سنن النبي الصحيحة
اليومية لكل مسلم ومسلمه
الوضوء الصحيح الذي كان عليه النبي ﷺ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ كالآتي:
- ينوي الوضوء قلبياً ويقول نويت أن أتوضأ
- ثم يغسل يديه ثلاث مرات أول ما يبدأ يسمي الله عزوجل مع بداية غسل اليدين (نية قلبية) يقول: بسم الله
- ثم يتمضمض و يستنشق و يستنثر سوية بماء واحد كل مرة او يفصل بينهما (٣ مرات)
- ثم يغسل وجهه (٣ مرات) مع تخلل الماء، لكامل الوجه
- ثم يغسل ذراعيه مع المرفقين (٣ مرات) من الأمام والخلف في كل مرة
- ثم يمسح رأسه مع الأذنين مرة واحدة
❉ وكان من سننه صلى الله عليه وسلم أنه يمسح رأسه كله ويستوعبه، وتارة كان يمسح ناصيته وعلى العمامة معا، وتارة كان يمسح على العمامة فقط دون المسح على الناصية
❉ ومن سننه صلى الله عليه وسلم في الوضوء أنه كان يمسح الرأس مع الأذنين بالبلة الواحدة، دون أن يأخذ لهما ماء جديدًا، وكان يمسح ظاهر الأذنين وباطنهما.
جاء فالحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح في وضوئه برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وأدخل إصبعيه في صماخ أذنيه.
- ثم يغسل رجليه مع الكعبين مع تخليل الأصابع
ثم عند الإنتهاء من الوضوء يقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده و رسوله
اللهم أجعلني من التوابين و أجعلني من المتطهرين.
❉ فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يعتاد تنشيف أعضاء الوضوء عند الفراغ منه، وقد ناولته ميمونة رضي الله عنها إحدى زوجاته خرقة بعد غسله من الجنابة فلم يردها فجعل ينفض بيده
قال النبي ﷺ: ما من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء [أخرجه مسلم].
❉ قال النبي ﷺ: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
في حكم المسح على الجوارب والخفين
- فكان عليه الصلاة والسلام يمسح عل الخفين والجوربين، مقيما أو مسافرا آخذا بالرخصة، فإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تجتنب نواهيه.
- ووقت صلى الله عليه وسلم مدة المسح للمقيم في البلد يوما وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن في عدة أحاديث صحيحة، وكان يمسح ظاهر الخفين، ولم يصح عنه مسح أسفلهما
- وكان من سنته في المسح أنه لا يتكلف ضد الحالة التي كانت عليها قدماه عند الوضوء، فإذا كانتا في الخف مسح عليهما، وإن كانتا مكشوفتين غسلهما صلى الله عليه وسلم.
❉ ملاحظة مهمة لجميع السالكين:
إذا قرأته فقم حالا طبق الوضوء الصحيح وكل السنن النبوية لتأخذ الأثر النبوي الشريف وتأخذ الاذن فيها كأنك تعلمتها من النبي ﷺ مباشرة.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
تابع سنن الوضوء ارشادات مهمة
- عن لَقِيط بن صَبِرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أخبِرني عن الوُضوءِ، قال: أسبِغِ الوُضوءَ، وخلِّلْ بينَ الأصابِعِ، وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا.
- عن عَمرو بن أبي حسَن: أنَّه سأل عبدَ الله بنَ زيد عن وضوءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فدعَا بتَورٍ من ماءٍ، فتوضَّأ لهم، فكفأَ على يديه فغسَلَهما ثلاثًا، ثم أدخَلَ يدَه في الإناءِ، فمضمَضَ واستنشَقَ، واستنثَرَ ثلاثًا بثلاثِ غرَفاتٍ من ماءٍ
- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إذا توضَّأ أحدُكم، فليجعلْ في أنفِه ثمَّ لينثِرْ.
صفةُ الاستنثار
- صِفةُ الاستنثارِ تكونُ بإخراجِ ما في الأنفِ مِن الماءِ والأذى باليَدِ اليُسرى، بعد الاستنشاقِ،
- عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: دعا بوَضوءٍ، فتمَضمَضَ واستنشَقَ، ونثَرَ بِيَدِه اليُسرى، ففعلَ هذا ثلاثًا، ثم قال: هذا طُهورُ نبيِّ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم.
استحبَّ تخليلَ اللِّحيةِ
الدليل مِن السُّنَّةِ:
- عن عثمان: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم توضَّأَ فخلَّلَ لِحيَتَه
- الدليلُ من الآثار : عن نافعٍ، عن ابنِ عُمَر: أنَّه كان يُخلِّلُ لِحيتَه
تخليلُ أصابع اليدينِ والرِّجلين
- إذا توقَّف وصولُ الماء إلى ما بينَ أصابعِ اليدين والرِّجلين على التَّخليلِ، فإنَّه يجِبُ التَّخليل، وإنْ لم يتوقَّفْ كان مستحبًّا،
الأدلَّة:
- أوَّلًا: من الكتاب قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة: 6]
- ثانيًا: مِن السُّنَّةِ: عن لَقِيط بن صَبِرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أخبِرني عن الوضوءِ، قال: أسبِغِ الوضوءَ، وخَلِّلْ بين الأصابِعِ، وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا.
التخليل
والتخليل: إدخال الشيء في خلال الشيء، وهو وسطه، والمعنى: أن يدخل بعض أصابعه في بعض
صِفةُ تخليلِ أصابِعِ الرِّجلين
- تخليلُ أصابِعِ الرِّجلينِ يكون بالخِنصَرِ،
- الدليل مِن السُّنَّةِ:
عن المُستورِد بن شدَّاد رَضِيَ اللهُ عنه قال: رأيتُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا توضَّأ دَلك أصابِعَ رِجليه بخِنصَرِه.
تحريكُ الخاتَمِ ونَحوِه
- يُستحبُّ تحريكُ الخاتَمِ ونَحوِه إذا تحقَّقَ وصولُ الماءِ إلى ما تحتَه، وإلَّا وجب خلْعُه أو تحريكُه؛
الأدلَّة:
- أوَّلًا: من الكتاب عمومُ قَولِ الله تعالى: وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة: 6]
وجه الدَّلالة:
أنَّ من ترَك شيئًا ولو قدْر شَعرةٍ ممَّا أمَرَ الله تعالى بغَسلِه، فلم يتوضَّأ كما أمَرَه الله تعالى
- ثانيًا: أنَّ تحريكَ الخاتَمِ الضَّيِّق شرْطٌ في وصولِ الماء إلى ما تحته، وما لا يتمُّ الواجِبُ إلَّا به فهو واجِبٌ
التثليث
- يُسنُّ تثليثُ غَسلِ الأعضاءِ في الوضوءِ، وذلك في الجُملةِ.
الأدلَّة:
- أولًا: مِن السُّنَّةِ
- عن حُمرانَ مولى عثمان، أنَّه رأى عثمانَ بنَ عفَّان دعا بإناءٍ، فأفرغ على كفَّيه ثلاثَ مِرارٍ، فغسَلَهما، ثم أدخَلَ يمينَه في الإناء، فمضمَضَ، واستنشَقَ، ثم غسَل وجهَه ثلاثًا، ويديه إلى المِرفقينِ ثلاثَ مِرار، ثم مسَح برأسِه، ثم غسَلَ رِجليه ثلاثَ مِرارٍ إلى الكَعبين، ثمَّ قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن توضَّأ نحو وُضوئي هذا، ثم صلَّى رَكعتين لا يُحدِّث فيهما نفْسَه، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه.
التيامُنُ
- يُستحبُّ التيامُنُ في غَسلِ أعضاء الوُضوءِ
الأدلَّة:
- أولًا: مِن السُّنَّةِ:
عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه توضَّأ فغسَلَ وَجهَه، أخذ غَرفةً مِن ماءٍ، فمضمض بها واستنشَقَ، ثم أخَذ غَرفة من ماءٍ، فجعل بها هكذا، أضافها إلى يَدِه الأخرى، فغَسَلَ بهما وجهَه، ثمَّ أخَذ غَرفةً من ماءٍ، فغَسَل بها يدَه اليُمنى، ثمَّ أخَذ غَرفةً من ماءٍ، فغسَل بها يده اليُسرى، ثمَّ مسَح برأسه، ثمَّ أخَذ غَرفةً من ماءٍ، فرَشَّ على رِجله اليُمنى حتَّى غسَلَها، ثم أخَذ غَرفةً أخرى، فغسَل بها رِجله، يعني: اليُسرى، ثمَّ قال: هكذا رأيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتوضَّأ.
- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا لَبِستم وإذا توضَّأتم، فابدؤوا بأيامنِكم، وفي رواية: بميامنِكم.
- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبه التيمُّن في تنعُّله وترجُّله وطُهورِه، وفي شأنِه كلِّه.
الدَّلْكِ
- الدَّلْكُ: إمرارُ اليَدِ على العُضوِ
- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره. قوله: (من توضأ فأحسن الوضوء) ومعنى إحسان الوضوء، الإتيان به ثلاثا ثلاثا ودلك الأعضاء.
حكم الزِّيادةُ على الثَّلاثِ في الوضوءِ
- مكروهةٌ
الأدلَّة:
- أولًا: مِن السُّنَّةِ عن عَمرِو بن شُعَيب، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسأله عن الوُضوءِ، فأراه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: هكذا الوضوءُ، فمَن زاد على هذا، فقدْ أساء وتعدَّى وظَلَم.
- عن عبد الله بن مُغفَّل رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: يكونُ في هذه الأمَّة قومٌ يَعتَدونَ في الطُّهورِ والدُّعاءِ.
- أنَّ النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام:
توضَّأ مرَّةً مرَّة، كما في حديث ابن عبَّاس رَضِيَ اللهُ عنهما،
وتوضَّأ مرَّتين مرَّتين، كما في حديثِ عبدِ الله بن زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه،
وتوضَّأ ثلاثًا ثلاثًا، كما في حديث عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه.
وجه الدَّلالة:
أنَّه لم يرِد أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، زاد في وضوئِه على الثَّلاثِ؛ فيكونُ في الزِّيادة عليه مجاوز
والله ولي التوفيق
أسئلة حول الوضوء
السؤال الأول: هل أستطيع أن امسح على حجابي وقت الوضوء مثلما كان النبي ﷺ يفعل ويمسح على عمامته؟
السؤال الثاني: هل أستطيع أن امسح على حذائي كما كان النبي ﷺ يمسح على الخفين؟
الإجابة لكلا السؤالين:
نعم، تستطيع ولكن متى تستطيع ذلك؟! وما الشرط ؟!
الشرط أن تكون قد لبست العمامة أو الحجاب أو الحذاء أو الجورب على طهارة كاملة، أي أن تكون قد توضئت مسبقاً قبل خروجك من بيتك أي قبل لبس الحجاب أو قبل لبس الحذاء أو قبل لبس الجراب تكون على وضوء، أي قبل خروجك من البيت تكون قد توضأت وضوءًا صحيحاً وأوصلت المياه إلى شعرك و إلى قدميك وضوءاً كاملاً بدون حوائل
ثم لبست عمامتك أو حجابك ولبست الجوارب والحذاء ، وفي وجودك خارج المنزل انتقض وضوئك واحتجت تجديد الوضوء لكي تصلي ..
هنا كونك قد توضئت مسبقاً قبل خروجك من البيت ولبست العمامة أو الحجاب والحذاء على الوضوء و أوصلت الماء على هذه الأعضاء مباشرةً فتستطيع لاحقاً أن تمسح على موضع العمامة أو الحجاب أو الحذاء أو الجوارب إذا انتقض وضوئك وكنت في الخارج
ولا يجوز لك المسح عليهم مباشرة إلا إن كنت متوضئاً سابقاً وضوءاً كاملاً بغسل الرجلين والرأس ولبستهما فهنا يحق لك المسح.
والله ولي التوفيق
الرقية النبوية على السنة الشريفة
ورد في حديث صحيح أن من يشعر بمرض يضع يده على الألم ويردد
«بسم الله (ثلاث مرات)، وأَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» (سَبْعَ مَرَّاتٍ)،
فعن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعًا يَجِدُهُ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأْلَمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ ثَلاثًا، وَقُلْ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ، سَبْعَ مَرَّاتٍ».
كيفية الرقية الشرعية
يمكن العلاج بالرقى والأدعية بهيئاتٍ وكيفياتٍ معينةٍ، أبرزها:
1- وضع اليد اليمنى على المكان المصاب أو موضع الألم وتلاوة ما صحّ من الآيات والأدعية، فقد روى الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يعوّذ بعض أهله فيمسح بيده اليمنى ويقول: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.
2- وضع اليد على موضع الألم، والتسمية بالله، وطلب الشفاء منه، فقد شكا عثمان بن أبي العاص ألمًا في جسده للنبي عليه الصلاة والسلام فقال له النبي: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.
3- المسح والنفث في الرقية يستحبّ للراقي أن ينفث؛ ويقصد به النفخ مع الريق اليسير، وتجوز الرقية من غير نفثٍ، فرُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي كان يُرقي الحسن والحسين قائلًا: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ، إلّا أنّ الأفضل أن تكون الرقية مع النفث؛ اقتداءً بما ورد بالغالب من فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، فرُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ.
4- ومن الأمور المتعلقة بالرقية المسح باليد على موضع الألم، فتجوز الرقية بالمسح أو بدونه، وممّا يدلّ على المسح ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة أنّها قالت: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، ومَسَحَ عنْه بيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أنْفِثُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ الَّتي كانَ يَنْفِثُ، وأَمْسَحُ بيَدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه.
5- وفي المقابل ورد ما يدلّ على عدم اشتراط المسح في الرقية من قول عائشة أيضًا: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ.
6- أمّا النفث المتضمّن للرقية فيكون من الراقي مباشرةً لبدن المريض في الموضع الذي تمت فيه القراءة، وبتلك الكيفية تتحقّق الرقية الصحيحة، وذلك ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يشترط على الراقي أن يقترب من المرقي كثيرًا، ولم يرد أنّ النبي رقى مريضًا بعيدًا أو غائبًا، ويُشرع في حقّ المريض الغائب أو البعيد الدعاء له بالشفاء.
الرقية على الماء
لا بأس بقراءة القرآن أو الأذكار على الماء بنية الرقية والنفث فيه ومن ثمّ شربه، إذ وردت مشروعية ذلك عن عددٍ من العلماء، ويستخدم الماء للشرب أو المسح أو الاغتسال به.
طريقة عمل رقية شرعية لنفسي أو لغيري
أولاً: من القرآن الكريم
وفيها يتم قراءة سورة الفاتحة (سبع مرات)
وهذه أولى الخطوات المهمة في أي علاج، لأن سورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن الكريم، وقد أودع الله في كلماتها أسرارًا لا تُعد ولا تُحص، ومن بيان فضلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لم ينزِّل الله مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان»، وسبب قراءتها سبع مرات هو أن الله تعالى سمَّاها بالسبع المثاني.
❉ الفاتحة: « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)».
قراءة آيه الكرسي، (مرة واحدة )، وهذه أعظم آية من القرآن كما أخبرنا بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهي مهمة جدًا في الشفاء، لأن الله تعالى سيحفظ من يقرؤها من كل سوء أو مرض أو شر،
❉ آيه الكرسي: «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
❉ سورة الإخلاص تُقرأ (٣ مرات): «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾».
❉ قراءة سورة الفلق (ثلاث مرات): «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿1﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿2﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿3﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿4﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿5﴾».
❉ قراءة سورة الناس (ثلاث مرات): «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿2﴾ إِلَهِ النَّاسِ ﴿3﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿5﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ﴿6﴾».
❉ أوائل سورة البقرة (مرة واحدة): الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
❉ قراءة آخر آيتين من سورة البقرة (مرة واحدة)
وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه من قرأ هاتين الآيتين في ليلة كفتاه من أي شر ومرض وهم وغم، وهي: «آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».
ثانياً: أدعية الرقية من السنة
من الأدعية الجامعة الواردة قوله ﷺ:
١- باسْمِ اللهِ (ثَلَاثًا)
٢- أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (٧ مرات)
٣- أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ (٣ مرات)
٤- أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا (٣ مرات)
٥- باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك (٣ مرات)
٦- بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (٣ مرات)
كما رقى جبرائيل النبي ﷺ بهذه الرقية الأخيرة، ومن ذلك: (اللهم اشفه وعافه، اللهم اشفه وعافه)
حكم الرقية الشرعية
حكم الرقية الشرعية من القرآن مكتوبة، ورد عن النبى أن الرقية الشرعية تكون بالقرآن والمعوذتين والفاتحة، ويجوز إن الإنسان يتلو الرقية الشرعية لنفسه أو أن يفعلها له أحد بنفسه مثلما كان النبى صلى الله عليه وسلم أتته سكرات الموت كان يضع يده على رأسه الشريفة وقد ارتفعت درجة حرارته ويقول اللهم هون علينا سكرات الموت، وروى عنه أنه قال من أصابه شيء يضع يده على موطن الداء وأن يقرأ الفاتحة والمعوذتين
ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال لأحد الصّحابة عندما سأله عن حُكْم الرّقية في الإسلام، فقال: «كنّا نَرْقي في الجاهليةِ، فقلنا: يا رسولَ اللهِ، كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرِضوا عليَّ رُقاكم، لا بأسَ بالرُّقى ما لم يكن فيه شِركٌ»،
وجاء أيضًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «رخَّص رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الرُّقيةِ من العَينِ، والحُمَةِ، والنَّملةِ»، وتدل الأحاديث السابقة على جواز الرقية، للاستشفاء من بعض الأمراض التي يواجهها الإنسان.
شروط الرقية الشرعية
شروط الرقية الشرعية الصحيحة ، فإن الرقية الشرعية للمريض هي ما اجتمع فيها 4 شروط على قول العلماء فإذا كانت هذه الشروط مجتمعة في الرقية فهي الرقية الشرعية الصحيحة وقد قال صلى الله عليه وسلم : «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا»، رواه مسلم ، وهي:
1- أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته عز وجل أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- من شروط الرقية الشرعية للمريض ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية شرطًا وهو أن تكون باللسان العربي.
3- التوكّل على الله -سبحانه وتعالى- في الرّقية، والاعتقاد الجازم بأن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله سبحانه وتعالى الله -تعالى- فهو وحده الشافي للأمراض.
4- الشرط الأخير من شروط الرقية الشرعية للمريض هو اتباع أمور الشريعة الإسلامية في أدعية الرّقية الشرعيّة
مثل: التوجه بالدعاء إلى الله تعالى وحده وعدم التوسّل بغيره، كسؤال الملائكة، والأولياء، والصالحين، وغيرها من مظاهر المخالفات الشرعية.
وقت الرقية
الرقية الشرعية هي دعاءٌ ووسيلةٌ لطلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى، وباب الدعاء إلى الله مفتوحٌ، إذ لا يوجد وقت محدّد لطلب الشفاء، فالرقية الشرعية جائزةٌ في كلّ وقتٍ ولم يتقيد ورودها بالسنة النبوية في وقتٍ دون آخرٍ، ومن الحسن ترديدها في أوقات استجابة الدعاء، إذ إنّها دعاءٌ في الحقيقة.
وتستحب الرقية قبل النوم حيث ورد أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ المعوذات قبل النوم، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنّها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما فَقَرَأَ فِيهِما: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وقُلْ أعُوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ).
أمور يحسن الأخذ بها أثناء الرقية الشرعية
من الأمور المهمّة التي يُحسن الأخذ بها في الرقية الشرعية:
١- أن يكون الراقي والمرقي على طهارةٍ تامةٍ.
٢- أن ينوي الراقي نفع أخيه المسلم وأن يُيسّر الله له الشفاء والهداية، ويخفّف عنه ما ألمّ به.
٣- أن يستقبل الراقي القبلة. أن تكون الرقية بالجهر كما هو أولى، على أن تكون بصوتٍ معتدلٍ يسمعه المرقي؛ لينتفع من الرقية ويتأثّر بها، وتصحّ أن تكون بالسر أو الجهر.
٤- أن يتفكّر ويتدبّر كلٌّ من الراقي والمرقي الأذكار والأدعية التي تُردّد، وأن يستحضرا الخشوع لله تعالى أثناء الرقية، وأن يتفكّرا بقدرة الله سبحانه، ويُحسنا الاستعانة به.
٥- أن يضع الراقي يده على موضع ألم المرقي، مع تجنّب وضعها إن كانت امرأةً من غير المحارم.
٦- أن يكرّر الراقي الآيات القرآنية.
٧- أن يداوم المرقي على الرقية إلى حين تحقّق القصد منها بإذن الله.
والله ولي التوفيق
الرقية الشرعية
أولا:
❉ ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ،
❉ وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ
ثم تقرأ من الكتاب:
❉ سورة الفاتحة (سبع مرات) «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)».
❉ قراءة آيه الكرسي (مرة واحدة) « اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
❉ قراءة سورة الإخلاص تُقرأ (٣ مرات) «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾».
❉ قراءة سورة الفلق (ثلاث مرات) «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿1﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿2﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿3﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿4﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿5﴾».
❉ قراءة سورة الناس (ثلاث مرات) «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿2﴾ إِلَهِ النَّاسِ ﴿3﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿5﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ﴿6﴾».
❉ أوائل سورة البقرة (مرة واحدة) «الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)»
❉ قراءة آخر آيتين من سورة البقرة (مرة واحدة) «آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».
ثم تقرأ من السنة الشريفة:
١- أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ (٣ مرات)
٢- أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا (٣ مرات)
٣- باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك (٣ مرات)
٤- بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (٣ مرات)
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
كيفية صلاة سيدنا النبي ﷺ الصحيحة
كما وردت عنه
الصلاة عَمودُ الدِّينِ وأهمُّ أركانِه، ولا بُدَّ من إقامتِها كما أمَرَ اللهُ على أكمَلِ وَجهٍ؛ حتَّى لا يَقَعَ فيها خَلَلٌ ولا يَتطرَّقَ إليها نقصٌ، وقد حَرَصَ الصَّحابَةُ على تَعلُّمِ أُمورِها وتَعليمِها النَّاسَ؛فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلاة سيدنا النبيﷺ، أردت تقديمها إلى كل مسلم ومسلمة ليجتهد كل من يطلع عليها في التأسي به في ذلك لقوله: {صلوا كما رأيتموني أصلي}
[رواه البخاري]
وإلى القارئ بيان ذلك:
- يسبغ الوضوء، وهو أن يتوضأ كما أمره الله عملاً وقد بينا صفة الوضوء الصحيحة لكم سابقا على هديه ﷺ الشريف
- يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه قاصداً بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية لأن النطق باللسان غير مشروع، لكون النبيﷺ لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم، ويسن أن يجعل له سترة يصلي إليها إن كان إماماً أو منفرداً، لأمر النبي ﷺ بذلك.
- يكبّر تكبيرة الإحرام قائلاً (الله أكبر) ناظراً ببصره إلى محل سجوده بخشوع
- يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه.
- يضع يديه على صدره، اليمنى على كفه اليسرى. لورود ذلك من حديث وائل بن حجر وقبيصة بن هلب الطائي عن أبيه رضي الله عنهم. أن النبي ﷺ أمر المصلي أن يضع يده اليمنى على كفه اليسرى على صدره وايضا الرسغ والساعد، كما جاءت بذلك الأخبار عن رسول الله ﷺ، فيما رواه البخاري في الصحيح عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: لا أعلمه إلا ينعيه إلى النبي ﷺ قال: كان الرجل يؤمر إذا كان في الصلاة أن يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة وهذا يدل على وجوب الضم ولكنه عند أهل العلم مستحب
- يسن أن يستفتح بدعاء الإستفتاح الوارد عن النبي ﷺ بعد التكبيرة وقبل قراءة الفاتحة فدعاءُ الاستفتاحِ سُنّةٌ مستحبةٌ؛ جاء في حديث أبي هريرة أنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ،
وهناك عدة أدعية كان النبي محمد ﷺ يستفتح بها الصلاة، منها: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنى من خطاياي بالثلج والماء والبرد.
أو يقول: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ
ملاحظة: الأفضلُ أنْ يتتبَّعَ المرءُ الاستفتاحاتِ الواردةَ والثابتةَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيأتيَ بهذا مرَّةً، وهذه مرَّةً ولايقولها جميعا
- ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ويقرأ سورة الفاتحة، لقوله : { لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب }. ويقول بعدها (آمين) جهراً في الصلاة الجهرية، وسراً في السرية، ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن، والأفضل أن يقرأ بعد الفاتحة في الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل، وفي الفجر من طواله وفي المغرب تارة من طوالة، وتارة من قصاره عملاً بالأحاديث الواردة، ويشرع أن تكون العصر أخف من الظهر. وقيل أنه كان يقرأ بعض السور المحددةفي بعض الصلوات ، غير أنه صلى الله عليه وسلم لم يواظب على قراءة سورة بعينها
- يركع مكبراً رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه، جاعلاً رأسه حيال ظهره، واضعاً يديه على ركبتيه، مفرقاً أصابعه، ويطمئن في ركوعه ويقول سبحان ربي العظيم والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
- يرفع رأسه من الركوع، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً: سمع الله لمن حمده إن كان إماماً أو منفرداً، ويقول بعد قيامه: “ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات وملء الأرض، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد”. وإن زاد بعد ذلك: “أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد” فهو حسن، لأن ذلك قد ثبت عن النبي في بعض الأحاديث الصحيحة. أما إن كان مأموماً فإنه يقول عند الرفع: “ربنا ولك الحمد” إلى آخر ما تقدم. ويستحب أن يضع كل منهم يديه على صدره، كما فعل في قيامه قبل الركوع، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي من حديث وائل بن حجر وسهل بن سعد رضي الله عنهما.
- يسجد مكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه، مستقبلاً بأصابع رجليه ويديه القبلة، ضاماً أصابع يديه، ويكون على أعضائه السبعة: الجبهة مع الأنف، واليدين والركبتين، وبطون أصابع الرجلين. ويقول: “سبحان ربي الأعلى” ويكرر ذلك ثلاثاً أو أكثر. ويستحب أن يقول مع ذلك: “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي”
ويكثر من الدعاء لقول النبي أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكـم.
وقولـه صلى الله عليه وسلـم: {أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء} [رواهما مسلم في صحيحه].
ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خيري الدنيا والآخرة، سواء أكانت الصلاة فرضاً أو نفلاً، ويجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض، لقول النبي: {اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب}
- يرفع رأسه مكبراً، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى، ويدع يديه على فخذيه وركبتيه ويقول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واهدني واجبرني”، ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع، لأن النبي كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين.
- يسجد السجدة الثانية مكبراً، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.
- يرفع رأسه مكبراً، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة، وهي مستحبة في أصح قولي العلماء. وإن تركها فلا حرج، وليس فيها ذكر ولا دعاء، ثم ينهض قائماً إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه إن تيسر ذلك، وإن شق عليه اعتمد على الأرض، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة. ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى. ولا يجوز للمأموم مسابقة إمامه، لأن النبي حذر أمته من ذلك، وتكره موافقته للإمام، والسنة له أن تكون أفعاله بعد إمامه من دون تراخ وبعد انقطاع صوته، لقول النبي: {إنما جُعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله، لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، فإذا سجد فاسجدوا} [متفق عليه].
- إذا كانت الصلاة ثنائية، أي ركعتين كصلاة الفجر والجمعة والعيد، جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصباً رجله اليمنى، مفترشاً رجله اليسرى، واضعاً يده اليمنى على فخذه اليمنى، قابضاً أصابعه كلها إلا السبابة، فيشير بها إلى التوحيد، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق إبهامهما مع الوسطى، وأشار بالسبابة فحسن، لثبوت الصفتين عن النبي . والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة، ويضع يده اليسرى، على فخذه اليسرى وركبته، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس. وهو ” التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ” ثم يقول ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. ويستعيذ بالله من أربع فيقول “اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال
- ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس، سواء أكانت الصلاة فريضة أو نافلة
- ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا: “السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله”.
- إن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء، قرأ التشهد المذكور آنفاً، مع الصلاة على النبي ثم نهض قائماً معتمداً على ركبتيه، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه قائلاً (الله أكبر) ويضعهما أي يديه على صدره، كما تقدم ويقرأ الفاتحة فقط.
وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة على الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس، لثبوت ما يدل على ذلك عن النبي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، فلقد ثبت في الصحيحين عن أبي قتادة الأنصاري عن النبي ﷺ أنه كان يقرأ في الثالثة، والرابعة بفاتحة الكتاب فقط في الظهر، والعصر يعني، وهكذا العشاء، والمغرب، فالسنة أنه يقتصر على الفاتحة في الثالثة، والرابعة في الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.لكن يستحب له في بعض الأحيان خاصة في الظهر أن يقرأ زيادة؛ لأنه ثبت في حديث أبي سعيد ما يدل على أنه ربما قرأ في الثالثة، والرابعة في الظهر خاصة عليه الصلاة والسلام فإذا قرأ زيادة في الظهر، والعصر في الثالثة، والرابعة بعض الشيء مع الفاتحة؛ فلا بأس.
- ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب، وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشـاء، ويصلي على النبي ويتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ويكثر من الدعاء، ومن ذلك “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية. لكن يكون في هذا الجلوس متوركاً واضعاً رجله اليسرى تحت رجله اليمنى، ومقعدته على الأرض ناصباً رجله اليمنى، لحديث أبي حميد الساعدي في ذلك.
ثم يسلم عن يمينه وشماله، قائلا: “السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله”
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
بعض الأحكام المهمة المتعلقة في الصلاة
- عن أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كَبَّر، ثم يقول: «سُبْحَانك اللَّهم وبحَمْدِك وتبارك اسْمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غَيْرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا،
ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعُوذُ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرَّجيم من هَمْزِه، ونَفْخِه، ونَفْثِه»، ثم يقرأ
- دعاءُ الاستفتاحِ سُنّةٌ مستحبةٌ؛ لإن النبي كان إذا كبّر تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة الفاتحة، يقول دعاء الاستفتاح، جاء في حديث أبي هريرة أنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ
هناك عدة أدعية كان النبي محمد ﷺ يستفتح بها الصلاة، منها:
- ١ سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنى من خطاياي بالثلج والماء والبرد.
- ٢ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
دعاء الاستفتاح لصلاة التهجد وردت صيغ من دعاء الاستفتاح كان يقولها النبي في صلاة التهجد من الليل:
- ١ عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
- ٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل ، قال: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.
ملاحظة: السنة أن ينوع في الاستفتاح، ولم يكن النبي يجمعها، تارة يستفتح بما جاء في حديث عمر: سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، وتارة ما جاء في حديث أبي هريرة: اللهم باعد بيني وبين خطاياي ..... إلى آخر الحديث
- ٣ عن جابرٍ رضيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا افتَتَح الصَّلاةَ قال: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، وتبارَك اسمُك، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُك، وجَّهتُ وجهيَ للذي فطَر السمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا من المُشرِكين، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ
- ٤ عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسكُتُ بين التَّكبيرِ والقراءةِ، فقلتُ: بأبي وأمِّي يا رسولَ اللهَ، في إسكاتِك بين التَّكبيرِ والقراءةِ ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللهمَّ باعِدْ بيني وبين خطايايَ كما باعَدْتَ بين المشرِقِ والمغرِبِ، اللهمَّ نقِّني مِن الخطايا كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ مِن الدَّنَسِ، اللهمَّ اغسِلْ خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ.
- ٥ عن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه: أنَّ رجلًا جاء فدخَل الصَّفَّ وقد حفَزه النَّفَسُ، فقال: الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه، فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاتَه، قال: أيُّكم المتكلِّمُ بالكلماتِ؟ فأرَمَّ القومُ، فقال: أيُّكم المتكلِّمُ بها؟ فإنَّه لم يقُلْ بأسًا، فقال رجلٌ: جئتُ وقد حفَزني النَّفَسُ فقُلتُها، فقال: رأيتُ اثنَيْ عشَرَ ملكًا يبتدِرونها أيُّهم يرفَعُها.
- ٦ عن ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما قال: بينما نحنُ نصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ قال رجلٌ في القومِ: اللهُ أكبَرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن القائلُ كذا وكذا؟ قال رجلٌ مِن القومِ: أنا يا رسولَ الله، قال: عجِبْتُ لها، كلمةٌ فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماءِ، قال ابنُ عُمَرَ: فما تركتُهنَّ منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ ذلك.
ثانيًا: مِن الآثارِ
- ٧ عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنه أنَّه حين افتَتَح الصَّلاةَ قال: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، وتبارَكَ اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك
ملاحظه: الأفضلُ أنْ يتتبَّعَ المرءُ الاستفتاحاتِ الواردةَ والثابتةَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيأتيَ بهذا مرَّةً، وهذه مرَّةً.
حُكمُ قراءةِ الفاتحةِ للمأمومِ في الصَّلاةِ الجَهريَّةِ
لا تجبُ قراءةُ الفاتحةِ على المأمومِ في الصَّلاةِ الجَهريَّةِ،
الأدلَّة:
- أوَّلًا مِن الكتابِ:
قال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204]
- ثانيًا من السُّنَّة:
عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَبَنا فبيَّنَ لنا سُنَّتَنا وعلَّمَنا صلاتَنا، فقال: إذا صلَّيْتُم فأقِيموا صفوفَكم، ثمَّ لْيَؤُمَّكم أحدُكم، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرَأ فأنصِتوا
- ثالثًا مِن الآثار:
عن عطاءِ بنِ يَسارٍ: أنَّه سأَل زيدَ بنَ ثابتٍ عن القراءةِ مع الإمامِ؟ فقال: لا قراءةَ مع الإمامِ في شيءٍ
- رابعًا: أنَّ المأمومَ مخاطَبٌ بالاستماعِ إجماعًا، فلا يجبُ عليه ما ينافيه؛ إذ لا قدرةَ له على الجمعِ بينهما، فصار نظيرَ الخُطبةِ، فإنَّه لَمَّا أُمِرَ بالاستماعِ، لا يجبُ على كلِّ واحدٍ أنْ يخطُبَ لنفسِه، بل لا يجوزُ، فكذا هذا
- خامسًا: أنَّه لو كانتِ القراءةُ في الجَهر واجبةً أو مستحبَّةً على المأمومِ، للزِم إمَّا أنْ يقرَأَ مع الإمامِ، وقراءتُه معه منهيٌّ عنها بالكتابِ والسنَّةِ، وإمَّا أنْ يسكُتَ الإمامُ له حتَّى يقرَأَ، وهذا غيرُ واجبٍ بلا نزاعٍ بين العلماءِ، بل ولا يُستحَبُّ عند جماهيرِ العُلماءِ
- سادسًا: أنَّه لم يُنقَلْ أنَّ الصَّحابةَ كانوا يقرَؤونَ خلفَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَكْتَتِه الأُولى أو الثانية، ولو كان مشروعًا لكانوا أحقَّ النَّاسِ بعِلمِه وعمَلِه، ولتوفَّرتِ الهِمَمُ والدَّواعي على نقلِه
حُكمُ قِراءةِ الفاتحةِ للمأمومِ في الصَّلاةِ السِّرِّيَّةِ
يجبُ على المأمومِ قراءةُ الفاتحةِ في الصَّلاةِ السِّرِّيَّةِ
الأدِلَّةُ:
- أوَّلًا من السُّنَّةِ:
عن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ رضِي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ .
- وجهُ الدَّلالةِ:
قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا صلاةَ" أنَّه نفى الصَّلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ عُمومًا، ولم يخُصَّ منها حالًا من أحوالِ المصلِّي ، ومَن: اسمٌ موصولٌ، واسمُ الموصولِ يفيدُ العُمومَ، بمعنى: أيُّ إنسانٍ لم يقرأِ الفاتحةَ فلا صلاةَ له، سواءٌ أكان مأمومًا، أم إمامًا، أم مُنفرِدًا .
- عن أبي هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بفاتحةِ الكتابِ، فهي خِداجٌ. يقولُها ثلاثًا.
- وجهُ الدَّلالةِ:
قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فهي خِداجٌ" بمعنى: فاسدةٍ غيرِ صحيحةٍ .
- ثانيًا: لأنَّ أمْرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقراءتِها عامٌّ في كُلِّ صلاةٍ وحالةٍ، وخُصَّ من ذلك حالةُ الجَهرِ بوُجوبِ فَرضِ الإنصاتِ، وبقِيَ العُمومُ في غيرِ ذلك على ظاهرِه .
- ثالثًا: لأنَّه لا معنى لسُكوتِ المأمومِ فيما لا يجهَرُ فيه الإمامُ .
- عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا؛ فإنَّه مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه التَّأمينُ سنَّةٌ مؤكَّدةٌ بعد قراءةِ الفاتحةِ، ويُسرُّ بها في الصَّلاةِ السِّريَّةُ، ويجهرُ بها في الجَهريَّةِ، ويؤمِّنُ فيها مع الإمامِ.
حُكمُ الجَهرِ والإسرارِ بالبَسْملةِ قبل الفاتحةِ
تُسَنُّ قِراءةُ البَسْملةِ سرًّا في الصَّلاة قبل الفاتحةِ وكلِّ سورةٍ،
الأدلَّة:
- أوَّلًا من السُّنَّة:
عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّه حدَّثه قال: صلَّيتُ خلفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ، فكانوا يستفتحون بـ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 1] ، لا يذكرون بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ في أوَّلِ قراءةٍ ولا في آخرِها، وفي روايةٍ: صلَّيتُ مع أبي بكرٍ وعُمرَ وعثمانَ، فلم أسمَعْ أحدًا منهم يقرَأُ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ.
- ثانيًا من الآثار :
عن الأَسودِ قال: صلَّيتُ خلفَ عمرَ سبعين صلاةً فلم يجهَرْ فيها بـ: "بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ"
- ثالثًا: أنَّه مِن المُحالِ أن يكونَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجهَرُ بها دائمًا في كلِّ يومٍ وليلةٍ خمسَ مرَّاتٍ أبدًا، حضَرًا وسفَرًا، ويَخفَى ذلك على خلفائِه الرَّاشدينَ، وعلى جمهورِ أصحابِه، وأهلِ بلدِه في الأعصارِ الفاضلةِ
- رابعًا: عمَلُ أهلِ العِلمِ نقَلَ عمَلَ أهلِ العلمِ على ذلك التِّرمذيُّ
ما يَفعَلُ مَن عجَزَ عن قراءةِ الفاتحةِ
مَن عجَز عن قِراءةِ الفاتحةِ فعليه قراءةُ سبعِ آياتٍ مِن غيرِها إن أحسَنها،
- أوَّلًا من السُّنَّة:
عن رِفاعةَ بنِ رافعٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فتوضَّأْ كما أمَرَك اللهُ، ثم قُمْ فاستقبِلِ القِبلةَ، ثم كبِّرْ، فإن كان معك قرآنٌ فاقرَأْه، وإن لم يكُنْ معك قرآنٌ، فاحمَدِ اللهَ وهلِّلْه وكبِّرْه، فإذا ركَعْتَ فاركَعْ حتَّى تطمئِنَّ، ثم ارفَعْ رأسَكَ فاعتدِلْ قائمًا، ثم اسجُدْ فاعتدِلْ ساجدًا، ثم ارفَعْ رأسَك فاعتدِلْ قاعدًا، حتَّى تقضيَ صلاتَكَ، فإذا فعَلتَ ذلك فقد تمَّتْ صلاتُكَ، وإن انتقَصْتَ مِن ذلك شيئًا فإنَّما انتقَصْتَ مِن صلاتِكَ.
- ثانيًا: ولأنَّه ركنٌ مِن أركانِ الصَّلاةِ، فجاز أن يُنتقَلَ فيه عند العجزِ إلى بدلٍ؛ كالقيامِ
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
صلاة النوافل خلال اليوم كما وردت عن النبي ﷺ
الأحاديث الواردة :
- عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ".
- عن أم حبيبةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلَّى في يومٍ وليلةٍ اثنتي عشْرَةَ ركعةَ تطوعًا غيرَ فريضةٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ".
- قال ابن عمر رضي الله عنهما: "حفظت من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ عشرَ ركعاتٍ سِوى الفريضةِ ركعتينِ قبلَ الظهرِ وركعتين بعدَ الظهرِ وركعتين بعد المغربِ وركعتين بعدَ العشاءِ وركعتين قبلَ الغداةِ".
- سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن صَلَاةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؛ عن تَطَوُّعِهِ، فَقالَتْ: كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، فِيهِنَّ الوِتْرُ، وَكانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، وَكانَ إذَا قَرَأَ وَهو قَائِمٌ، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهو قَائِمٌ، وإذَا قَرَأَ قَاعِدًا، رَكَعَ وَسَجَدَ وَهو قَاعِدٌ، وَكانَ إذَا طَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ"
- كما جاء في الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: "صلّوا قبلَ المغربِ ركعتينِ ثم قال صلّوا قبل المغربِ ركعتينِ ثم قال صلّوا قبلَ المغربِ ركعتينِ لمنْ شاءَ خشيةَ أن يتّخذها الناسُ سنةً".
- عن عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَكُنْ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً منه علَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ" ، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتزم بهما حتَّى في السَّفر، وقال صلى الله عليه وسلم: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا"
- عن عائشةَ رضِيَ اللَّه عنْهَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ لا يدَعُ أَرْبعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قبْلَ الغَدَاةِ"
- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلَّى أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَه اللَّهُ عزَّ وجلَّ علَى النَّارِ.
- قول رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: "مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ.
فالنوافل التي حافظ عليها النبي ﷺ مع الفرائض: اثنتا عشرة ركعة، هذه يقال لها: الرواتب، ويقال لها: النوافل التي حافظ عليها النبي ﷺ:
- وهي أربع قبل الظهر، تسليمتان قبل الظهر وركعتان بعد الظهر
- وركعتان بعد المغرب
- وركعتان بعد العشاء
- وركعتان قبل صلاة الصبح
هذه الرواتب التي حافظ عليها المصطفى عليه الصلاة والسلام أربعًا قبل الظهر تسليمتان، ثنتان بعد الظهر، ثنتان بعد المغرب، ثنتان بعد العشاء، ثنتان قبل صلاة الصبح، والأفضل في البيت، وإن صلاها في المسجد؛ فلا حرج، هذه يقال لها: الرواتب، وهي سنة مؤكدة في الحضر.
أما في السفر فالأفضل تركها، في السفر الأفضل تركها إلا سنة الفجر، وإلا الوتر؛ فإن الوتر في السفر ويصلي سنة الفجر، أما سنة الظهر والمغرب والعشاء، فالأفضل تركها،
ويستحب قبل العصر أربعًا لكن ما هي براتبة قبل العصر يستحب أربعًا، وقبل المغرب ثنتين، وقبل العشاء ثنتين، لكنهن غير رواتب، يقول النبي ﷺ: رحم الله امرأً صلى أربعًا قبل العصر ويقول: صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء وقال: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة وهذا يشمل المغرب والعشاء.
فيستحب أن يصلي قبل المغرب ركعتين بعد غروب الشمس، وقبل العشاء ركعتين بعد الأذان، يصلي قبل العصر أربعًا هذه مستحبة، لكن ما هي براتبة، لم يراتب عليها النبي ﷺ ولكنها مستحبة؛ لأمره ﷺ
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
صلاة الإستخارة
كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما ورد عن جابر رضى الله عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة فى الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن
يقول: «إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل:
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ.. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.. اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ.
آمييين آمييين آمييين يارب العالمين
❉ ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم إذا: هم احدكم بأمر
والمقصود بذلك ما يشك فيه من الأفعال، فيخرج منه القربات والطاعات فهذه لا يُستخار فيها، كل قربة وطاعة لا يُستخار فيها إلا إذا تردد الإنسان بين فعلين هما طاعة، كأن يخرج داعياً إلى الله وأن يخرج لطلب العلم، أو أن يخرج مجاهداً في سبيل الله، فكلها من الطاعات فإذا تردد الإنسان بينها فحينئذ يمكن أن يستخير، لكن لا يمكن أن يستخير في العبادة بين الفعل والترك
كيفية أداء صلاة الاستخارة
وتوجد عدد من الخطوات لصلاة الاستخارة أولها
- الوضوء
- ثم استحضار النية
- وتصلى ركعتين
- ومن السنة أن تقرأ بعد الفاتحة :
- فى الركعة الأولى سورة الكافرون
- وفى الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص
- وبعد الانتهاء من صلاة الركعتين ترفع يدك بالدعاء مستحضرًا عظمة الله، وتحمد الله وتثنى عليه وتصلى على النبى صلى الله عليه وسلم والأفضل أن تكون الصلاة على النبى بالصيغة الإبراهيمية (التي تقال فى النصف الثانى من التشهد) ثم تقرأ دعاء الاستخارة
- يجوز أن تقول دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة أو بعدها
❉ (ملاحظات مهمة)
- وإذا فعلها الإنسان صادقاً مع الله فالله سيختار له الخير، وإذن لا يمكن أن يفعل إلا ما اختار الله له، لأنه بمثابة من سأل الله أن يختار له ورضي باختيار الله، فقد اختار الله له ما صنع {لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}، وما فعله الإنسان بعدها، ما انشرح له صدره ففعله هذا دليل على أن الله قد اختاره له.
- وبعد الاستخارة افعل ما تستخير فيه ولا تنتظر إشارة مثل رؤيا أو خلافه ويجوز أن تكرر الإستخارة، ولا تجعل من رغباتك مهيمنة عليك بل يجب أن تترك الامر لله.
- ولا مانع أن يستخير بدعاء الاستخارة وحده إذا تعذرت عليه الصلاة، وخاصة في أوقات المانع كالحيض والنفاس والانشغال.. فهذا نوع من الدعاء المشروع في كل وقت وعلى كل حال.
- فاستجابة هذه العبادة لا تكون إلا بـالتيســير والدليل على ذلك قول النبي صلوات الله وسلامه عليه في الدعاء قال: (يسِّره لي)؛ الجواب أن يُيسر الله لك هذا الأمر، أن تشعر أنّ أمراً دون غيره قد تيسّر وإن يسَّره الله فقد أراد بك خيراً، وإن عسَّره فقد أراد بك خيراً أيضا...إضافةً إلى شعورك بالرّاحة عند قيامك بذلك العمل.
- فبعد أن تستخير عليك أن تستسلم لله وتفوض الامر كاملا لله
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
صلاة الحاجة مستحبة والاستدلال على ذلك بما أخرجه الترمذي عن عبد الله بن أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل:
لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحان اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وعزائمَ مَغْفِرَتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إِثْمٍ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ، لا تَدَعْ لي ذَنْبًا إلا غَفَرْتَهُ، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَهُ، ولا حاجةً هي لك رِضًى إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ»
رواه ابن ماجه، وزاد بعد قوله: يا أرحم الراحمين:
ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر.
وعدد ركعاتها اثنتان على ما في حديث عبد الله بن أبي أوفى، وليس لهما قراءة مخصوصة، وعليه فتشرع صلاة هاتين الركعتين، ويقرأ فيهما المصلي بما شاء ثم يدعو بعدهما بما شاء من خير الدنيا والآخرة.
وفي رواية
أنَّ أعمى أتى إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يَكْشفَ لي عن بصَري ، قالَ : أو أدعُكَ ؟ قالَ : يا رسولَ اللَّهِ إنَّهُ قد شقَّ عليَّ ذَهابُ بَصري ، قالَ : فانطلق فتوضَّأ ، ثمَّ صلِّ رَكْعتينِ ، ثمَّ قلِ :
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّي محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نبيِّ الرَّحمةِ ، يا محمَّدُ إنِّي أتوجَّهُ إلى ربِّي بك أن يكشِفَ لي عَن بصَري ، اللَّهم شفِّعهُ فيَّ وشفِّعني في نَفسي فرجعَ وقد كَشفَ اللَّهُ عن بصرِهِ
الراوي : عثمان بن حنيف
المحدث : المنذري
المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 1/326
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : ادعُ اللَّهَ أن يعافيَني قالَ : إن شئتَ دعوتُ ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ . قالَ : فادعُهْ ، قالَ : فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ
الراوي : عثمان بن حنيف
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3578
خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن خزيمة (2/225)، والطبراني (9/17)، والحاكم في المستدرك (1/707) باختلاف يسير.
كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهِ عَليهم كثيرًا ما يَطلُبون مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يَدعُوَ اللهَ لهم لقضاءِ حَوائجِهم؛ لأنَّهم يَعلَمون أنَّ دُعاءَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَرْجَى في القَبولِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكِي عثمانُ بنُ حُنيفٍ: أنَّ رجُلًا "ضريرَ البَصرِ"، أي: مُصابًا بضرَرٍ في بصَرِه مِن عَمًى، "أتى" هذا الرَّجلُ "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال له: ادْعُ اللهَ أن يُعافِيَني"، أي: تَوجَّهْ إلى اللهِ بالدُّعاءِ أن يُعافيَني ممَّا في بصَري مِن ضرَرٍ، قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنْ شِئتَ دعَوتُ"، أي: إنْ أحبَبتَ أن أدعُوَ لك بالشِّفاءِ والعافيةِ، "وإنْ شئتَ صبَرتَ"، أي: رَضيتَ بما أنتَ فيه، "فهو خيرٌ لك" في الأجرِ والثَّوابِ بما صبَرتَ على البلاءِ، فقال الرَّجلُ: "فادعُه"، أي: إنَّ الرَّجلَ اختارَ دُعاءَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم له على الصَّبرِ، قال عُثمانُ بنُ حُنيفٍ: "فأمَره النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يتَوضَّأ، فيُحسِنَ وُضوءَه"، أي: أنْ يأتيَ فَرائضِ الوُضوءِ وآدابِه، "ويَدْعوَ بهذا الدُّعاءِ"، ثم بعدَ فراغه من وُضوئِه يَدعو ويقول: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُك وأتوجَّهُ إليك بنَبيِّك"، أي: أتوسَّلُ إليك بدُعاءِ نبيِّك صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ"، أي: الَّذي بعَثْتَه بالرَّحمةِ، "إنِّي توجَّهتُ بك"، أي: توَجَّهتُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "إلى ربِّي في حاجَتي هذه"، أي: في الدُّعاءِ بشِفاءِ بصَري؛ "لِتُقْضى لي"، أي: لِتَستجيبَ الدُّعاءَ، "اللَّهمَّ فشَفِّعْه"، أي: إنَّه سأَل اللهَ أن يَقبَلَ شَفاعةَ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في قَضاءِ حاجتِه، وهذا ليس فيه توسُّلٌ بذاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولا بجاهِه، وإنَّما كان تَوسُّلًا بدُعائه؛ فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم دعا للرَّجُلِ وأمَره أنْ يَدعُوَ هو الآخَرُ، ويسأَلَ اللهَ قَبولَ شَفاعتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: فَضلُ الصَّبرِ على البَلاءِ، وأن الدعاء برَفْعِه ليس مَذمومًا.
إذن
خطوات صلاة الحاجة
- تتوضأ وتحسن الوضوء
- تصلي ركعتين تقرأ فيهما ماتشاء من السور مع الخشوع والتذلل لله عزوجل
- بعد التسليم تقول:
دعاء صلاة الحاجة
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في (حاجَتي هذه فتَقضى)، اللَّهم شفِّعهُ فيَّ وشفِّعني في نَفسي
لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحان اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وعزائمَ مَغْفِرَتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والسلامةَ من كلِّ إِثْمٍ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ، لا تَدَعْ لي ذَنْبًا إلا غَفَرْتَهُ، ولا هَمًّا إلا فَرَّجْتَهُ، ولا حاجةً هي لك رِضًى إلا قَضَيْتَها يا أرحمَ الراحِمِينَ.
آمييين آمييين آمييين يارب العالمين
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
سنن وأعمال فقهية في الصلاة
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ".
قول رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: "مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ.
عن وائلِ بنِ حُجرٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: قُلتُ: لَأنظُرنَّ إلى صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كيف يُصلِّي! فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستقبَلَ القِبْلةَ، فكبَّرَ فرفَعَ يدَيْهِ حتَّى حاذَتَا بأُذُنيه، ثم أخَذَ شِمالَه بيمينِه، فلمَّا أراد أنْ يركَعَ رفَعَهما مِثلَ ذلك، قال: ثم جلَس فافتَرَشَ رِجْلَه اليُسرى، ووضَعَ يدَه اليُسرى على فخِذِه اليُسرى، وحَدَّ مِرفَقَه الأيمنَ على فخِذِه اليُمنى، وقبَضَ ثِنتَيْنِ وحلَّقَ حَلَقةً، ورأيتُه يقولُ هكذا، وحلَّقَ بِشْرٌ - يَعنِي ابنَ المُفضَّلِ أحدَ رُوَاتِه - الإبهامَ والوُسطى، وأشارَ بالسَّبَّابةِ
عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا جلَس في الصَّلاةِ وضَعَ يدَه اليُمنى على رُكبتِه، ورفَعَ أُصبُعَه التي تلِي الإبهامَ يدعو بها، ويدَه اليُسرى على رُكبتِه، باسِطَها عليه
معلومة مهمة
- ترفع السبابه أول الجلوس للتشهد حتى نهاية الصلاة الإبراهيمية
- أما تحريك الإصبع فكان إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرك لا إراديا عند الدعاء وهذا بسبب خروج طاقه نورانية من إصبعه للسماء تفتح أبواب السماء لاجابه الدعاء، لذلك معظم الناس يحركون اصبعهم ولكن هذه الحركه لا تكون إراديه كما يفعلها الناس بل إن فعلوها لأنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقط، وتتحرك لا إراديا لمن يشاء الله من عباده.
سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على العبادِ، مَن أتى بهنَّ لم يُضيِّعْ منهنَّ شيئًا جاءَ وله عندَ الله عهدٌ أنْ يُدخِلَه الجَنَّةَ، ومَن ضَيَّعهنَّ استخفافًا بحقِّهنَّ جاءَ ولا عهدَ له؛ إنْ شاءَ عذَّبَه، وإنْ شاءَ أَدْخلَه الجَنَّةَ
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ "
عنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
الرخصة في الصلاة للمريض
حديث عمران بن حصين الخزاعي المشهور، أبو نجيد، الصحابي الجليل رحمه الله، كانت تُسلِّم عليه الملائكة، ولما كوى تركته، ولما ترك الكيَّ عادت إليه الملائكة، كما روى عن نفسه رحمه الله، وكان صحابيًّا جليلًا.
قال كما في الرواية الأخرى، كان بي بواسير، وهو مرض في الدبر، وكان يشقّ عليه الصلاة قائمًا لمرضه، فقال له النبي ﷺ: صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ [رواه البخاري].
فالحاصل أن المريض الذي يشقّ عليه القيام يُصلي قاعدًا، وأما كونه قاعدًا ليس فيه تفصيل، سواء قاعدًا متربعًا، أو جلس مُحْتَبِيًا، أو جلس كهيئة جلوسه للتَّشهد الأخير أو الأول مُفترشًا؛ لأنَّ قوله: قاعدًا يعمّ أنواع الجلسات، سواء كان متورِّكًا أو مُفترشًا أو مُحتبيًا أو قرفصاء أو مُتربِّعًا، أي جلسة جلسها أجزأ ذلك؛ لإطلاق النبي ﷺ في قوله:
- صلِّ قاعدًا، لكن تقدم في حديث عائشة أنَّ النبي صلى متربعًا، إذا صلى جالسًا صلى متربعًا، فيدل على أنه الأفضل التربع؛ لأنه أريح له، الجلوس هكذا التربع، فإن جلس هكذا فهو أريح له في قراءته؛ لأنه قد يطول القراءة فيحتاج إليه، فهذا الجلوس أريح له وأفضل في محلِّ القيام، وإذا جلس جلسةً أخرى غير هذا الجلوس فلا بأس؛ لعموم قوله: قاعدًا.
- ثم إذا عجز عن القعود صلَّى مُضطجعًا على أي جنبٍ: الأيمن أو الأيسر، وقد جاء في روايةٍ: "على جنبه الأيمن
على هذا يكون قوله: فعلى جنب يعمّ هذا وهذا، لكن الأيمن أفضل: كان يُعجبه التَّيمن عليه الصلاة والسلام، وإن شقَّ عليه الأيمن فالأيسر.
فإن لم تستطع فمُستلقيًا.
فدلَّ ذلك على أنَّ العاجز عن القيام له هذه الأحوال الثلاثة:
- القعود إن قدر.
- وإن عجز عن القعود صلَّى على جنبه.
- وإن شقَّ عليه الجنب صلَّى مُستلقيًا.
وهذا من فضل الله، وهذا يُطابق قوله جلَّ وعلا: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ويُطابق قوله ﷺ: وإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم
- حديث جابر بن عبدالله الأنصاري: أنَّ النبي ﷺ أتى مريضًا يُصلي على وسادةٍ، فرمى بها، طرحها النبيُّ ﷺ وقال: صلِّ على الأرض إن استطعتَ وإلا فأومئ إيماءً، واجعل سجودَك أخفض من ركوعك
هذا الحديث يدل على شرعية الصلاة في الهواء وعدم الحاجة إلى جعل كرسيٍّ أو وسادةٍ يسجد عليها، فإذا كان يعجز عن السجود في الأرض فإنه يسجد في الهواء، ويكون سجودُه أخفض من ركوعه، ولا حاجةَ إلى أن ينصب قُدَّامه وسادةً أو كرسيًّا أو ما أشبه ذلك يسجد عليها، بل السنة أن يسجد في الهواء، ويركع في الهواء، من دون حاجةٍ إلى وسادةٍ.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
الأدعية المأثورة عن النبي ﷺ بعد الصلوات الخمس
الدعاء بعد الصلاة بصفة عامة مستجاب كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأحد الصحابة إذا فرغت من صلاة فقل:
- اللهم أجرني من نار جهنم وكررها (سبع مرات)
- اللهم إني أعوذَ بك من الجُبنِ والبُخل، وأعوذ بك من أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمر، وأعوذ بك من فتنةِ الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر
- اللهم أعنِّي على ذكركَ وشُكركَ وحُسن عبادتك.
- اللهم اجعل خيرَ عُمري ءاخرهُ، وخيرَ عملي خواتِمهُ، واجعل خيرَ أيامي يومَ ألقاكَ.
- اللهم اغفر لي ذنوبي وخَطايايَ كُلَّها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمالِ والأخلاق، إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرفُ سيئها إلا أنت.
- اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الكفرِ والفقرِ وعذابِ القبرِ
- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ أخذَ بيدِهِ، وقالَ: يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ:
- اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ
- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُهُ يقولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ، أَوْ تَجْمَعُ، عِبَادَكَ.
- عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ منَ الصَّلاةِ قالَ: اللَّهمَّ اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسرَرتُ وما أعلنتُ، وما أسرَفتُ وما أنتَ أعلمُ بِهِ منِّي، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ.
- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان صلّى الله عليه وسلّم يقول بعد صلاة الصبح: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا.
- اللهم بكَ أحاول، وبكَ أصاول، وبك أقاتل "بعد صلاة الفجر".
- كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ: للَّهُمَّ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
- كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: رَبِّ أَعِنِّى وَلاَ تُعِنْ عَلَىَّ وَانْصُرْنِى وَلاَ تَنْصُرْ عَلَىَّ وَامْكُرْ لِى وَلاَ تَمْكُرْ عَلَىَّ وَاهْدِنِى وَيَسِّرْ هُدَاىَ إِلَىَّ وَانْصُرْنِى عَلَى مَنْ بَغَى عَلَىَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِى وَاغْسِلْ حَوْبَتِى وَأَجِبْ دَعْوَتِى وَثَبِّتْ حُجَّتِى وَاهْدِ قَلْبِى وَسَدِّدْ لِسَانِى وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِى
- عن مسلم بن أبي بكرة قال: كان أبي يقول في دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر، فكنت أقولهن، فقال أبي أي بني عمن أخذت هذا؟ قلت عنك! قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقولهن في دبر الصلاة. [أخرجه النسائي].
- عن بن عباس عن جويرية بنت الحارث: أن النبي صلى الله عليه و سلم مر عليها وهي في المسجد تدعو، ثم مر بها قريبا من نصف النهار فقال لها ما زلت على حالك؟ قالت نعم. قال ألا أعلمك، يعني كلمات تقولينهن؛ سبحان الله عدد خلقه، ثلاثا، سبحان الله رضا نفسه، ثلاثا، سبحان الله زنة عرشه، ثلاثا، سبحان الله مداد كلماته، ثلاثا
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
دعاء النبي ﷺ للرضا بالقضاء والقدر
حديث قد رواه ابن أبي الدنيا في كتابه الرضا عن الله بقضائه، فقال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثني على بن أبى جعفر، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدثنا حفص عن عمر، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل سيئ الهيئة،
- فقال: ما أمرك؟ ما شأنك؟
- قال: يا رسول الله، يهمني ما مضى من الدنيا إذ لم أضيع، ويهمني ما بقي منها كيف يكون حالي.
- قال: إنك من نفسك لغنيّ عنا.
- قال: ثم لقيه بعد وقد حسنت هيئته. فقال: يا رسول الله، أتاني آت في المنام، فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت بردها على قلبي، ثم قال:
قل: اللهم ارزقني نفسًا مطمئنة، توقن بوعدك، وتسلم لأمرك، وترضى بقضائك.
- فقال بعده : فوالله ما يهمني شيء مضى، ولا بقي.
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد رأيت خيرًا فالزم.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
أدعية السكن في بيت جديد
فمن سكن منزلاً جديداً فإنه يستحب له أن يقول عند نزوله: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
لما رواه مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك. وهذا يشمل من نزل منزلا ينوي الرحيل منه كالمسافر، وكذا من نزل منزلا ليقيم فيه، سواء أكان ملكا له أم لا.
كما يستحب أن يقول: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا،
لما صح في ذلك من الحديث الشريف، إلا أن هذا الدعاء لا يختص بالنزول لأول مرة، بل يقوله المرء كلما أراد دخول بيته بعد غيبة،
وينبغي له أن يتلو شيئاً من القرآن خصوصاً سورة البقرة لطرد الشياطين وتحصين البيت منهم، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم قبورا، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. ولا فرق في جميع ما ذكرناه بين أن يكون المحل مملوكا أو مستأجرا.
عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهٌ فَذَكَرَ اللهَ عِندَ دُخُولِهِ وَعِندَ طَعَامِهِ ، قَالَ الشََّيطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُم وَلَا عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللهَ عِندَ دُخُولِهِ ، قَالَ الشَّيطَانُ : أَدرَكتُمُ المَبِيتَ ، وَإِذَا لَم يَذكُرِ اللهَ عِندَ طَعَامِهِ قَالَ : أَدرَكتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاءَ. [رواه مسلم (2018)]
وهذا الذكر لا يخص المنزل الجديد، بل يشمل كل منزل، وعند كل دخول، فأحرى بك أن تستفتح منزلك الجديد بذكر الله سبحانه .
ومما يشرع لك أن تعوذ به منزلك الجديد من العين والحسد أن تقول: أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن كُلِّ شَيطَانٍ وَهَامَّة ، وَمِن كُلِّ عَينٍ لَامَّةٍ. [رواه البخاري (3371)]
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
النظر إلى السماء عند الخروج من المنزل
عن أم سلمة تقول ما خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من بيتي قطُّ إلا رفع طرفَه إلى السماءِ وقال:
اللهم إني أعوذُ بك أنْ أَضِلََّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَجهلَ أو يُجهَلَ علي.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
كيفية صلاة الضحى
- وتصلى من بعد طلوع الشمس ويستمرّ وقتها إلى منتصف النهار، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم "صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ".
- صلاة الضحى اقلها ركعتين حتى اثني عشر ركعة
- ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين او اربع ويوم الفتح صلاها ثمانية ركعات
- ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ، أنه صلى الضحى أربعاً ، وقد يزيد على تلك الأربع ركعات ، وثبت عنه أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة .
- سألت عائشة رضي الله عنها : " كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى ؟ ، قَالَتْ : أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ
- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
كيفية صلاة الوتر
حكمها:
صلاة الوتر سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أما القنوت في صلاة الوتر فهو سنة وليس بواجب فإذا تركه المصلي فلا شيء عليه ، وأفضل وقت لصلاة الوتر آخر الليل في حق من يغلب على ظنه الاستيقاظ في آخر الليل وإلا فليصل الوتر بعد صلاة العشاء.
قال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: "مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ.
فضل صلاة الوتر من الأحاديث الواردة:
عن علي رضي الله عنــه قـال : الـوتر ليس بحتم كالـصلاة المكتوبــة ولكن سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال: إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أوتروا قبل أن تصبحوا. رواه مسلم.
عدد ركعات الوتر:
أقل الوتر ركعة، لما روى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوتر ركعة من آخر الليل. رواه مسلم عن ابن عمر.
إلا أنه يجوز الزيادة عليها:
- فتصلى ثلاث ركعات بتسليمه واحدة، لحديث عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث لا يسلم إلا فى آخرهن.
- ويمكن الزيادة في ركعات الوتر كما روي عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام.
إذا صلى المسلم الوتر ثلاث ركعات فيجوز فيها ثلاث هيئات كما يلي:
- الأولى: أن يصلي ركعتين ثم يسلم وبعدها يأتي بالثالثة .
- الثانية: أن يصلي ركعتين ثم يجلس بعد الثانية ثم يأتي بالثالثـة كهيئة صلاة المغرب.
- الثالثة: أن يصلي الركعات الثلاث متصلة ولا يجلس إلا بعد الركعة الأخيرة.
حكم القنوت:
أما القنوت في صلاة الوتر فهو سنة وليس بواجب فإذا تركه المصلي فلا شيء عليه والذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان أحياناً يقنت في الوتر وأحياناً أخرى لا يقنت .
ويجوز القنوت قبل الركوع وبعده وهو الأفضل والأقوى.
وقت صلاة الوتر:
أفضل وقت لصلاة الوتر آخر الليل في حق من يغلب على ظنه الاستيقاظ في آخر الليل وإلا فليصلي الوتر بعد صلاة العشاء فقد ورد في الحديث عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيكم خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر ثم ليرقد ومن وثق بقيام الليل فليوتر آخره فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل. رواه مسلم.
ومن السنة في القراءة في الوتر إذا صلى ثلاثاً أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى وفي الثانية سورة الكافرون وفي الثالثة سورة الإخلاص كما ورد في الحديث عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر سبح اسم ربك الأعلى وفي الركعة الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد.
ومن صلى صلاة الوتر أول الليل ثم رغب أن يصلي في آخر الليل يصلي ما يشاء ولا يعيد الوتر .
دعاء القنوت:
ويرفع يديه إلى صدره ولا يرفعها كثيراً ، لأن هذا الدعاء ليس دعاء ابتهال يبالغ فيه الإنسان بالرفع ، بل دعاء رغبة ، ويبسط يديه وبطونهما إلى السماء
❉ عن الْحَسَن بْن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ:
اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ ، ولا منجا منك إلا إليك.
ثم يصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
❉ يُستحب أن يقول بعدما يُسلّم: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات يمدّ بها صوته في الثالثة.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الهاشمية الشريفة
كيفية سجود التلاوة كما ورد عن النبي ﷺ
{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}
- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: إذا قرأ ابنُ آدَمَ السجدةَ فسجَدَ، اعتزلَ الشيطانُ يَبكي، يقول: يا وَيْلَهْ! أُمِر ابنُ آدَمَ بالسجود فسَجَدَ؛ فله الجَنَّة، وأُمرتُ بالسجود فعصيتُ؛ فلي النَّار.
- عَن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، رضِي اللَّهُ عنه، قال: قَرَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (النَّجْم) بِمكَّةَ، فسَجَد فيها، وسجَد مَن معه غيرَ شيْخٍ
- أنَّ عُمرَ بن الخطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْه، قرَأَ يومَ الجُمُعةِ على المِنبر بسورة النحل، حتى إذا جاءَ السَّجدة، نزَلَ فسَجَد وسجَد الناسُ، حتى إذا كانتِ الجُمُعةُ القابلة قَرَأ بها، حتى إذا جاءَ السجدة، قال: يا أيُّها الناس، إنَّا نمرُّ بالسجود، فمَن سجَد فقد أصاب، ومَن لم يسجدْ فلا إثمَ عليه. ولم يسجُدْ عمرُ رضى الله عنه
- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما، قال: ربَّما قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القرآنَ، فيمرُّ بالسَّجدةِ فيَسجُدُ بنا، حتى ازدحَمْنا عنده، حتى ما يجِدُ أحدُنا مكانًا ليسجُدَ فيه، في غيرِ صلاةٍ.
❉ خطوات سجود التلاوة:
- يُكبِّر للخَفض فقط، ولا يُكبِّر للرَّفْع،
- ثم يقول في سجوده: سَجَد وَجْهي للذي خَلَقَه وشَقَّ سَمْعَه وبَصَرَه بحَولِه وقُوَّتِه
- كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في سُجودِ القُرآنِ باللَّيلِ، يقولُ في السَّجدةِ مِرارًا: سَجَد وَجْهي للذي خَلَقَه وشَقَّ سَمْعَه وبَصَرَه بحَولِه وقُوَّتِه
الراوي : عائشة أم المؤمنين
- وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ الذي أخرَجَه التِّرمذيُّ: "أنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في سُجودِ التِّلاوةِ: اللَّهُمَّ اكتُبْ لي بها عندَك أجْرًا، واجعَلْها لي عندَك ذُخْرًا، وضَعْ عنِّي بها وِزْرًا، وتقَبَّلْها مِنِّي كما تَقبَّلْتها مِن عبدِك داودَ
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الهاشمية الشريفة
❉ ملاحظة هامة:
لم ترد الشريعة بالتقرب إلى الله تعالى بالسجود إلا إذا كان السجود في الصلاة ، أو لسبب خاص كسجود السهو أو سجود التلاوة ، أو سجود الشكر .
أما السجود من أجل الدعاء فلم يرد في الشرع ما يدل على جوازه أو استحبابه ، بل الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترة الكثيرة أنه كان يرفع يديه عند الدعاء ، وحث على ذلك ورَغَّب فيه ، فقال: إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الهاشمية الشريفة
وقت صلاة الفجر كما وردت عن النبي ﷺ
- إذا طلَعَ الفجرُ الثَّاني، فقدْ دخَلَ أوَّلُ وقتِ صلاةِ الصُّبحِ.
- تصلى صلاة الفجر بعد دخول أول وقتها، بطلوع الفجر الثاني، ويسمى: الفجر الصادق، وطلوع الفجر هو عبارة عن بداية ذهاب الليل، ومجيء أول بياض الصبح، ويكون حينها سواد الليل مختلطا ببياض النهار، إلا أن علامة طلوع الفجر الصادق: أن يبدء ظهور بياضه دقيقا، ثم يتسع وينتشر ضوئه في الأفق، وهو غير الفجر الأول الذي يسمى: الفجر الكاذب، الذي يظهر مستطيلا كذنب السرحان، ثم تعقبه ظلمة، سمي كذلك؛ لأنه يخدع الناظر موهما أنه الصبح، ثم يغيب، وأما الفجر الصادق؛ فإنه يصدق بظهوره وينتشر. وينادي المؤذن للصلاة في أول وقتها، علامة على دخول الوقت.
- ووقت صلاة الفجر هو الصبح، الذي يبدء من طلوع الفجر الثاني إلى ما قبل طلوع الشمس، ويسمى: وقت الأداء، مقابل وقت القضاء. والفضيلة في الصلاة لأول وقتها، وفي الصحيحين حديث: «كان النبي ﷺ يصلي الصبح، فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن، ما يعرفهن أحد من الغلس.»
وفي رواية: «وكان يصلي الصبح بغلس.
❉ الأدلة أولا: من السنة:
- عن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتاه سائلٌ يَسألُه عن مواقيتِ الصَّلاةِ، فلم يَرُدَّ عليه شيئًا، قال: فأقامَ الفجرَ حين انشقَّ الفجرُ، والناس لا يَكادُ يَعرِف بعضُهم بعضًا... ثم أخَّرَ الفجرَ من الغدِ حتى انصرفَ منها والقائلُ يقول: قد طلعتِ الشمسُ، أو كادتْ... ثم أصبح فدعَا السائلَ، فقال: الوقتُ بين هَذينِ .
- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهما، قال: سُئِلَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن وقتِ الصلواتِ، فقال: وقتُ صلاةِ الفجرِ ما لم يَطلُعْ قرنُ الشمسِ الأوَّلُ
- نقَلَ الإجماعَ على أنَّ وقتَ الصبحِ ما بين طلوعِ الفجرِ إلى طلوعِ الشَّمسِ
- لا يَجوزُ أن تُصلَّى صلاةُ الفجرِ قَبل وقتِها.
- الأفضلُ تَعجيلُ الصُّبحِ في أوَّلِ وقتِها إذا تَحقَّق طُلوعُ الفَجرِ، وهو التغليسُ
❉ من الكتاب:
- قول الله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة: 238]
❉ وجه الدلالة:
أنَّ من المحافظةِ عليها تَقديمَها في أوَّلِ الوقتِ؛ لأنَّه إذا أَخَّرَها عرَّضَها للفواتِ
- قول الله تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [آل عمران: 133]
- قول الله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة: 148]
وجه الدلالة:
أنَّ المسارعةَ إلى الخيرِ والمسابقةَ إليه أفضلُ بنصِّ القرآنِ
❉ من السنة:
❉ - عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، قالت: كُنَّ نِساءُ المؤمناتِ يَشهدْنَ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ الفجرِ متلفِّعاتٍ بمُروطِهنَّ، ثم يَنقلِبْنَ إلى بيوتهنَّ حين يَقضِينَ الصَّلاةَ، لا يعرفهنَّ أحدٌ من الغَلَسِ.
وجه الدلالَةِ:
قولها في الحديث: كنَّ نساءُ المؤمناتِ يشهدنَ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ الفجر، فينصرِفْنَ متلفِّعاتٍ... لا يعرفهنَّ أحدٌ من الغَلَسِ.
هذا إخبارٌ عن أنه كان يُداومُ على ذلك، أو أنَّه أكثر فِعله، ولا تَحصُلُ المداومةُ إلَّا على الأفضلِ
- عن محمَّدِ بنِ عَمرٍو، هو ابنُ الحَسنِ بنِ عليٍّ، قال: سألْنا جابرَ بنَ عبدِ اللهِ عن صلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: كان يُصلِّي الظهرَ بالهاجرةِ، والعصرَ والشمسُ حيَّةٌ، والمغربَ إذا وجبَتْ، والعشاءَ؛ إذا كثُر الناسُ عَجَّلَ، وإذا قلُّوا أخَّر، والصبحَ بَغلَسٍ
- يَمتدُّ وقتُ صلاةِ الفجرِ اختيارًا إلى طلوعِ الشَّمسِ
❉ الأدلة من السنة:
عن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن أَدركَ من الصُّبحِ ركعةً قبل أن تَطلُعَ الشمسُ، فقدْ أَدركَ الصُّبحَ، ومَن أَدركَ ركعةً من العصرِ قبل أنْ تَغرُبَ الشمسُ، فقد أَدْرَكَ العصرَ
هذا الحديثُ نصٌّ في أنَّ مَن صلَّى الفجرَ قبلَ طلوعِ الشمسِ فإنَّه مدركٌ لوقتِها؛ فإنَّه إذا كان مدركًا لها بإدراكِه منها ركعةً قبلَ طلوعِ الشمسِ؛ فكيف إذا أَدركَها كلَّها قبلَ الطلوعِ؟
- عن جَريرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: كنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنَظَرَ إلى القمرِ ليلةً - يعني: البدرَ - فقال: إنَّكم ستَرَوْنَ ربَّكم كما تَرَوْنَ هذا القمرَ، لا تُضامُونَ في رُؤيتِه؛ فإنِ استطعتُم أنْ لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ، وقبلَ غُروبها فافْعلوا، ثم قرأ: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ
- ووقتُ صلاةِ الصبحِ مِن طُلوعِ الفجرِ، ما لم تَطلُعِ الشمسُ
- هي سنة قبليّة، عددها ركعتان، وتسمى سنة الفجر أو سنة الصبح، أو ركعتي الفجر أو رغيبة الفجر ووقتهما بعد أذان الفجر الدال على قرب الصلاة وسنة الفجر ليست بواجبة، وإنما هي سنة مؤكدة واظب عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحث عليها ولا تطلب صلاتها جماعة بل يصليها الشخص منفرداً في المسجد أو في بيته.
- كما ثبت عن النبي في حديث عائشة حيث قالت: «كان رسول الله يصلي ركعتي الفجر (سنة الفجر) إذا سمع الأذان ويخففهما». رواه مسلم.
- وقالت أيضاً: «كان رسول الله يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهما بأم القرآن». رواه أحمد وغيره.
- ومن السُّنة أن يقرأ في ركعتي سُنَّة الفجر في الأولى «قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا» (سورة البقرة : 136)، إلى آخر الآية، وفي الثانية: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ» (سورة آل عمران: 64)، إلى آخر الآية ، وإن شاء في الأولى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) (سورة الكافرون: 1)، وفي الثانية (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (سورة الإخلاص
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ
- وسنة الفجر كان صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر، إذا أذن المؤذن، وتحقق طلوع الفجر صلاها ، يصليها بعد الأذان في بيته، ثم يأتي فتقام الصلاة عليه الصلاة والسلام، يصلي ركعتي الفجر، ويضطجع بعدها على جنبه الأيمن بعض الشيء، ثم يتوجه للصلاة عليه الصلاة والسلام، ويقول: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم كان إذا طلع الفجر، وأذن المؤذن صلى ركعتين عليه الصلاة والسلام خفيفتين، ثم يضطجع بعدها ضجعة خفيفة، ثم يتوجه إلى المسجد عليه الصلاة والسلام
❉ ويظهر من وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الصبح بأنها خفيفة، أنه كان لا يطيل ركوعها وسجودها، وإنما يقتصر فيهما من الأذكار على المجزئ أو أدنى الكمال؛ لأن هديه صلى الله عليه وسلم في صلاته عموما أنها قريبة من السواء، ويتحقق فيها التوازن والتناسب في الزمن الذي يستغرقه أداء كل ركن،
- فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله تعالى عنه أنه قَالَ: رَمَقْتُ الصَّلَاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالِانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.
- قال الحافظ ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: وَأَجَابَ بَعْضُهُمْ عَنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ، أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: (قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ) لَيْسَ أَنَّهُ كَانَ يَرْكَعُ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، وَكَذَا السُّجُودُ وَالِاعْتِدَالُ، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ صَلَاتَهُ كَانَتْ قَرِيبًا، مُعْتَدِلَةً، فَكَانَ إِذَا أَطَالَ الْقِرَاءَةَ، أَطَالَ بَقِيَّةَ الْأَرْكَانِ، وَإِذَا أَخَفَّهَا، أَخَفَّ بَقِيَّةَ الْأَرْكَانِ.
- سنة الفجر، السنة فيها التخفيف، فيقرأ الإنسان في الركعة الأولى: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } [الكافرون:1] وفي الثانية: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص:1] أو يقرأ في الأولى: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة:136] الآية في سورة البقرة، وفي الثانية: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [آل عمران:64].
وفي الركوع يخفف أيضاً، فيقتصر على أدنى الكمال، ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم.
وفي السجود كذلك.
وفي التشهد أيضاً لا يطيله. هذه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ..
فضل صلاة الفجر
- تعد صلاة الفجر من أهم الصلوات الخمس، فقد اهتم الله تعالى بشأنها، وحث على إقامتها. بقوله تعالى: "وقرآن الفجر". وذكر أيضا فضل الصلاة الوسطى، وأمر بالمحافظة عليها.
وهي: صلاة الفجر أو صلاة العصر. وهناك مجموعة من الأحاديث تدل على فضلها منها:
- «أن أثقل صلاة علي المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا».
- «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله».
- قد ثبت في البخاري أن النبي رآى : «أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال: من هذا ياجبريل؟، قال: هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة».
- «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله».
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الهاشمية الشريفة
❉ سنن الاستيقاظ من النوم
- 1- مسح أثر النوم عن الوجه باليد ، وقد نص على استحبابه النووي وابن حجر ، لحديث ” فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ” رواه مسلم .
- 2- ذكر الدعاء عند الاستيقاظ ، وهو : ” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور ” رواه البخاري .
- 3- استعمال السواك : ” كان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل يشوص فاه بالسواك ” متفق عليه .
❉ والحكمة من ذلك :
- 1- قطع الرائحة من الفم .
- 2- أن من خصائص السواك التنبيه والتنشيط .
❉ سنن اللباس:
ومن الأمور التي تتكرر للمسلم في يومه وليلته تبديل الثياب ولبسها ، إما لأجل الغسل أو النوم أو غير ذلك من الأمور ، ولخلع الثياب ولبسها سنن :
-1- أن يقول : بسم الله ، سواء عند الخلع أو اللبس ، قال النووي : وهي مستحبة في جميع الأعمال.
- 2- كان صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوباً أو قميصاً أو رداءً أو عمامة يقول :” اللهم إني أسألك من خيره وخير ما هو له ، وأعوذ بك من شره وشر ما هو له ” رواه أبو داود والترمذي ، وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
- 3- البدء باليمين عند اللبس ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا لبستم فابدءوا بأيمانكم ” رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجه ، وهو صحيح .
- 4- ويخلع ثيابه ويبدأ بالأيسر ثم الأيمن
❉ سنن دخول المنزل:
- 1- ذكر الله : عند الدخول لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء … ” رواه مسلم .
- قال النووي : يستحب أن يقول : بسم الله تعالى ، وأن يكثر من ذكر الله تعالى ، وأن يسلم .
- 2- السواك : ” كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، بدأ بالسواك ” رواه مسلم .
- 3- السلام : لقوله تعالى ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) [النور:61] .
فلو افترضنا أن المسلم يدخل بيته بعد كل فريضة يؤديها في المسجد ، فكم عدد السنن التي سيطبقها في دخوله للبيت في يومه وليلته ؟
❉ سنن الخروج من البيت:
- أما عند الخروج من البيت ، فيقول : بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان. رواه الترمذي وأبو داود .
فثمرة العمل بهذه السنة عند الخروج من البيت عظيمة فهي :
-1- يحصل للعبد الكفاية : من كل ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك .
-2- يحصل للعبد الوقاية من كل شر ومكروه يصيبه ، سواء كان من الجن أو الأنس .
-3- يحصل للعبد الهداية ، وهي ضد الضلال ، فيهديك الله في جميع أمورك الدينية والدنيوية .
المسلم يخرج من بيته في يومه وليله عدة مرات ، فهو يخرج للصلاة في المسجد ، ويخرج لعمله ، ويخرج لقضاء أعمال البيت ، وكلما خرج من بيته عمل بهذه السنن النبوية ، فيحصل على خير كثير ، وأجر كبير .
❉ سنن الطعام:
سنن ما قبل الطعام وأثناء الطعام :
- 1- التسمية .
- 2- الأكل باليمين .
- 3- الأكل مما يلي الآكل .
هذه السنن يجمعها حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا غلام ، سمّ الله ، وكُل بيمينك ، وكل مما يليك ” رواه مسلم .
- 4- مسحُ اللقمة إذا سقطت وأكْلها : لحديث : ” إذا سَقطتْ من أحَدكم لُقمة ، فليمطْ ما كان بها من أذى ثم يأكلها … ” رواه مسلم .
- 5- الأكل بثلاث أصابع : لحديث : ” كان صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ” رواه مسلم ، وهذا هو الغالب من فعله عليه السلام ، وهو الأفضل إلا لحاجة .
- 6- صفة الجلوس عند الآكل : أن يكون جاثياً على ركبتيه وظهور قدميه ، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى ، هذا هو المستحب ، لما صح في الحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ، وذكره الحافظ في الفتح
❉ سنن بعد الطعام:
- 1- لعق القصعة والأصابع : وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلعق الأصابع والقصعة ، وقال : ” أنكم لا تدرون في أيها بركة ” .
- 2- حمد الله بعد الأكل : لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنّ الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ” رواه مسلم .
- وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد الطعام : ” الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه ، من غير حول مني ولا قوة ” .
واسمع لثواب هذا الدعاء لمن قاله ، قال صلى الله عليه وسلم : “غُفر له ما تقدم من ذنبه ” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، وحسنه الحافظ والألباني .
- 3- التنفس أثناء الشرب خارج الإناء ، والشرب على ثلاث مرات ، ولا يشرب مرة واحدة ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” كان صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً ” رواه مسلم .
- 4- الشرب جالساً : لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يشربن أحدُ منكم قائماًً ” رواه مسلم .
- 5- قول الحمد لله بعد الشرب : ” إنّ الله ليرضى عن العبد ، أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها ” رواه مسلم .
والله ولي التوفيق
✺✺✺
أولاً: صِيغ الاستغفار في الكتاب (القرآن):
في كتاب الله آياتٌ كثيرة تبيِّن لنا صِيغَ الاستغفار، منها:
1- قوله تبارك وتعالى: ﴿ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147].
2- وقوله: ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 16].
3- وقوله: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 191 - 193].
4- وقوله: ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 109].
5- وقوله: ﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 118].
6- وقوله: ﴿ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].
7- وقوله: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا ﴾ [نوح: 28]،
وغير ذلك مِن صيغ الاستغفار الواردة في الكتاب المبين.
ثانيًا: صِيغ الاستغفار في السُّنة:
جاءتِ السُّنة النبويَّة الصحيحة بذِكْر عدَّة صِيغ للاستغفار؛ منها الآتي:
الصيغة الأولى: سيِّد الاستغفار: كما جاء في الحديثِ الذي أخرجَه البخاري: عن شدَّاد بنِ أوس رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: سيِّدُ الاستغفار أن يقول العبدُ: اللهمَّ أنت ربي، وأنا عبدُك، لا إله إلا أنت، خلقْتَني وأنا عبدك، أصبحتُ على عهدِك ووعدك - ثابتًا ومستمرًّا - ما استطعت، أعوذ بكَ مِن شر ما صنعتُ، أبوء لك - أُقِر وأعترِف - بنِعمتك عليَّ، وأبوء لك بذُنوبي، فاغفرْ لي؛ إنَّه لا يغفِرُ الذنوب إلا أنت، فهذه أفضل صِيغة.
الصيغة الثانية: ما جاء في الصحيحين عن أبي بكْرٍ الصِّدِّيق رَضيَ الله عَنه أنَّه قالَ لرَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: علِّمني دعاءً أدعو به في صَلاَتي؟ قال: قل: اللهمَّ إني ظَلَمتُ نَفْسي ظلمًا كَثيرًا، وَلاَ يَغفر الذنوبَ إلا أنتَ، فَاغفرْ لي مَغفرَةً مِن عندكَ، وارحَمني، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرحيم.
الصِّيغة الثالثة: ما جاءَ في الحديث الذي أخْرَجه أبو داود في صحيحه، وصحَّحه الألباني: عن زَيد مَولَى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَقول: مَن قالَ: أَستغفِر اللهَ الذي لا إلَهَ إلا هوَ الحَي القَيوم وَأَتوب إلَيه؛ غفر له وإنْ كانَ فَرَّ مِن الزحف.
الصيغة الرابعة: ما جاء في الحديثِ الذي أخرجَه النَّسائيُّ في الكبرى، وهو حديث حسن: عَن خَبَّاب بن الأرتِّ رضي الله عنه قالَ: سَأَلتُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قلت: يَا رَسولَ الله، كَيفَ أَستَغفر؟ قَالَ: قل: اللهمَّ اغفرْ لَنا وارحَمْنا، وَتُب عَلَينا، إنَّكَ أنتَ التوَّاب الرَّحيم.
الصيغة الخامسة: ما جاء في صحيح ابن حبَّان: عن أَبي هرَيرَةَ رضي الله عنه قالَ: مَا رأَيتُ أَحَدًا أَكثَرَ أَن يَقولَ: أَستَغفر اللهَ وَأَتوبُ إليه مِن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
الصيغة السادسة: ما جاء في صحيحِ مسلم عن ثَوبانَ رضي الله عنه قالَ: كانَ رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا انصَرَفَ مِن صلاته: استَغْفَرَ ثَلاثًا، وقالَ: اللهمَّ أَنْتَ السلامُ ومِنكَ السلامُ تَبارَكتَ ذا الجَلالِ وَالإكرَام، قالَ الوَليد: فقلتُ للأَوزَاعي: كَيفَ الاستغفَار؟ قَالَ: تَقول: أَستَغفر اللهَ، أَستَغفر اللهَ.
الصيغة السابعة: ما جاء في سُنن أبي داود عن ابنِ عمَرَ رضي الله عنهما قالَ: إنْ كنَّا لَنَعدُّ لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في المجلس الواحد مائَةَ مَرَّة: رَبِّ اغفرْ لي وَتبْ عَلَيَّ، إنَّكَ أَنتَ التوَّاب الرحيم؛ رواه أبو داود (1295).
الصيغة الثامنة: ما جاءَ في صحيح مسلم من قوله عليه الصلاة والسلام في الدُّعاء يبْن التشهُّد والتسليم: اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أسرفْت، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت،
فهذه بعضُ الصِّيغ الواردة في السُّنة النبويَّة الصحيحة.
فعلَى المسلم أن يحرِص دائمًا على التوبة والاستغفار، وأنْ يكون لسانُه وقلبه لهجًا بذلك، وأن يستغفرَ الله بجميعِ هذه الصِّيغ، فتارةً يستغفره بصيغة، وتارةً بالأخرى، وهكذا. وفَّقنا الله لما يحبُّه ويرضاه، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحْبه أجمعين
والله ولي التوفيق
صيغ التسبيح الواردة في الكتاب والسنة
تَسْبِيحُ اللَّهِ تَعَالَى هو تَنْزِيهٌ وَثَنَاءٌ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَالْقُرْآنُ مَمْلُوءٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَاخْتَصَّ بِهِ رُكْنَانِ عَظِيمَانِ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ: الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ، وَهُمَا أَفْضَلُ هَيْئَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ؛ حَيْثُ الِانْحِنَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى عُبُودِيَّةً وَتَعْظِيمًا، وَتَعْفِيرُ الْوَجْهِ وَالْجَبِينِ فِي الْأَرْضِ لِلَّهِ تَعَالَى عُبُودِيَّةً وَذُلًّا. وَلِلتَّسْبِيحِ صِيَغٌ كَثِيرَةٌ جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَحَرِيٌّ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْرِفَهَا لِيَأْتِيَ بِهَا، فَلَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ تَعَالَى.
فَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوْ سُبْحَانَ رَبِّي، وَهِيَ مِنَ الصِّيَغِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الْمُؤْمِنُونَ: 91]،
وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الطُّورِ: 43]،
وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴾ [الْإِسْرَاءِ: 93]،
وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ؛ مِنْهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...» رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهِيَ مِنَ الْأَذْكَارِ الْبَعْدِيَّةِ لِلصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، تُقَالُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، وَتُقَالُ فِي الرُّكُوعِ، وَعِنْدَ تِلَاوَةِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الْوَاقِعَةِ: 74].
وَسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، وَتُقَالُ فِي السُّجُودِ، وَعِنْدَ قِرَاءَةِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الْأَعْلَى: 1].
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي » رَوَاهُ الشَّيْخَانِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ أَنْ يَخْتِمَ حَيَاتَهُ بِالْإِكْثَارِ مِنْهَا، فَيَا لَهَا مِنْ صِيغَةٍ عَظِيمَةٍ ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النَّصْرِ: 3].
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ »، وَمَعْنَاهُ: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ...» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ قَالَ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَكَثْرَةُ صِيَغِ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ تَدُلُّ عَلَى فَضِيلَةِ التَّسْبِيحِ فِي هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الصِّيغَةِ فِي الْقُرْآنِ: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الْفُرْقَانِ: 58]، وَهِيَ تَسْبِيحُ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛ فَإِنَّهُمْ قَالُوا فِي قِصَّةِ خَلْقِ آدَمَ: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 30]، وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهَذَا الذِّكْرُ الْعَظِيمُ هُوَ مِنْ أَدْعِيَةِ الِاسْتِفْتَاحِ الْمَهْجُورَةِ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَعَ عَظِيمِ فَضْلِهَا. وَالِاسْتِفْتَاحُ الْمَشْهُورُ فِيهِ تَسْبِيحٌ أَيْضًا وَهُوَ قَوْلُ الْمُصَلِّي: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ فِي الْوِتْرِ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ يَقُولُهَا ثَلَاثًا.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَفِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
وَثَمَّةَ صِيَغٌ لِلتَّسْبِيحِ مُضَاعَفَةٌ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ صِيَغِ التَّسْبِيحِ وَأَكْثَرِهَا أَجْرًا، فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ الْمُسَبِّحِ الْعِنَايَةُ بِهَا، وَمِنْهَا:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.
وَهِيَ مِنْ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ، وَفِي فَضْلِهَا حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «وَهَذَا يُسَمَّى الذِّكْرَ الْمُضَاعَفَ، وَهُوَ أَعْظَمُ ثَنَاءً مِنَ الذِّكْرِ الْمُفْرَدِ؛ فَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَهَذَا إِنَّمَا يَظْهَرُ فِي مَعْرِفَةِ هَذَا الذِّكْرِ وَفَهْمِهِ؛ فَإِنَّ قَوْلَ الْمُسَبِّحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ؛ يَتَضَمَّنُ إِنْشَاءً وَإِخْبَارًا عَمَّا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ مِنَ التَّسْبِيحِ عَدَدَ كُلِّ مَخْلُوقٍ كَانَ، أَوْ هُوَ كَائِنٌ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ».
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ الْمُضَاعَفِ:
مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ، وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ الْحَمْدُ مِثْلَ ذَلِكَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ.
فَحَرِيٌّ بِأَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يُكْثِرُوا مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَتَدَبَّرُوا مَا يَقُولُونَ، وَأَنْ يُحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ؛ لِتُعْظَمَ لَهُمُ الْأُجُورُ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ..
والله ولي التوفيق
✺✺✺
وفيه عِدَّة سُنَن:
وبما أنَّ صلاة الفجر هي أول صلاة في اليوم يذهب فيها الرجل للمسجد، فإنَّ للذهاب إلى المساجد أموراً يُسَنُّ أن يأتي بها:
يُسَنُّ التبكير بالذهاب إلى المسجد.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ» رواه البخاري ومسلم
والتهجير: هو التبكير للصلاة.
وكان السَّلَف رضي الله عنهم يحرصون على التبكير للصلاة: عن سعيد بن المسيب قال: «ما أذَّن المؤذِّن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد» رواه الن أبي شيبة ، وقال أيضاً: «ما سمعت تأذيناً في أهلي منذ ثلاثين سنة» ابن سعد في الطبقات
أن يخرج من بيته متطهراً؛ لتكتب خطاه.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ، بِضْعاً وَعِشـرينَ دَرَجَةً، وَذلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ، لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلاَةِ مَا كَانَتِ الصَّلاَةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، والْمَلاَئِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ» رواه مسلم
أن يخرج إلى الصلاة بسكينة، ووقار.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَلَا تُسـرعُوا فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا ثُوِّبَ لِلصَّلاَةِ فَلاَ تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ» رواه مسلم
قال النووي رحمه الله: «... السكينة: التأنِّي في الحركات، واجتناب العبث، والوقار: في الهيئة كغض الطرف، وخفض الصوت، وعدم الالتفات» شرح مسلم للنووي
تقديم الرجل اليمنى عند دخول المسجد، وتقديم اليسرى عند الخروج منه.
لحديث أنس رضي الله عنه أنه قال: «من السُّنَّة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسـرى»رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم، ولورود ذلك عن ابن عمر رضي الله عنه، قال البخاري في صحيحه: [باب التيمن في دخول المسجد وغيره، وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى، فإذا خرج بدأ برجله اليسـرى]، ولحديث عائشة رضي الله عنها: «كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّن فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ» رواه البخاري ومسلم
ولأن القاعدة: أنَّ ما كان من باب التكريم استُحِب فيه تقديم اليمين، وما كان بضد التكريم استحب فيه تقديم اليسار، وما عدا ذلك فالأصل فيه تقديم اليمين.
أن يقول الذِّكر الوارد عند دخول المسجد، وعند الخروج منه.
لحديث أبي حميد، أو أبي أسيد قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» رواه مسلم
أن يُصلِّي ركعتين تحية للمسجد.
وهذا إذا جاء مبكراً للصلاة، فإنه يُسَنّ له ألّا يجلس حتى يصلِّي ركعتين؛ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ. رواه البخاري
ويكفي عن تحية المسجد السُّنَّة القَبْلِية للصلاة إن كان لها سُنَّة قبلية كالفجر، والظهر، أو سُنَّة الضحى إن دخل المسجد ضحى، أو الوتر إن صلَّاه في المسجد، أو الفرض؛ لأن المقصود من تحية المسجد: ألَّا يجلس حتى يُصلِّي؛ لِمَا في ذلك من عمارة المساجد بالصَّلاة؛ لئلا يرتادها من غير صلاة.
يُسَن للرجال المبادرة إلى الصَّف الأول، فهو أفضل الصفوف، وللنِّساء أفضلها آخرها.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشـرهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشـرهَا أَوَّلُهَا» رواه مسلم، خيرها: أي أكثرها ثواباً وفضلاً، وشـرها: أي أقلّها ثواباً وفضلاً.
وهذا الحديث فيما إذا صلَّى الرجال والنَّساء جماعة، وليس بينهما حائل من جدار ونحوه، فتكون خير صفوف النساء آخرها؛ لأنه أسترُ لهنَّ عن أعين الرجال.
❉ وأمَّا إذا كان بينهما حائل كجدار ونحوه، أو كما يكون في كثير من مساجدنا اليوم بأن يُخصَّص للنساء مُصلَّى مستقل ففي هذه الحالة تكون أفضل صفوف النِّساء أولها... لانتفاء عِلَّة القُرب من الرِّجال؛ لأنَّ الحكم يدور مع عِلَّته وجوداً وعدما، ولعموم فضل الصَّف الأول في أحاديثَ منها:
أ- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّل، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ -أي العِشَاء- وَالصُّبْحِ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً» رواه البخاري ومسلم.
ب- وحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه وفيه قال: خَرَجَ عَلَيْنَا -أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» رواه مسلم، ويُؤخذ من هذا الحديث أيضاً سُنيَّة التراصّ في الصَّف.
قال النَّووي رحمه الله: «يُستحب الصَّف الأول، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه إلى آخرها; وهذا الحكم مستمر في صفوف الرجال بكل حال، وكذا في صفوف النِّساء المنفردات بجماعتهن عن جماعة الرجال، أمَّا إذا صلَّت النساء مع الرجال جماعة واحدة وليس بينهما حائل، فأفضل صفوف النِّساء آخرها؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشـرهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشـرهَا أَوَّلُـهَا» رواه مسلم
يُسَنُّ للمأموم أن يكون قريباً من إمامه.
فالأفضل في حقِّ المأموم من حيث اصطفافه للصَّلاة الصف الأول كما تقدَّم، ثُم يحرص أن يكون قريباً من الإمام، فالأقرب من الجهتين اليمنى أو اليسـرى هو الأفضل.
ويدلّ عليه: حديث أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «ليَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى» رواه مسلم، فقوله: ليَلِنِي: أي ليقترب مني، وفي هذا دليل على أنَّ القرب من الإمام مطلوب في أي جهة كان.
قال ابن مفلح رحمه الله: «ويتوجه احتمال أن بُعْدَ يمينه ليس أفضل من قُرْب يساره».
والله ولي التوفيق
✺✺✺
❉ معنى الزكاة في اللغة: النماء والزيادة والبركة والمدح والثناء والصلاح وصفوة الشيء، والطهارة حسية أو معنوية، وتطلق الزكاة على ما ينفقه المتصدق من مال
❉ والزَّكاةُ في الإسلام: المال اللازم إنفاقه في مصارفه الثمانية وفق شروط مخصوصة، وهي حق معلوم من المال، مقدر بقدر معلوم، يجب على المسلم بشروط مخصوصة، في أشياء مخصوصة هي: الأموال الزكوية، وزكاة الفطر.
❉ فهي في الشرع الإسلامي نوع من العبادات بمعنى: إنفاق المال على جهة الفرض، حيث تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، وتطلق الصدقة على الإنفاق المفروض وغيره.
❉ والزَّكاةُ في الشرع الإسلامي:
«حِصّةٌ من المال ونحوه يوجب الشرعُ بذلها للفقراءِ ونحوهم بشروط خاصة». أو هي: «اسم لمال مخصوص، يجب دفعه للمستحقين، بشروط مخصوصة».
❉ سميت زكاة: لأنها شرعت في الأموال الزكوية لتطهير المال، وفي زكاة الفطر لتطهير النفس، كما أن دفع الزكاة سبب لزيادة المال ونمائه، وسبب لزيادة الثواب في الآخرة بمضاعفته للمتصدق.
❉ وتسمى الزكاة صدقة، إلا أن الصدقة تشمل: الفرض والنفل، بخلاف الزكاة فإنها تختص بالفرض.
❉ وايتاء الزكاة في الإسلام عبادة متعلقة بالمال، تعد ثالث أركان الإسلام الخمسة، وهي مفروضة بإجماع المسلمين، وفرضها بأدلة من الكتاب والسنة، وإجماع المسلمين،
•• فمن القرآن:
- ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾
- ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكاة﴾
- ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾
- ﴿وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكاة وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ﴾
- ﴿وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكاة وَأَقْرِضُواْ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾
- ﴿وَأَقِمْنَ الصلاة وَءَاتِينَ الزكاة وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾.
- ﴿وآتوا حقه يوم حصاده.﴾ أي: الزكاة الواجبة في الزروع والثمار.
- وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾
فإيتاء الزكاة من سمات المؤمنين، وهو سبب للفلاح، وهو من الأعمال الصالحة التي يزداد بها المؤمن إيمانا.
- وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
•• والأحاديث المستفيضة مثل حديث:
بُني الإسلام على خمس وذكر منها: إيتاء الزكاة. واقترنت الزكاة بالصلاة في القرآن في اثنين وثمانين آية، وهذا يدل على أن التعاقب بينهما في غاية الوكادة
- «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"» وللبخاري بلفظ: وصوم رمضان والحج
- وقد روى البخاري عن ابن عباس قال: «بعث رسول الله ﷺ معاذ بن جبل إلى اليمن..» وفي الحديث أنه أمره أولا بدعوة أهل اليمن إلى توحيد الله، والإيمان به، من آمن بالله وأسلم له فسيطيع الله ورسوله ويعمل بشرع الله ثم بين له أنهم إن آمنوا فعليه أن يبلغهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا وأقاموا الصلاة فعليه أن يبلغهم أن الله فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم
- ونص الحديث: «عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عباس يقول: لما بعث النبي ﷺ معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له: إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس.»
- «وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال عام حجة الوداع: اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم».
- روى البيهقي في السنن الكبرى حديث: «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية: ﴿ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة﴾»
- وروى البيهقي حديث: عن عبد الله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه»، ثم قرأ علينا رسول الله ﷺ: ﴿سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة﴾»
• وفرضت الزكاة في مكة على سبيل الإجمال، وبينت أحكامها في المدينة في السنة الثانية للهجرة.
• وتجب الزكاة في مال، أو بدن، على الأغنياء بقدر معلوم تدفع في مصارف الزكاة الثمانية.
• والزكاة فريضة شرعية ذات نظام متكامل، يهدف لتحقيق مصالح العباد والبلاد والتكافل الاجتماعي، وسد حاجة المحتاجين، وإغناء الفقير.
• والزكاة هي الصدقة المفروضة، بقدر معلوم في المال، وهي إلزامية، وليست مساهمة خيرية، ولا تعتبر ضريبة، بل تختلف عنها، ولا خلاف في مقاديرها، وأحكامها إلا في مسائل فرعية قليلة، ويدفعها المزكي، أو من ينوبه للمستحقين، وإذا طلبها السلطان؛ لزم دفعها إليه، وتصرف في مصارف الزكاة. ولا تصرف للجمعيات الخيرية، ولا لبناء المساجد، وغير ذلك من الأعمال الخيرية.
• ومنع الزكاة سبب لتلف المال وضياعه والعقوبة في الآخرة، ومانعها مع اعتقاد وجوبها يأخذها السلطان منه، وإن كان بذلك خارجا عن قبضة الإمام؛ قاتله بحق الإسلام، ولا يخرجه ذلك عن الإسلام.
❉ تاريخ فرض الزكاة: فرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة، بعد زكاة الفطر بدليل قول قيس بن سعد بن عبادة: "أمرنا النبي ﷺ بزكاة الفطر قبل نزول آية الزكوات"
• وفي منع الزكاة إثم كبير، ومانع الزكاة الذي يكنز المال ولا ينفق المفروض عليه إنفاقه في سبيل الله، فقد جاء في شأنه التهديد والوعيد الشديد بالعذاب، بقول الله في القرآن: ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون.﴾ ¹
¹• وكنز المال بمعنى: الاحتفاظ به وعدم الانفاق منه، والكنز هو: المال الذي لا تؤدى زكاته. التوبة 34 و35
• والبخل عدم إيتاء الزكاة، قال تعالى:
﴿ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
• قال الشافعي: «فأبان الله عز وجل في هاتين الآيتين فرض الزكاة؛ لأنه إنما عاقب على منع ما أوجب، وأبان أن في الذهب، والفضة الزكاة. قول الله عز وجل: ﴿ولا ينفقونها في سبيل الله﴾ يعني والله تعالى أعلم في سبيله الذي فرض من الزكاة وغيرها». فقد ألحق الوعيد الشديد بمن كنز الذهب والفضة ولم ينفقها في سبيل الله ولا يكون ذلك إلا بترك الفرض.
والله ولي التوفيق
✺✺✺
كفارة النذر نوع من أنواع الكفارات الواجبة على كل مسلم قام بالنذر، وهي من العبادات الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله إذا تغافل عن نذر نذره لله تعالى، وسنتحدث في هذا المقال عن كفارة النذر في الإسلام مفهومها وطرق أدائها.
❉ ما النذر؟
النذر هو أن يتعهد المرء على نفسه بالقيام بشيء معين بنية الاستجابة من الله، أو أن يتمنى حدوث شيء ما في حياته اشتراطًا على الله، فحينها يُعد نذرًا مكروهًا.
وهو بمنزلة عهد يتخذه المسلم على نفسه أمام الله -عز وجل-، مثل أن ينذر الإنسان أن يذبح بقرة أو خروفًا بغرض الحصول على ترقية معينة في عمله، أو غيره من الأغراض.
❉ ما حكم النذر؟
النذر له أحكام عديدة ومختلفة في الإسلام، فيوجد نذر مباح، ونذر مكروه، ونذر محرم.
١ - النذر المباح:
في هذه الحالة يكون النذر عامًّا دون أي شرط لحدوث شيء ما مثل منفعة يريدها أو ضرر يريد تجنبه، كأن ينذر المسلم أن يتبرع بمبلغ من المال لوجه الله دون اشتراط أو انتظار حدوث أمر له.
٢- النذر المكروه:
وفي هذه الحالة يكون النذر مشروطًا بحدوث أمر ما، مثل انتظار منفعة معينة أو لدفع ضرر معين، كأن ينذر المسلم أن يذبح بقرة كي يأتي مولوده ولدًا.
٣ - النذر الحرام:
وفي هذه الحالة يكون النذر مشروطًا بحدوث شيء محرم فعله أو يكون النذر حرامًا في أصله، مثل أن ينذر المسلم أن يشتري خمرًا حال نجاح ابنه للاحتفال.
فهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن نذر أن يطيع الله فليُطِعه، ومَن نذر أن يعصيه فلا يَعْصِه”، رواه البخاري. لذلك في هذه الحالة يُعد النذر حرامًا.
❉ ما كفارة النذر؟
تُعد كفارة النذر كفارة واجبة على كل مسلم إذا نذر نذرًا ولم يستطع الوفاء به.
وكفارة النذر هي نفسها كفارة اليمين، لأن النذر شكل من أشكال القسم، لذلك فإن قيمته هي قيمة كفارة اليمين نفسها.
❉ ما طرق التكفير عن النذر؟
يُعد النذر شكلًا من أشكال اليمين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه “كفارة النذر كفارة اليمين”، رواه مسلم.
وقد ذكر الله في كتابه الكريم كيفية التكفير عن اليمين أو النذر في قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (سورة المائدة: 89).
❉ ما مقدار كفارة النذر؟
يتمثل مقدار كفارة النذر في:
١- إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
٢- تحرير رقبة.
٣- صيام ثلاثة أيام لمَن لم يجد شيئًا مما سبق
❉ كفارة النذر بالمال
يجوز للمسلم تكفير النذر عن طريق التبرع بقيمة إطعام أو كسوة ١٠ مساكين من المال، وذلك عن طريق دفعها للمؤسسات الخيرية التي تنوب عنه وتقوم بإخراج قيمة الكفارة في صورة طعام أو كسوة للمحتاجين.
❉ حكم كفارة النذر المشروط
النذر المشروط مكروه بإجماع معظم الفقهاء وعلماء الدين، ولكن إذا حدث المشروط فمن الواجب علينا الوفاء بالنذر، فهناك حديث في صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن نذر أن يطيع الله فليُطِعه، ومَن نذر أن يعصيه فلا يَعْصِه”.
❉ حكم كفارة النذر بالصدقة
لا يجوز للمسلم أن يدفع كفارة النذر بالصدقة، وذلك لأن كفارة النذر واجبة على المسلم، أما الصدقة فليست واجبة على المسلم، وإن فعلها يجزيه الله -عز وجل- ثوابها.
❉ طرق دفع كفارة النذر
يمكنك دفع كفارة النذر إلى المؤسسات الخيرية التي تنوب عنك عن طريق إخراج الكفارة في صورة طعام أو كسوة للمساكين والفقراء.
والله ولي التوفيق
الطريقة المحمدية العلية الشريفة
✺✺✺
❉ فقد روى مسلم وغيره عن أًبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.
❉ ففي صحيح ابن حبان عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: (وهو أحد رواة هذا الحديث): قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، أَرَادَ بِهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ دُونَ غَيْرِهِمْ.
❉ قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .
❉ قال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بَرَكة ، وتَرْكها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغَني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم .
❉ " إن لكل شيء سناماً ، وسنام القرآن سورة البقرة ، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تُقرأ ؛ خرج من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة "
❉ أفضلُ القرآنِ سورةُ البقرةِ وأعظمُ آيَةٍ فيه آيَةُ الكُرْسِيِّ ، و إِنَّ الشيطانَ ليخرُجُ منَ البيتِ أنْ يَسْمَعَ تُقْرأُ فيه سورةُ البقرةِ
❉ مَن قرأَ سورةَ البقرةِ ؛ تُوِّجَ بتاجٍ في الجنَّةِ
❉ ما خيَّبَ اللَّهُ تعالى عبدًا قامَ في جوفِ اللَّيلِ ، فافتتحَ سورةَ ( البقرَةِ ) و ( آلِ عمرانَ ) ونِعمَ كنزُ المرءِ ( البقرَةُ ) و ( آلُ عمرانَ )
❉ أُعْطِيتُ سورةَ البقرةِ منَ الذِّكرِ الأولِ ، وأعطيتُ طَهَ و الطواسينَ والحواميمَ من ألواحِ موسَى ، وأُعْطيتُ فاتِحَةَ الكتابِ وخواتيمَ سورةِ البقرَةِ منْ تحتِ العرْشِ ، و المفصَّلَ نافِلَةً
❉ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: “ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخًا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها”. وقال أو هريرة: اقرؤوا إن شئتم هذه الآية:”وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم”. وعن النواس بن سمعان الأنصاري قال. أن رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قال: “يؤتي بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة. وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد. حيث قال: كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق. أو كأنهما حزقان من طير صواف. تحاجان عن صاحبهما” حديث صحيح رواه الإمام مسلم
❉ وعن أبي أمامه الباهلي قال: أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: “اقرؤوا الزهراوين البقرة. وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان. أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما”.
❉ ورد عن ابن عباس رضي الله عنه، أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: “فنام رسول الله صل الله عليه وسلم حتى انتصف الليل. أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله. فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده. ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران”. وذلك يدل على عظمة قراءة سورة آل عمران
❉ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: “ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخًا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها”. وقال أو هريرة: اقرؤوا إن شئتم هذه الآية:”وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
❉ عن أبي أمامه رضي الله عنه قال أن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قال: “اسم الله الأعظم في سور القرآن ثلاث، في البقرة، وآل عمران، وطه”.
❉ ما رواه عثمان بن عفان رضي الله عن الرسول قال: “من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة
❉ قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صل الله عليه وملائكته، حتى تحجب الشمس”.
❉ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله أخر آل عمران. وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وأم الكتاب فإن فيهن قضاء حوائج الدنيا والآخرة”. ولهذا قال سيدنا على كرم الله وجه إذا أراد أحدكم الحاجة فليكن في طلبها يوم الخميس.
❉ قال رسول الله “إن كتبت بزعفران وعلقت على امرأة تريد الحمل، حملت بإذن الله تعالى، وإن علقها معسر يسر الله أمره ورزقه الله تعالى”. ولهذا عرفت سورة آل عمران بانها تسهل الحمل وتيسر الأمور.
❉ عن بردة: قال رسول الله “تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صوان”.
❉ روى أبي كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال. “من قرأ آل عمران أعطى بكل آية منها أمانًا على جسر جهنم”. فهي حامية للمسلم من جسر جهنم ونارها.
❉ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران (شهد الله أنه لا إله إلا هو، وقل اللهم مالك الملك ….إلى آخرها). معلقات ما بينهن وبين الله حجاب، يقلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك، فقال الله تعالى: لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه
والله ولي التوفيق
✺✺✺
❉ وفيه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تعالى ملكا موكلا بمن يقول: يا أرحم الراحمين، فمن قالها ثلاثا قال له الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل "
❉ إنَّ ربَّكم حِيِيٌّ كريمٌ يستحي أن يرفَعَ العبدُ يدَيه فيرُدَّهما صِفْرًا لا خيرَ فيهما فإذا رفَع أحدُكم يدَيه فليقُلْ يا حيُّ يا قيُّومُ لا إلهَ إلَّا أنت يا أرحمَ الرَّاحمين ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ إذا ردَّ يدَيه فليُفْرِغِ الخيرَ على وجهِه
والله ولي التوفيق.
✺✺✺
❉ ملاحظة مهمة لجميع المسلمين
اذا قرأت أي سنة فطبقها حالاً في وقتها، لتأخذ الأثر النبوي الشريف وتأخذ الأذن فيها كأنك تعلمتها من النبي ﷺ مباشرة.
أخي القارىء لا تنسى أن تصلي وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
اللهم صلي وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
للانضمام إلى الوتساب قناة التربية النبوية الشريفة واتساب: التربية النبوية الشريفة
جزاك الله خيرا
ردحذفجزاك الله خيرا
ردحذف