بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
فاعلم يا اخي المسلم انه حان الوقت لك الآن ووجب عليك العلم والفهم لتعلم حقائق الامور على حقيقتها ووجب عليك العودة الى فطرتك الأولى الا وهي الصورة الظاهرةالمتجلية عنها ( بالمسجد الاقصى المبارك) الذي بارك الله حوله والعودة الى الارض المقدسه مهد الانبياء والمرسلين عليهم السلام اجمعين فهي امهم الأولى وفطرتهم التي فطروا عليها .
عليك ان تعلم وتفهم ان المسجد الاقصى هو فطرة العالم و القبلة الأولى وقلب الإيمان ومعراج الروح
ففي كل إنسان ( المسجد الاقصى) الا وهو قلبه ومعراج روحه الى الله تعالى
فقلبك ومسجدك الذي وضعت الأمانه فيه الا وهي الروح المتجلية من الله تعالى من نفخته الاولى فالمسجد الاقصى هو سر الإنسان وسر الإيمان.
فهو معراج النبي صلى الله عليه وسلم وصعوده الى السموات السبع والعوده لحقيقته الاولى التي فطر عليها
( ليريه الله من آياته الكبرى )
وامته الاسلامية سوف تسير على سيره ومعراجه الى الله تعالى
ونقطه العروج وباب الدخول للسماء هو تحرير المسجد الأقصى باطنا في قلبك اولا .
فافهم حقيقة المسجد الاقصى وضرورة تحريره من ايدي الطغاة
فأولا علينا تحرير هذا القلب من اسر الحجب والشهوات والذنوب والظلمات بالتوبة والرجوع الى الله تعالى رجوع حقيقي كامل .
فإن تحررت الفطرة في كل مسلم الا وهي ( قلبه )
انعكست على صورته المتجلية في الارض
فيتحرر اسر المسجد الاقصى المبارك
وينتصر المسلمون بنصر الله
فالأمة الإسلامية تحتاج الآن للإيمان وللجهاد الاكبر قبل الجهاد الاصغر والبحث و العودة لطريق الحق وسلوكه والسير فيه بملازمة ذكر الله والعبودية الخالصه والتسليم الكامل
وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في اقواله وافعاله .
فلنرجع ونعود للدين الحقيقي كما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولنتحد سويا بعيدا عن الطائفيه والمذاهب والصراع فيما بيننا حتى لانكون طعم سهل لأعداء الدين فديننا واحد واسلامنا واحد .
فالنبي صلى الله عليه وسلم هذب وزكى اصحابه رضوان الله عليهم اجمعين وسلك بهم طريق الحق الا وهو الجهاد الاكبر
ليصلوا لمراتب الأيمان وتتحقق في قلوبهم
ثم اخرجهم للجهاد الأصغر وهو جهاد العدو الظاهر
فترى الواحد فيهم بأمة كامله وقلبه كالجبل الشاهق لايخافون في الله لومة لائم
فعندما فنت انفسهم الباطنة للقاء الله
ظهرت على جوارحهم في ظواهرهم
فجاهدوا بأرواحهم لاجل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولأجل دين الله
فعليك بالانتصار اولا على عدوك الباطن ( النفس والشيطان والقرين )
اما عن الصراع الدائر بين المسلمين والصهانية المعتدين انما هو في حقيقته صراع ( الأنفس العلوية مع الأنفس السفلية في كل مسلم من السالكين الى الله تعالى ( صراع الحق مع الباطل ( صراع ظلمات النفس مع نور الروح )
فيشتد هذا الصراع حينا ويخمد حينا على حسب جهاد المرء لنفسه
ولو قوي الجانب الإيماني في كل مسلم
لتحقق النصر حكما كما وعدنا الله ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )
ولتعلموا وفقكم الله وهداكم أن الصهانية وبلاد الكفر من اليهود والنصارى ماهم الا نفوس سفلية خبيثة كفرت بحقيقة الروح وتكبرت على التسليم والإنابه للخضوع للإيمان الكامل والسجود لروح الله .
وكما تعلمون أن النفوس السفلية دائما مفسدة في الأرض ومدمرة لدين الله مخربة لمساجده الا وهي قلوب العباد .
فالفساد الذي يظهر على الارض كما تراه هو بسبب طغيان النفوس السفلية في كل مسلم ابتعد عن الايمان الحقيقي ورضي بالدنيا دارا له واتبع الشهوات وغرق في الظلمات
فتسبب هذا كله بأسر وسجن الايمان .
الا وهي النفوس العلوية فضعفت واصابها الذل والهوان .
وهذا مايظهر ويتجلى على الارض في حقيقته فالصهاينة ( هم نفوس سفلية خبيثة وكل من والاهم من بلاد الكفر والنفاق) ادى لأسر النفوس العلوية وهم (المسلمون )
وللأسف الشديد ان معظم المسلمين يستجيبون لهذا الضعف والتهاون في امر الدين والرجوع للإيمان بتعلقهم بالدنيا وزينتها
وهذا ما ادى إلى قوة النفوس السفلية على النفوس العلوية في داخل الأنسان نفسه
وهذا ما تجلى على ارض الدنيا بتحقق العلو لبلاد الكفر والصهاينة .
وايضا الضعف والذل لبلاد المسلمين .
فالإنسان المسلم هو من ظلم نفسه وظلم ارضه بابتعاده عن الله وسلوك طريق الايمان .
وكما قال عمر بن الخطاب كثرة الذنوب تؤخر النصر
فالقصة جاء رسول عمر بن الخطاب من إحدى الغزوات فبشره بالنصر، فسأله عمر بن الخطاب: متى بدأ القتال؟ فقالوا: قبل الضحى. قال: ومتى كان النصر؟ فقالوا: قبل المغرب. فبكى سيدنا عمر حتى ابتلت لحيته.
فقالوا: يا أمير المؤمنين، نبشرك بالنصر فتبكي! فقال -رضي الله عنه-: والله إن الباطل لا يصمد أمام الحق طوال هذا الوقت إلا بذنب أذنبتموه أنتم أو أذنبته أنا
وأضاف قائلا: نحن أمة لا تنتصر بالعدة والعتاد، ولكن ننتصر بقلة ذنوبنا وكثرة ذنوب الأعداء، فلو تساوت الذنوب لم ننتصر.
فالبتالي كل هذا الفشل الذريع أو ضعف الأمة كلها .. ناتجٌ عن قلة الدين وقلة الإيمان وتشعب النفاق في القلوب .. وهذا كلنا نعرفه ونراه .
فالله لن ينصر امة التفتت لغيره ووالت الدنيا ورضيت بالذل والهوان .
فالسبب الأساسي هو عدم رجوعنا للفطرة اي لطهارة القلوب ؛ لذلك الأقصى أسير .
وعليك اخي المسلم ان تدرك حقيقة المسجد الاقصى واهميته الإيمانية قبل النظر على انه قضية تتعلق فقط بالشعب الفلسطيني او انه مسجد اثري قديم وكأن هذا الامر لايعنيك كما نرى من كثير من المسلمين التهاون في هذه القضية .
بل هي قضية امة اسلامية كامله وايمانيه عميقة ولن تصل الى الله ويتحقق الايمان فيك الا من هذا المعراج فافهم
اي تحرير المسجد الاقصى ولن تتحقق الخلافة والنصر والتمكين الا من هنا .
لذلك لايوجد خلافة على الارض في زماننا لان الخلافة تبدأ بفتح معراج السماء الا وهي الايمان .
ولتلاحظ اخي المسلم سبب تمسك الصهانية بهذه الارض المباركة وبالاخص المسجد الاقصى الشريف
لماذا ؟
لانهم يعلمون حقيقته وانه سر الله في الارض وهو باب الدخول على الله وهو العلو والشرف والعزة فهم يدركون حقيقته التي لم ندركها نحن المسلمون وان مُلك العالم كله يبدأ من هنا
فهذا سبب الصراع المستديم فافهم
فاجعل المسجد الاقصى غايتك ووجهتك الآن
فقبل الجهاد الاصغر عليكم بالجهاد الاكبر الا وهو جهاد النفس والشياطين والهوى ....
فان انتصرتم على انفسكم تحقق لكم الجهاد الاصغر بالنصر والتمكين والعلو بإذنه تعالى .
وستتحرر فطرة العالم الا وهو المسجد الأقصى
وهذا هو وعد الآخرة ووعد الله .
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
والله ولي التوفيق