كيف تنال البركة في رزقك ومعاشك
الزم وصية النبي صلى الله عليه وسلم
يحثنا ديننا على الأخذ بالأسباب التي تكفل للفرد الحياة الطيبة الهنية ولعلَّ من أجملها وأحكمها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بالبركة عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا”. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
في هذا الحديث فائدة عظيمة قلَّما يَعِيَها الناس ألا وهي أنَّ هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في الرزق لمن يُبَكِّر إلى طلبه، وكما هو معلوم أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب ولا يرد. لذلك ينبغي على الإنسان المسلم أن يستغل هذا الوقت في الاعمال المحببة الى الله تعالى ليس إلى رزقه فحسب، بل إلى طلب العلم النافع وخدمة الدين أو أية امر يحتاج البركه فيه كانت له بعد صلاة الفجر كما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين
ف البكور هو الوقت الذي يكون أول النهار وفي الحديث فائدة تضرب لأجلها أكباد الأبل ألا وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة لمن بَكّر في الطلب، والدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب لا يرد. والبركة هنا وإن كانت في طلب الرزق والمعاش، ولكن المتتبع للنصوص يرى أن المبكر قد نال الخير في كل شيء فمن ذلك: - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له أجر حجة وعمرة: تامة، تامة، تامة”، رواه الترمذي.
فمن صلى الفجر فهو مبكر فاستحق الخير ونال الأجر. - قال صلى الله عليه وسلم “من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة”، رواه الترمذي. - الأمر بالذكر بكرة في أول اليوم يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) “سورة الاحزاب، الآيات 41 - 44”. -
و يبين الله مقام رجال أتوا بأعمال فنالوا أجورا كالجبال قال تعالى:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، “سورة النور، الآيتان 37 - 38”،
والغدو هو: البكرة. وهو الصباح، والآصال هو: العشي. وهو العصر. وبالمقابل من فرط في البكور ولم يصل الفجر نال ما تشقى به نفسه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال ذاك رجل بال الشيطان في أُذنه. فهذا المفرط في طاعة الله والمتأخر في القيام للخير فوت على نفسه أمرين: الأول: صلاة الفجر مع الجماعة وما فيها من شهود الملائكة وكتابة الأجر ونيل الخير.
الثاني: بركة أول النهار والمعقود بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالفلاح والبركة ومجنبا نفسه الوضع الدنيء من قضاء الشيطان حاجته في أذنه.
فمن أراد خير الآخرة فعليه بالإبكار ومن أراد أن يهنأ في عيشه ويزاد في رزقه وبركتها ويوفق للغنى فعليه بالإبكار..
والله ولي التوفيق
أخي القاريء لاتنسى أن تصل على النبي محمد وعلى آل محمد