إن الله تعالى إذا أراد أن يقربك إليه
قرب الواصلين لا قرب العوام
فإنه يقطع عنك الأصحاب والأهل والأحباب
فيتخلى عنك الجميع ويتركونك بلا سبب حقيقى
ثم يرسل إليك جنوده ( القبض والبسط )
وتكون الغلبة للقبض أكثر أيامك ولياليك
ويقطع عنك الدنيا وأسبابها فيصرخ قلبك
من شدة ما يعتريك حتى تضيق عليك أنفاسك
ويكون البسط محدود التعامل فيك
ثم تزداد في قلبك الوحشة من الخلق
فتراهم أعداءك ( فإنهم عدو لى إلا رب العالمين )
ثم تزداد حدة الانقطاع بينك وبين الخلق
وتتجرع من كؤوس الابتلاءات أنواع وأنواع
إلى أن ترى نفسك غريبا عن الجميع
(( طوبى للغرباء ))
ثم يغمسك الله فى عين بحر الوحدة
فلا ترى إلا.. الله ،حتى يتم محو صور الأكوان من قلبك
وترحل جميع الأغيار عن قلبك وتصل إلى التجريد
ثم يزج بك إلى التفريد فتتنزل عليك أنوار الله
فتكن ( له ، منه ، به ، فيه ، إليه ) ثم تناديك هواتف الحق
(( إنى أنا الله رب العالمين ))
ثم يزداد قربك إليه بهاتف
(( وأنا اخترتك ))
فتحيا بوصاله على الدوام ، متلذذا بمناجاته في الليال والأيام
فيفتح الله ماشاء لك من خزائن العلوم والمعارف
ويجعلك قدوة لكل ولى وصالح وعارف
إلى أن تخرج من دار الدنيا وينتهى دور جسدك
وتبقى روحك في عالم البرزخ ذاكرة شاكرة لأنعم الله
إلى حيث يشاء الله رب العالمين....
اللهم ارزقنا غاية لذة النظر إلى وجهك الكريم
وغاية محبتك وغاية الشوق إلى لقائك
والله ولي التوفيق
أخي القارىء
لاتنسى أن تصلي وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
اللهم صل وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد