سيرة المصطفىﷺ(٨)زيارة النبي محمد و هو طفل ليثرب مع آمنة أم النبي ﷺ


 

سيرة المصطفى ﷺ


– زيارة النبي محمد و هو طفل ليثرب مع آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم 

____


رجع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمه آمنة وإنتهت مدة الحضانة عند حليمة السعدية 


فأصبحت ترى آمنة ، من إبنها محمد ،  خصال فيه تتعجب منها !!!


{{ وكان صلى الله عليه وسلم ، له أدب رفيع }}


كان دائماً يجلس وينظر إلى السماء أكثر من الأرض


تقول أمه آمنة :_ كان ينظر إلى السماء أكثر من نظره إلى الأرض


خلوته أكثر من جلوته [[يعني كان معتزل أكثر من إنه يختلط بالصبية والأهل]]


كان  إذا وُضع الطعام لا يبدأ ويمد يده قبل أحد ، ينتظر إذا قيل له كُل .. مد يده وأكل


وهكذا ما زالت آمنة ترى خصائصه حتى مضى عندها عامين وأصبح في عمر السادسة

_


الآن الذي ستروي لنا ، مالذي حدث للرسول صلى الله عليه وسلم عند آمنة هي


{{ بركة الحبشية أم أيمن }} رضي الله عنها وارضاها


بركة صحابية جليلة ، كانت من الأوائل من العبيد الذين أسلموا


كانت من العبيد في مكة ، وكان الذي يملكها ابو النبي

 (( عبدالله المتوفى ))

وانتقلت في الوراثة ، للنبي صلى الله عليه وسلم


فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها 

(( لزيد بن حارثة )) رضي الله عنه


أنجبت لزيد (( أسامة بن زيد ))


الصحابي الجليل رضي الله عنه ، بركة كانت

 (( حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ))


تقوم برعايته وخدمة آمنة ام النبي ﷺ ، وكانت تلازمهم دائماً

_


تقول بركة :_

قالت آمنة لعبد المطلب يوماً ، ألا تأذن لنا يا شيخ مكة أن نذهب إلى يثرب بالقافلة ، فنزور أنا ومحمد قبر عبد الله وأعرفه على قبر والده ؟


قال :_ نعم يا امنة ، ولكن حتى أجد قوم آمن عليكم معهم أرسلتكم


قالت :_ فلمّا خرج قوم من أشراف مكة إلى يثرب ، جهزنا عبد المطلب وأرسلنا معهم .

خرجت آمنة مع ولدها ومعها بركة حتى وصلوا يثرب

 {{ المدينة المنورة }} فذهبت القافلة تكمل تجارتها ونزلت آمنة والرسول صلى الله عليه وسلم وبركة ضيوفاً عند بني النجار أخواله

__


أخذت  آمنة بيد إبنها محمد  ، ووقفت عند قبر أبيه

وقالت له :_ يا بني هذا قبر والدك عبدالله

فقال لها :_ لِما يا أمي ، لا يكلمنا ؟!


فقالت :_ يا بني إنه قد مات ، والذي يموت ، لا يتكلم أبدا ، ولا يرجع إلى أهله ، يا بني هذا مكان جسده ، ولكن لن نلتقي به أبداً


[[ هنا تعرّف على معنى الموت ، لم يكن يعرف معنى الموت الحقيقي ، حتى وقف على قبر أبيه ، وأن والده بهذا المكان وأنه لن يراه ابدا ]]

صلى الله عليه وسلم

___


جلسوا في يثرب حوالي شهر ، وكان يخرج صلى الله عليه وسلم ، يلعب مع الصبيان من بني النجار 

وتعلم السباحة عندهم

كان يلعب كما يلعب الصبية ، و لكن كان مميز بينهم ، بأدبه وأخلاقه



بعد انتهاء مدة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم و أمه في يثرب 

أخبَرت آمنة أخواله من بني النجار بأنها تريد العودة

.. وسمحوا لها أن ترجع إلى مكة .. وكان في قافلة راجعة لمكة ركبت معهم ، خرجت آمنة ومعها إبنها وبركة


وفي الطريق عصفت الريح والرمال ، فتوقفت القافلة أيام وأصاب آمنة المرض وأخرت القافلة ، فإستأذنوا الناس بالقافلة بالرحيل وتركوا معها بعض الناس يرعوها وكان مرضها في قرية يقال لها الأبواء


[[ الابواء منطقة بين مكة والمدينة، وهي أقرب للمدينة ، وسميت بذلك لأن السيول تتبوّأه ، يعني تحل وتستقر فيه ]]


تقول بركة :_ فمكثنا أيام نعالج مرضها ولكنها لا تستجيب .. والمرض يشتد بها


وذات ليلة أخذ المرض يشتد بها أكثر وأكثر فعلمت آمنة أنها ستموت

فقالت آمنة :_ يا بركة .. قربي مني محمدا


قالت :_ فقربته ، فوضعت يدها على رأسه تتلمسه وهي تنظر إليه وعمره 6 سنين


وتقول :

بـارك فيك الله مـن غلام


يا إبن الذي من حومة الحمام


نجا بعـون الملك المنعـام 


فُودي غداة الضرب بالسهام


بمائـة مـن إبـل سـوام 


تقول بركة :_ كانت امنة ، تكرر بيت الشعر أكثر من مرة .. وهي تنظر إلى أبنها وكأنها تودعه


ثم قالت :_ يا بركة لا تغفلي عن محمد ، فإن أهل الكتاب يعتقدون أن له شأن ،  فلا تجعليه يغيب عن ناظرك


ثم قالت :{{ يا بني ،كل حي ميت وكل جديد بال وكل كبير يفنى }} ثم ماتت ويدها على النبي صلى الله عليه وسلم،


قالت بركة : وأخذ محمد يكلمها فلا ترد عليه ،وعلمت أنها ماتت فأغمضت عيناها وضممت يدها إلى صدرها


وحاولت أن أبعد الصبي عنها ولكنه تمسك بها


وهو يقول وينادي :_ أمي أمي

ثم نظر إليّ وقال :_ لما لا ترد أمي عليّ ؟؟!!


تقول بركة :_ فأضررت أن أقول له لقد ماتت يا بني !!!


قالت :_ فذرف دمعاً غزيراً وهو متعلق بها

تقول :_ فحاولت أن أبعده عنها

فقال القوم الذين معي :_ دعيه يا بركة بجانب أمه 


قالت فلما كان النهار شققنا لها قبر في الرمال ، واخذنا نحفر لها القبر ، وهو يحفر معنا ويبكي


و أخذت ام ايمن يده لتذهب


حتى اذا وصلت مكة وتوجهت ام ايمن الى بيت جده عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح الباب ثم نظر للصبي


وقال :_ أين أمك يا محمد ؟

فبكى واخذ يردد .. ماتت ، ماتت


فضمه عبد المطلب وقال له : أنت ابني ، أنت ابني


رجعت ام ايمن تحضن اليتيم المضاعف يتمه إلى جده عبد المطلب .


صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يارسول الله


رجع الصبي المضاعف يتمه إلى جده بعد وفاة أمه آمنة


تقول بركة :_ لما رجعت مكة وأنا أحتضن محمد ، نظر إلينا عبد المطلب ، بعد أن علم بوفاة آمنة، وإحتضن الصبي ، وبكى


ثم أخذنا وأسكننا في داره [[ أي في دار عبد المطلب ]]


وقال :_ يا بركة لا تدعي محمد يغيب عن نظرك ليلاًً ولا نهاراً فإني لا آمن عليه أهل الكتاب

_


يقول العباس رضي الله عنه ، عم النبي صلى الله عليه وسلم

يقول :_ فَرَقَّ له رقة لم نعهدها من قبل !!! [[ يقصد عبد المطلب ، كان الحنان بقلبه للنبي بشكل لا احد يتخيله ]]

وصب به صبابة لم يصبها بولد من أبنائه


أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ، عند جده عبد المطلب كل شيء بحياته تعلق فيه كثيراً

فكان إذا وضع الطعام لا يقربه ، إلا إذا جاء محمد ووضعه في حجره وأعطاه أفضل طعامه


يقول العباس رضي الله عنه :_كان لعبد المطلب سيد مكة فِراش في حجر الكعبة يجلس عليه ولا يجلس عليه غيره


كان له فراش فيه ، لا يجلس عليه غيره حتى كان حرب بن أمية [[ حرب بن امية ، وهو شيخ من شيوخ قريش يكون أبوه لأبو سفيان ، وكان بمثابة السيد الثاني في مكة بعد عبد المطلب ]]


حتى حرب بن أمية ومن دونه ..


يجلسون على الأرض حول الفراش

وعبد المطلب يجلس على الفراش


فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام يافع في السابعة من عمره فيجلس عليه ، يجلس على مفرش جده عبد المطلب


فيذهب أعمامه يبعدونه !!!


فيقول عبد المطلب :_ دعوا إبني يجلس عليه فإنه يحس من نفسه بشرف [[ يعني يحس أن له مكانة ]] وأرجو من الله أن يبلغ من الشرف مالم يبلغه عربي قبله ولا بعده


ثم يجلس عبد المطلب ويجلسه على يمينه يمسح على ظهره ورأسه


ويقول :_ إن لإبني هذا شأن فاعرفوه يا أبنائي [[ يكلم أولاده عن إبن أخيهم محمد ]]

__


يقول العباس :_وكان عبد المطلب جالس يوم في حجر الكعبة وعنده ضيف


وهو أسقف نجران وهو من أهل اليمن [[الأسقف يعني أعلى رتبة عند الرهبان النصارى]]


وكما قلنا من قبل ، أن عبد المطلب عنده أصدقاء كثير ومعارف من اليمن ، عندما كان يسافر رحلة الشتاء إلى اليمن .


هذا الأسقف كان جالساً مع عبد المطلب ، ويتكلم معه


فقال الأسقف لعبد المطلب :_ إنا نجد في كتبنا صفة نبي من ولد إسماعيل ، في هذا البلد مولده [[ أي مكة ]]

وإن من صفاته كذا وكذا ، وأخذ يحكي له أوصافه ، وهو يتحدث معه


أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره 8 سنين دخل على جده ، فنظر الأسقف إليه فقام الأسقف وأخذ يتفحصه وينظر إلى عيونه وظهره وقدميه

____


قال له عبد المطلب :_ ما الأمر ؟

فقال الأسقف :_هو ذا ، هو ذا ، يا شيخ مكة

قال عبد المطلب:_ ما هو ؟ !!

قال الأسقف :_ هو ذا الذي أحدثك عنه نبي هذه الأمة

يا عبد المطلب :_ من يكون هذا الغلام

قال له :_ هذا إبني

قال الأسقف :_ لا .. إنه يولد يتيماً !!!

فقال عبد المطلب :_ نعم إنه إبن إبني عبد الله


قال الأسقف :_ما فعل أبوه ؟


فقال له :_مات وأمه حبلة به


قال الاسقف :_الآن أنت صدقتني ، إنا نجد في كتبنا أنه يولد يتيماً ويموت أبوه وهو في بطن أمه


يا عبد المطلب هل تضاعف يتمه ؟ ألم يفقد أمه ؟


قال :_ بلى ماتت أمه وهو الآن في حضانتي


فقال الأسقف :_ أنظر يا عبد المطلب إلى قدم هذا الصبي ..


ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم


[[قصده عن مقام إبراهيم عند الكعبة الذين ذهبوا للعمرة ورأوا علامات قدم سيدنا إبراهيم بالصخر في مقام إبراهيم عليه السلام الذي بجنب الكعبة قفص ذهبي]]


أنظر يا عبدالمطلب إلى قدم هذا الصبي ، ثم أنظر إلى قدم جدكم إبراهيم التي في المقام

فهل تجد قدم أشبه بها من قدم هذا الصبي ؟؟


قالوا :_ فنظرنا فوجدناها تشبهها ، مع فارق الحجم

فنظر عبد المطلب إلى أولاده وهم واقفين

وقال :_ يا أبنائي تحفظوا على إبن أخيكم محمداً

ألا تسمعون ما يقال فيه ؟!!!!!


فقال الأسقف :_ إني أوصيك يا عبد المطلب أن تحذر عليه من اليهود


هل لاحظتم كم تحذير جاء في السيرة من اليهود


حتى النصارى يعرفون بأن ألد أعداء محمد وأمته هم يهود ..


وعندما وصل المدينة صلى الله عليه وسلم وكان اليهود يسكنون حولها ينتظرون نبي اخر الامة يخرج منهم ، نزلت عليه صلى الله عليه وسلم ، أطول سورة في القران


{{ سورة البقرة }} جلها تتكلم عن اليهود وغدرهم وملخصها

{{ يهود .. وعهود .. لا يلتقيان أبداً .. أبداً .. أبدا }}


يتبع بإذن الله ..

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


والله ولي التوفيق

أخي القارىء

 لاتنسى أن تصلي وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد

اللهم صل وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد


https://t.me/addlist/SyegxTeGNh04Mzk0


وصله جديد فيها قنوات التلجرام


وهذا رابط لمجلس الروضة الشريفة

https://t.me/+TI5aDCvPA9tjYzBk



حسابنا في التيك توك

https://www.tiktok.com/@user6051233506327?_t=8pDeeSZ9bP8&_r=1


مكتبة الهاشمي


https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar



مدارج القلوب الى حضرة علام الغيوب


https://youtube.com/@madarej_alquloop?si=iZAh1zQz_Z1T5tJL











































2 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا 🌹🌹🌹🌹🌹

    ردحذف
  2. سيرة المصطفى مؤثرة جداً اعظم سيرة للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ياريت تكون السيرة مسجلة صوتا لتعم الفئدة وجزاكم الله خير الجزاء 🤲

    ردحذف
أحدث أقدم

نموذج الاتصال