كيف تتصرف عند قدوم الضيوف وانت في مجلس الذكر ...؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد..
لتعلم اخي المؤمن وفقك الله وهداك إليه
إن إكرام الضيف والإحسان إليه هو سُنَّةٌ واجبة من سنن النبي ﷺ وهديه النبويّ الشريف ، ومن الواجب عليك اخي الكريم استقبال الضيوف فور قدومهم والترحيب بهم واستضافتهم بكل حب وود مع تبسمك لهم كما كان النبي ﷺ يستقبل الضيوف ويكرمهم ويرحب بهم فهذه من مكارم الأخلاق .
أما في يخص مجالس الذكر ، فإن صادف قدوم الضيف وأنت في مجلس ذكرك فعليك أولا بختم المجلس سريعا بالصيغة المعروفة
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
واستقباله بكل كرمٍ وإحسان .
ثم عند جلوسه اجذبه ببعض الإبتسامات والتودد
واخبره بأن لديك مجلس مع الله لايُفوَّت فيه من الخير الكثير واعرض عليه أن يشاركك هذا المجلس العظيم لتنالوا سوية الاجر والثواب وتكملوا سويّة الذكر بالصيغة المأذونه وهي الصلاة الإبراهيمية بهذه الصيغة تماما :
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
حتى تنال ثواب دعوته لهذا المجلس ويكن عليه فاتحة خير
لسلوك طريق الحق المستقيم .
فإن رأيت منه إقبالاً وموافقةً اجلسه معك متوجهاً تجاه القبلة ولابأس ان يبقى في مكانه على الكنبة او محل جلوسه واعطه مسبحة ثم اذكر أمامه صيغة الذكر ولقنه أياها واذكر جهرا بصوت مسموع الصيغة المعروفة .
وقبل البدء يمكن أن تبين له شرحاً توضيحياً بأنه مجلس شريف موصولٌ بحضرة رسول الله صل الله عليه وآله وسلم وله روحانيةٌ عالية وله قدره العظيم والناس يجتمعون عليه من شتى دول العالم بأرواحهم وقلوبهم في مجلس واحد.
حيث يكون هذا الحديث ترغيبا له وجذباً إليه للمشاركه في هذا المجلس العظيم بالإحسان والرفق لا بالإكراه ولا الإجبار
فإن قبِل ذلك كان مجلس خير وبركة عليكما إن شاء الله .
وإن لم يقبل فلا بأس أن تستأذنه قليلاً حتى تنهي مجلسك أنت ثم تعود إليه.
وإن لمست من الضيف إنزعاج وضيق منك بسبب هذا الحديث فلاحرج عليك ان تكمل مجلسك قلبيا وأنت جالس معه فلابأس بذلك فلك ثواب النية والأجر مع انه من الافضل أن تكمل مجلسك.
فمدة المجلس مناسبة للجميع فهي فقط نصف ساعة ويمكن ان تجعلها ربع ساعة لأجل الضيف فلربما يكون الامر شاقا عليه فلا بأس ان تخيره بالمدة الزمنية إما ربع ساعة أو نصف ساعة .
فالوقت ليس ممل بل قصير وفيه من الأنوار والروحانيات ماتطيب له النفوس وتجعل مجلسكم مبارك .
ولكن دقق هنا جيدا
بما انك صاحب المنزل والمنزل باطنيا هو قلبك فيجب عليك انت ان تهيمن على المجلس اي ان يكون هذا المكان أنت المتحكم فيه وتضع القوانين والشروط فيه لاشروط الضيف .
إما أن ذهبت انت إلى الزيارة وكنت أنت الضيف فلاشروط لك عندهم
ففي وقت المجلس لابأس ان تذكر قلبيا او تعرض على أصحاب المنزل الذكر ان احبوا المشاركة معك ولكن لاتفرض عليهم شيء بل موعظة بسيطة لطيفة فقط كنوع من التذكرة انك ملازم لمجالس الذكر واظهر نعم الله عليك في ذلك ان اكرمك الله بذكره وملازمة مجالسه فالله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده ويريها للناس
﴿ فأما بنعمة ربك فحدث ﴾
اما في بيتك فأنت المتحكم هنا وصاحب المنزل فممنوع منعاً باتاً لهو الحديث بالغيبة والنميمة واللغو في أمور الدنيا ومتاعها والشهوات لأن ذلك يؤثر على قلبك كونك سالك إلى الله فهذا كله يلوث القلب ويؤذيه.
حتى اذا كنت انت الضيف وهم اصحاب المنزل فعظهم ليغلقوا احاديث الدنيا والغيبة والنميمة ولاتشاركهم فيها ابدا ولكن مع لزوم الأدب في بيتهم لانهم اصحاب المنزل .
فالغيبة والنميمة ولهو الحديث كلها هادمة للحسنات والأعمال و السبب الرئيسي في سرقة الانوار والواردات النورانية من منزلك اي قلبك وامتصاص الطاقة منه اي( الطاقة الإيجابية )ويحل محلها الطاقات السلبية فتشعر بالضيق والتعب بعد ذهاب الضيف .
فاحذر ان تخوض مع الخائضين وتلوث قلبك وتُمتص طاقتك فتشعر بالخمول والتعب فيما بعد مع الام في الجسم وصداع في الرأس وهذا مايشكو من كثير من الناس بعد ذهاب الضيوف .
والسبب هو أن جميع الانوار التي كانت في منزلك اخذها الضيف وذهب بها ولم يبق لك الا الظلمه والذنوب .
فهو المستفيد وأنت الخاسر
وتصبح فيما بعد العبادات ثقيله عليك بعد خروج الضيوف من منزلك وعليك البناء من جديد لإستعادة هذه الانوار التي سُلبت منك بالرجوع للعبادة الصحيحة وحفظ القلب .
فحفظ القلب هو حفظ الوارادات النورانيه من ثمرة الذكر والعبادة فابتعد عن اماكن الفتن والذنوب ما استطعت .
وهذا سبب انعزال الأولياء عن الناس حتى لا تتلوث قلوبهم
ويأمر شيخ الطريق المُريد في بداية سلوكه بالخلوة واعتزال الخلق ما استطاع فلاتصحب الا مؤمن ولايدخل بيتك إلا مؤمن وابتعد عن الفاجر المنافق .
فهذا المكان هو بيتك أنت والبيت هو صورة متجلية عن القلب كما ذكرنا سابقا .
فيجب أن يكون هذا البيت حرم الله آمنا لان القلب بيت الله فحافظ على بيته كما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
ويكون محل عبادة لامحل لهو وغفلة لا غيبة ، لا نميمة، لا خوض أو أذى بأعراض الناس ، بل يكون مجلساً مباركا الحديث فيه بلطف وحب وإحسان حتى تحفكم الملائكة وتحل عليكم البركات .
فتحدثوا بأمور الدين وبأمور الآخرة وأننا في آخر الزمان والموت قريب ولم يبق شيء من هذه الدنيا الفانية ولايبقى إلا عمل المؤمن وخاتمته.
وهذا كله بالموعظة الحسنة للضيف حتى يدخل معك الى طريق السير والسلوك حتى يلحق بالركب في سفينة النجاة .
فزمننا هذا زمن الفتن وزمن الغفلة والفجور والساعة قريب فلابد من التذكرة والموعظة باستمرار .
وكن كمايحب الله ان تكون في الدعوة الى الله وهداية الناس الى سبيل الرشاد فالكلمه الطيبة والموعظة الحسنة هي تأدية حق الله عليك بأن خلقك خليفة في الارض للدعوة الى دينه وللطريق المستقيم .
فاحذر اخي المؤمن السالك إلى الله.
فمختصر كلامنا هذا :
عليك أن تضبط بالحسنى وبلطف شديد هذه الزيارة وهذه الجلسة فالبيت بيتك وانت مسؤول عنه حتى لا يتأثر قلبك فتؤذيه
فإن كان الحديث لهو ولغوٌ بأمور الدنيا فيعود عليك بظلمات بعضها فوق بعض فتؤذي سيرك الى الله وتحتاج الى بناء جديد.
فيجب أن يكون مجلسكم منوراً بذكر الله سبحانه وتعالى وبالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتحدث عن سيدنا محمد صل الله عليه وآله وسلم وعن الآخرة .
أي تجذبهم بلطف الحديث والموعظة الحسنة إلى العودة إلى الله سبحانه وتعالى وإلى السلك وإخبارهم عن فضل الصلاة الابراهيمية وعن أثرها وقوتها على القلب .
فعلى كل من طلب السلوك إلى الله بصدق أن يتهيأ لحياة جديدة مختلفة عن التي كان يعيشها سابقاً ، اي أنه اصبح إنساناً آخر جديد إنسانٌ مسافر إلى الله راغبا اليه ، إنسانٌ يتزكى ويجاهد نفسه للوصول الى القرب الالهي .
ويجب عليك ان تحافظ على فطرتك اي قلبك فهو الجوهرة المكنونة التي اودعها الله فيك فإن صلح صلح الجسد وصلح الناس وإن فسد فسد الجسد وفسد الناس .
فأنت تحمل بداخلك سر الأمانة التي اودعها الله فيك وهي الخلافة في الارض ودعوة الناس للرجوع إليه
فكن اهلا لما حُملت له ولا تكن من الغافلين .
فكل إنسان بدوره مسؤول عن هذه الأمانه لان الله خلقه إنسان ولم يخلقه كالانعام .
قال تعالى ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾
فالمؤمن الحق يخاف على قلبه ، والعارف يخاف على ربه ،
فبالتالي السالك اينما حلّ وارتحل تجد نظره على قلبه في محل المراقبة من أدنى شائبة وهذا غاية السير والسلوك ، فأينما حللتَ وارتحلت يجب أن يكون مجلسٌك لا تخلو منه العبودية لله تعالى وادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، ليس بالإجبار ولا الإكراه ، يقول الله عزوجل : ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
بل بمقام الإحسان والاستعانة بالله تعالى وتسليم الأمر كله إليه و التوكل عليه.
فانطق بما يحب الله ويرضى عنه ويحب رسوله الكريم ﷺ حتى تنال شرف رضاهم في الدنيا والآخرة والله وليُّ ذلك والقادر عليه ..
والله ولي التوفيق
لاتنسى أن تصل وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
جزاك الله خيرا
ردحذفاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
ردحذف