مقامات الذِكر
الذّاكرون لله تعالى بحسب تواجدهم بالذكر، فتارة يكون الذكر بالجوارح وتارة يكون باللسان، وتارة يكون بالقلب، وتارةً يكون بالإسرار وتارةً يكون بالإعلان، والجامع للجميع ذاكر كامل مع الصدق والإخلاص.
وققد يكون الذكر يمتد من القلب فينتشر في الجوارح والاعضاء واللسان فيذكر الله تعالى كل عضو بحسب حاله، وهذا ذكر القلب، ولا ثبوت للشيطان مع هذا الذكر، ولا وصول له إلى صاحبه البتة وهو أفضل في حق صاحبه من ذكر اللسان، وليس ذلك لكل سالك.
وتارة يكون الذكر باللسان والتكرار والملازمة بالموالاة بالذكر لتكون الكلمة للكلمة كالواحدة لا يقع بينهما تخلل ذهني، يأخد الشيطان منه نصيبه، فإنه في مثل هذا الموطن بالمرصاد، لعلمه بضعف السالك على سلوك هذه الأودية لبعده عن عادته، لا سيما إذا كان قريب عهد بالسلوك وفراق العوائد ما لم يجد على ذلك مساعداًً، ودليلاً وقائدًا، وهو بحسب ما يلائمه في سلوكه من الذكر إن قال : لا إله إلا الله أو قال : سبحان الله أو قال : الحمد لله أو قال : الله الله.
والأصل في ذلك جمع القلب بكليته على الله تعالى ورفع الشواغل عن القلب والاضطرار إليه فهذا هو الذكر وهذه هي الصلاة وهذا هو الدعاء، وقد قيل :
ذَكرتكُمُوا إلّا أنَّ قلبي نَسيكُمُوا وأَيسَرُ مَا في الذِكر ذكرُ لسانِي
** ** **
والله ولي التوفيق
أخي القاريء لاتنسى أن تصل وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد