حقيقةالعادة السرية وأضرارها في طريق السير والسلوك وكيفية جهادها
(معاناة يعاني منها كثير من السالكين خاصة والناس عامة )
قال تعالى :
﴿ إن الله لا يستحيي من الحق ﴾
كما جاء في حديث أمِّ سلمة أنها قالت : جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ، إن الله لا يستحيي من الحق ، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأت الماء ) ، فغطت أم سلمة ، تعني وجهها ، وقالت : يا رسول الله ، وتحتلم المرأة ؟ قال : ( نعم ، تربت يمينك ، فبم يشبهها ولدها ) رواه البخاري ومسلم .
أخي الكريم .. بارك الله بكم ورضي الله عنكم ورزقكم حسن جهاد النفس في سبيله وشفاعة النبي ﷺ
أما بعد
لتعلم أخي القارئ أن هذه الحالة التي يعاني منها أغلب الشباب وهي حالة شائكة وهي مدخل من مداخل الشيطان وباب من أبوابه
( لماذا؟ )
لأن الشيطان هنا مدخله لباطنك / لفطرتك/ لنفسك التي تزكيها، ولأن (الفرج) هو أهم مدخل لللشيطان وهو بوابه( الشكرة السفلية )التي يطرد من خلالها الخبث كله في الإنسان وهو الباب الموصل للشكرة القلبية أي للباطن أي (للقلب )!! ("داخلية الإنسان مغلقه إلا من هذا الباب وهذا قبس عن علم الحقيقة) ..
فالشيطان يتعمد و يعتاد تلويثه بطرق غير شرعية من ضمنها فعل هذه (العادة السرية) وهذه العادة تزيد وتعن على البال أكثر اي تشغل المريد بالوساوس والهواجس السفلية واقواها ( الشهوة) في طريق السلك والتهذيب النفسي (أي جهاد النفس وتزكيتها )
وهنا سؤال لماذا يحدث هذا للسالك وهو مواظب وملازم على الأذكار والأوراد والعبادات ؟!...
والجواب:
لأن الإنسان السالك إلى الله تعالى في حرب شرسة مع النفس والشيطان
فهو يقوم بطرد الخبث من جسمه خلال سيره إلى الله عز وجل في رحلة التطهير الذاتي لتحقيق عبادة الله وطاعته
وهنا يأتي الشيطان الرجيم يزين هذه العادة ويسهلها ويقعنه بها حتى يخضع لها ويقوم بعملها .. فيرجع الخبث الذي طرده قبل قليل لجسمه!
((وهنا وجب فهم حقيقة هذه العادة أولا ))
أي أن أنوار الذكر والعبادة والتهذيب وطاعة الله يقومون بطرد هذه الخبائث والخبث من نفسك
(التي تتزكى) ..
فيقوم الشيطان بترجيع هذا الخبث من بابه (وهو شهوة الفرج) وهنا
لايستفيد السالك من انوار الذكر والوارد ويضيعها ولا كأنه ذكر شيء
فبعد الطهارة عادت النجاسة
على ان هذه معصية تغضب الرب وتسود القلب
فنلاحظ أغلب السالكين أول سلوكهم في الطريق خاصة بعد مجلس ذكر/ أو بعد ورد قوي / أو عبادة قوية طويلة / أو دعاء/ ...
يقوم الشيطان من فوره بالتخريب عليه بتذكير السالك بهذه (العادة) ويوجهه للمحرمات وطُرقها إذا لم يكن متزوج .. وحتى المتزوج أيضاً يرغبه بطرق الغير شرعيه.. لأن هذه (الشهوات) كلها خارجة عن الفطرة الإنسانية ان كانت بطرق محرمة فهي مهمة الشيطان الأساسية ومدخله على بنو آدم وبطبعه التمرد وكره الحلال فيغوي ويحرف ويحيد الإنسان عنه بصور ومشاهد منحرفة إباحية شتى او طرق متنوعة
وهدفه ولعبته الخبيثه الأساسية اغواء وإغراء الإنسان.. حتى يبتعد شيئاً فشيئا عن فطرته وطهارته ويسرق منه وارد الأنوار الذي اتاه من الله عز وجل من خلال الورد
وقد يوجه الشيطان الإنسان إلى تخيل صور مع حيوانات وما كان قوم لوط يفعلونه .. المهم عنده انتهاك حرمة الله وحدوده، سواء للمتزوجين وغيرهم
اعلم اخي المؤمن :
هذه المشكلة من المشاكل التي يعاني منها أغلب السالكين والصعب هنا السيطرة على الشهوة (ترى المصاب بذلك يريد فقط ما يفرغ شهوته بأي طريقة)!
وللعصمة من هذا الأمر :
عليك أولاً أخي القارئ معرفة ماهي هذه العادة واضرارها على السالك كما قلنا لك سابقا في الأعلى وكيف تخرب وتؤثر على سيرك وسلوكك الى الله فكل عبادتك واذكارك تذهب هباءا منثورا
وهذا قد أوصلناه لك
ثم عليك بالصيام، لأن الله تعالى أمر المسلمين بكبح الشهوة عن طريق عبادة الصوم وهي لذلك فعالة.. وأن لم تقدر على الصيام فعليك بالمجاهده وترويض النفس والتوكل على الله تعالى مع ذلك بالأبتعاد بشتى الوسائل عن المحرمات وأماكن الفتن وملازمة المسجد والجامع قدر المستطاع او دخول خلوات قصيرة للعبادة حتى تصل الى مرحله تستطيع جهاد نفسك فلا تؤثر فيك هذه الأمور البتة .
وتذكر جيدا
أن الشيطان يريد أن يسلب منك أنوارك وثمار جهادك وتزكيتك.. ويعيدك صفراً بهذه الوسيلة.. بعد ما طردت الخبث والخبائث في داخلك في مجالس الذكر والعبادة .
فبعد فهمك الآن أخي القارئ بلعبة الشيطان بك ستجاهدها من تلقاء نفسك بإذن الله .
وانصحك بالأكثار من هذه الاستعاذة النبوية الشريفة في كل وقت وكلما خطر لك خاطر العادة السيئة
يقول الصحابي: قلت يا نبيَّ اللهِ علِّمْني تعويذًا أتعوذُ به قال ((قلْ أعوذُ بك من شرِّ سمعِي وشرِّ بصرِي وشرِّ لساني وشرِّ قلبي وشرِّ منيِّي))
واستعذ من شر نفسك وشر الشيطان والقرين ..
فهذا الأمر يحتاج لمجاهده وصبر وتضحيه لأجل الله والوصول إليه
ولن تؤذي هذه العادة فقط فطرتك ونفسك فقط بل لها تأثير على الصحة العضوية للجسد عامة ولها أمراض وتوابع ويلحقها شعور بالضعف والعجز عند معظم الناس
وفي الختام اوصيك بأعلى الاذكار واشرفها فهي نور يمحو الظلام والذنوب جميعا
( بالصلاة الإبراهيمية ) واحثك عليها وارغبك بها وعلى هذه الشاكلة
وهي أن تلزمها استغفاراً وذكراً..
((أي أنك تنوي الإستغفار والتوبة والتطهير ثم يمسك لسانك وقلبك ذكر الصلاة الابراهيمية التالية بالصيغة الصحيحة لايغير بها حرف واحد وهذه هي الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
ملاحظة :
لا تضف عليها شيء ولا تغير فيه شيء فالصلاة الإبراهيمية هذه لها أسرار ولها أثر عظيم فعال
واجعل لك منها ورداً يومياً قدر
( ١٠٠ مرة كل يوم) وإن زدت فخير ..
حفظ الله شباب وبنات المسلمين ووفقكم لما فيه الصلاح والرشاد
والله ولي التوفيق