي، وبقيت ذكرى هذا المشهد ومذاقه في نفس عائشة، فكانت تتحدث عنه وتقول: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- من أجلي، ولم ينصرف حتى كنت أنا التي انصرفت.

نعم، عائشة بنت أبي بكر التي سبقت الرجال إلى قلب النبي -صلى الله عليه وسلمَ-، حين بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة" قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها" قلت: ثم من؟ قال: "عمر"، فعد رجالاً، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم" [رواه البخاري].

 


لقد قدر الله -تعالى- أن يتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلمَ- صغيرة لتحفظ عنه وتعي علمه، وتعيش بعده نحو نصف قرن من الزمان تنشر هديه، وتحيي سنته، وتكون مرجعًا موثقًا لأمته.


  وفي البداية والنهاية (2/430- و4/323) أن ابن مردويه أخرج الحديث من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن إياس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث، مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" [قال ابن كثير: "وهذا إسناد صحيح إلى شعبة"].


ومن فضلها: أن الرسول -صلى الله عليه وسلمَ- طلب أن يُمَرَّض في بيتها، ومات بين سَحْرها ونَحْرها، ولها أن تفخر وتقول: "إن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- ليتعذر في مرضه: أين أنا اليوم، أين أنا غدًا. استبطاء ليوم عائشة، فلما كان يومي، قبضه الله بين سحري ونحري، ودُفن في بيتي"

 [رواه البخاري].


رضي الله عنها وأرضاها


يتبع بإذن الله .....

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


*بشرى سارة للمسافرين الى الله تعالى في طريق السير والسلوك للراغبين في العلم والتعلم والإرتقاء والتزكية* 

 *في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة* 


 يوجد  قنوات على اليوتيوب  تقوم باعطاء دروس للسالكين بشكل يومي ( على منهاج الكتاب والسنة ) 


هذه  روابط القنوات : 


[مدارج القلوب إلى حضرة علاّم الغيوب]   

( قناة مختصة بعلوم السير والسلوك وعلوم المعرفة الالهية واسرار وعلوم  باطنية ) تفيد السالك في طريقه الى الله ) 


https://youtube.com/@madarej_alquloop?si=62x0XPlDoMYD7itS



 

[قصص المتقين وأقوال الصّالحين ]

(قناة مختصة بقصص العارفين وأولياء الصالحين وأحوالهم وأسرارهم مع الله عز وجل وأقوالهم وموعظتهم للناس )

 https://youtube.com/@qasas_almutaqein?si=z9ly-BbjTpkUZ7ZN



روضة الصّالحين 

قناة ذو طابع سريع دروس قصير متنوعة 

عن السير والسلوك وعلوم لدنية وقصص متنوعة 


https://youtube.com/@rawdat-alsalheen?si=2QpA-xA_I9C6LErG



مكتبة الهاشمي


https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar


قناة طمأنينة


https://youtube.com/@tumaninuh-313?si=ESJ4anfHHn15yQB0


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال