الطريق الصحيح للسير والسلوك إلى الله تعالى
يشعر بعض الناس أنهم خلقوا في هذه الدنيا عبثاً بدون سبباً و لا فائدة ، لكن الله تعالى خلق الإنسان لغاية وهدف خلقه ليعبده و يمتثل لأوامره و يجتنب نواهيه و في الآخرة يكون الحساب والجزاء ، فإما دخول الجنة أو دخول النار و هذه حقيقة لا مفر منها ..
يقول تعالى : 《 وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) 》سورة الانبياء ، و هذا دليل على أن الغاية الحقيقية من خلق الإنسان هي عبادة اله تعالى وحده لا شريك له و لو أن الإنسان خلق لغير عبادة الله تعالى لكان مثل البهائم يأكل و يشرب و يتكاثر فقط .
ولكل شيء في الوجود له هدف وغاية ولا يمكن أن يكون وجوده وجودا اعتباطيا بل إن جميع البشر لا يمكن أن يعيشوا بدون غايةٍ ما، مهما كانت وضيعةً أو سخيفة. فهذا يريد المنصب الفلانيّ، ولأجله يفعل أيّ شيء, وقد يبذل كلّ غالٍ ورخيصٍ ويضحّي في سبيله بآلاف الأشخاص. وآخر يرى غايته القصوى وسعادته النهائيّة في راحة البال والاستقرار أو في كثرة الأموال والأولاد، وهكذا...
والغاية الأسمى التي يجب على الإنسان أن يسعى لتحقيقيها هي الوصول الى الكمالات الانسانية والسعي الحثيث لتهذيب النفس وترويضها والسبيل لتحقيق هذه الغاية تنطلق من معرفة هذه النفس الإنسانية فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من عرف نفسه فقد عرف ربه" فالسير والتأمل العقليّ في حقيقة النفس الإنسانيّة وتركيبتها يهدينا إلى معرفة الغاية التي خلقنا الله لأجلها.
إن حركة النفس في السير والسلوك نحو الله تعالى هي حركة واقعية ذات حقيقة، وليست مسألة اعتبارية شكليه ، بل هي تغير حقيقي لواقعية النفس من حيث الوجود قوة وضعفاً، لهذا كان الأمر من الله تعالى بوجوب العمل على تهذيب النفس وحملها على السير نحوه جل ذكره دون انكسار أو توقف يؤدي إلى عجز في إمكانية تقبل الفيض الإلهي وعليه تحرم النفس من هدف وغاية وجودها وتكون أسيرة رخيصة في موضع لا يليق بها ، بل ولا تستطيع الانسجام في بوتقته.
● ما هو مفهوم السير السلوك ؟
معنى " السُّلُوك " من حيث اللغة هو الدخول ، و قد وَرَدَ ذكر السلوك بهذا المعنى في القرآن الكريم في مواضع عديدة منها قول الله عزَّ و جل : ﴿ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ ، أي أدْخِل يدك ، و منها أيضا قوله الله تعالى : ﴿ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾ ، أي ما أدخلكم في نار جهنم .
معنى السلوك إلى الله ـ على حد التعبير المصطلح ـ إنما يكون بإتخاذ النهج الإلهي طريقاً للوصول الى مرضاة الله و التقَرُّب إليه ، و هو ما لا يحصل إلا بالطاعة المطلقة لله عَزَّ و جَلَّ من خلال الإمتثال لأوامر الله و إجتناب نواهيه ، والسلوك بهذا المعنى هو طيّ الطريق، أمّا السير كما يعبّر صاحب لبّ اللباب عبارة عن مشاهدة آثار وخصائص المنازل والمراحل أثناء الطريق ..
وقيل في تعريف السلوك أيضاً إنّه: هيئة نفسية روحية للترقّي والتكامل، والانتقال في الأصول والمقامات...
● ماذا يحتاج السالك في مسيرته ؟
معنى السلوك إلى الله ـ على حد التعبير المصطلح ـ إنما يكون بإتخاذ النهج الإلهي طريقاً للوصول الى مرضاة الله و التقَرُّب إليه ، و هو ما لا يحصل إلا بالطاعة المطلقة لله عَزَّ و جَلَّ من خلال الإمتثال لأوامر الله و إجتناب نواهيه ، والسلوك بهذا المعنى هو طيّ الطريق، أمّا السير كما يعبّر صاحب لبّ اللباب عبارة عن مشاهدة آثار وخصائص المنازل والمراحل أثناء الطريق ..
وقيل في تعريف السلوك أيضاً إنّه: هيئة نفسية روحية للترقّي والتكامل، والانتقال في الأصول والمقامات...
● ماذا يحتاج السالك في مسيرته ؟
- اليقظة : وهي أول ما يحتاجه السالك الى الله تعالى أن يستيقظ من سبات الغفلة وينتبه من نومته ويصح من سكرته فلن يضع قدماً في طريق السلوك والسير نحو الله تعالى . وقد ورد أنّ الإمام عليّاً عليه السلام قال: "الغفلة أضرّ الأعداء"
- العزم والإرادة القوية : لبدء المسير وعدم التراجع والسير قدما إلى الإمام وعدم النظر إلى الوراء .
- الزاد : وخير الزاد للمسير الى الله التقوى قال تعالى : 《 وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ 》سورة البقرة ، وذلك بأن يلتزم السالك بفعل الطاعات والتورع عن فعل المعاصي اي الإلتزام بالواجبات وترك المحرمات .
- الدابة : وخير دابة يمتطيها السالك هي قيام الليل ولا نقصد بذلك بأن يقوم الليل كله في العبادة فإن للبدن له حق في أخذ قسط من الراحة ليتقوى بها على عبادة ربه وحسبه أن يستيقظ قبل طلوع الفجر بساعة أونصف ساعة يصلي صلاة الليل ويستغفر ربه ويبتهل ويتضرع إليه . عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : «الوصول إلى الله سفرٌ لا يُدرك إلا بامتطاء الليل»
- الصحبة الصالحة : التي تعينه وتأخذ بيده إلى الأمام وعليه الابتعاد عن أصحاب السوء فهناك مثل يقال .. فالصاحب ساحب ، فنظر أيها السالك إلى من تصاحب ! .
● ماهي المعوقات التي تواجه السالك في بداية سيره والتي تؤدي إلى فشله وعودته إلى نقطة البداية ؟
- وساوس الشيطان : يتعرض السالك إلى الكثير من الوساس الشيطانية فمن حين أن تحصل له يقظة من غفلته ويبدأ طريقه إلى الله وترى روحه النور الإلهي يبدأ الشيطان اللعين يبث وساوسه بأن يذكره بالذي مضى وأنه لا فائدة ترجى منه أو يشككه في عقيدته أو تظهر وساوسه على هيئة التشكيك في الطهارة والصلاة .
- عدم الوعي الكافي بمفهوم السير السلوك : يتوهم بعض الناس بأن السير والسلوك عبارة عن مجموعة أوراد و أذكار يرددها الإنسان فيتوصل من خلالها إلى مقام القُرب الإلهي .لكن ينبغي التنبيه على أن الأذكار و الأدعية المأثورة تُعَدُّ من العوامل المؤثرة في إيجاد حالة التَّذكر و التوجه إلى الله بشرط أن لا يتعامل الإنسان معها كمجرد ألفاظ و نصوص سِحريَّة يتلفظها حتى تتحقق أمانيه ، بل لا بد و أن يكون تعامله مع تلك الألفاظ تعاملاً واعياً معبراً عن الإيمان القلبي و الإلتزام العملي لدى الفرد المسلم .
- الركون إلى حب الدنيا وزينتها : وهذا مانع خطير في القلب والعمل وقد جاءت في روايات (حب الدنيا رأس كل خطيئة ) فالتعلق بالثروة والمال والجمال والجاه والسلطان والترف وفي العيش والحرص عليه يؤدي بدهيا إلى موت القلب وعدم إمكانية السير نحو الحق تعالى .
- حب الذات : وتكون منشئ للكثير من الأمراض القلبية منها
○ الكبر : حيث يقول الإمام الخميني قدس سره "لأكبر أسباب عديدة ترجع كلها إلى توهم الإنسان الكمال في نفسه مما يبعث على الصحب الممزوج بحب الذات"
○ العجب : إن صاحب هذا المقام يرى نفسه محبوبا لله تعالى ويرى نفسه في سلك المقربين و السابقين وقد يبدي التواضع رياء وهو خلاف ذلك ، وإن العجب إذا تخلل عمل السالك يذهب عمله هباءا منثور .
- كيف يمكن التغلب على هذه المعوقات ليصل السالك إلى هدفه وغايته؟
يستطيع السالك الى الله تعالى التغلب على كل المعوقات التي قد تواجهه بتوكل على الله تعالى حق توكله وتفويض جميع الأمور إليه وإحسان الظن بالله تعالى فالله عز وجل عند حسن ظن العبد به إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر وأيضا اتخاذ الوسيلة وخير وسيلة نتقرب بها إلى الله تعالى هم أئمتنا سلام الله عليهم أجمعين فهم بأبي وأمي خير خلق الله وأيضا التسلح بسلاح المعرفة بقراءة الكتب المفيدة والاستماع إلى المحاضرات القيمة ولا ننسى المرشد فله الدور الهام في حياة السالك بتوضيح الأمور المبهمة عليه وإرشاد السالك إلى الطريق الصحيح ..
- العزم والإرادة القوية : لبدء المسير وعدم التراجع والسير قدما إلى الإمام وعدم النظر إلى الوراء .
- الزاد : وخير الزاد للمسير الى الله التقوى قال تعالى : 《 وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ 》سورة البقرة ، وذلك بأن يلتزم السالك بفعل الطاعات والتورع عن فعل المعاصي اي الإلتزام بالواجبات وترك المحرمات .
- الدابة : وخير دابة يمتطيها السالك هي قيام الليل ولا نقصد بذلك بأن يقوم الليل كله في العبادة فإن للبدن له حق في أخذ قسط من الراحة ليتقوى بها على عبادة ربه وحسبه أن يستيقظ قبل طلوع الفجر بساعة أونصف ساعة يصلي صلاة الليل ويستغفر ربه ويبتهل ويتضرع إليه . عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : «الوصول إلى الله سفرٌ لا يُدرك إلا بامتطاء الليل»
- الصحبة الصالحة : التي تعينه وتأخذ بيده إلى الأمام وعليه الابتعاد عن أصحاب السوء فهناك مثل يقال .. فالصاحب ساحب ، فنظر أيها السالك إلى من تصاحب ! .
● ماهي المعوقات التي تواجه السالك في بداية سيره والتي تؤدي إلى فشله وعودته إلى نقطة البداية ؟
- وساوس الشيطان : يتعرض السالك إلى الكثير من الوساس الشيطانية فمن حين أن تحصل له يقظة من غفلته ويبدأ طريقه إلى الله وترى روحه النور الإلهي يبدأ الشيطان اللعين يبث وساوسه بأن يذكره بالذي مضى وأنه لا فائدة ترجى منه أو يشككه في عقيدته أو تظهر وساوسه على هيئة التشكيك في الطهارة والصلاة .
- عدم الوعي الكافي بمفهوم السير السلوك : يتوهم بعض الناس بأن السير والسلوك عبارة عن مجموعة أوراد و أذكار يرددها الإنسان فيتوصل من خلالها إلى مقام القُرب الإلهي .لكن ينبغي التنبيه على أن الأذكار و الأدعية المأثورة تُعَدُّ من العوامل المؤثرة في إيجاد حالة التَّذكر و التوجه إلى الله بشرط أن لا يتعامل الإنسان معها كمجرد ألفاظ و نصوص سِحريَّة يتلفظها حتى تتحقق أمانيه ، بل لا بد و أن يكون تعامله مع تلك الألفاظ تعاملاً واعياً معبراً عن الإيمان القلبي و الإلتزام العملي لدى الفرد المسلم .
- الركون إلى حب الدنيا وزينتها : وهذا مانع خطير في القلب والعمل وقد جاءت في روايات (حب الدنيا رأس كل خطيئة ) فالتعلق بالثروة والمال والجمال والجاه والسلطان والترف وفي العيش والحرص عليه يؤدي بدهيا إلى موت القلب وعدم إمكانية السير نحو الحق تعالى .
- حب الذات : وتكون منشئ للكثير من الأمراض القلبية منها
○ الكبر : حيث يقول الإمام الخميني قدس سره "لأكبر أسباب عديدة ترجع كلها إلى توهم الإنسان الكمال في نفسه مما يبعث على الصحب الممزوج بحب الذات"
○ العجب : إن صاحب هذا المقام يرى نفسه محبوبا لله تعالى ويرى نفسه في سلك المقربين و السابقين وقد يبدي التواضع رياء وهو خلاف ذلك ، وإن العجب إذا تخلل عمل السالك يذهب عمله هباءا منثور .
- كيف يمكن التغلب على هذه المعوقات ليصل السالك إلى هدفه وغايته؟
يستطيع السالك الى الله تعالى التغلب على كل المعوقات التي قد تواجهه بتوكل على الله تعالى حق توكله وتفويض جميع الأمور إليه وإحسان الظن بالله تعالى فالله عز وجل عند حسن ظن العبد به إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر وأيضا اتخاذ الوسيلة وخير وسيلة نتقرب بها إلى الله تعالى هم أئمتنا سلام الله عليهم أجمعين فهم بأبي وأمي خير خلق الله وأيضا التسلح بسلاح المعرفة بقراءة الكتب المفيدة والاستماع إلى المحاضرات القيمة ولا ننسى المرشد فله الدور الهام في حياة السالك بتوضيح الأمور المبهمة عليه وإرشاد السالك إلى الطريق الصحيح ..
والله ولي التوفيق
أخي القاريء رطب لسانك بالصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آل محمد
جزاك الله خيرا
ردحذفشكرا
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب نحبكم في الله يارب يبارك انفاسكم وانواركم
ردحذف