الدنيا والطريق...!!!
لا ينبغي للسائر في طريق الله
أن يربط بين حاله الدنيوي وسيره
فحال السائرين هم من يريدون وجهه
ومن ربط فحاله مثل حال طالب الخدمات والمكاشفات
فمن ذكر الله فقط لنيل مراده الدنيوي عرض نفسه
لإختبار مضاعف
لأنه من تعلق بشئ أُمتحن به
فبين اختبار الثبات في الطريق واختبار الرضى عن الله
واختبار التخلي عن التدبير والإختيار
قد يقع السائر في غيابات الإنهيار وذلك حتى يتعلم
أنه لكي ينجو من نيران الدنيا والهوى
عليه بترك إشراف النفس والتخلي عن السوى
لذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا
فعن عمرو بنِ عوفٍ الأَنْصاريِّ : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ بَعَثَ أَبا عُبيدةَ بنَ الجرَّاحِ إِلَى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجزْيَتِهَا، فَقَدمَ بِمالٍ منَ البَحْرَينِ، فَسَمِعَت الأَنصَارُ بقُدومِ أَبي عُبَيْدَةَ، فوافَوْا صَلاةَ الفَجْرِ مَعَ رسولِ اللَّه ﷺ، فَلَمَّا صَلَّى رسولُ اللَّه ﷺ انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رسولُ اللَّه ﷺ حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَظُنُّكُم سَمِعتُم أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيءٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ؟ فقالوا: أَجَل يَا رسول اللَّه، فقال: أَبْشِرُوا، وأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فواللَّه مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلكنِّي أَخْشى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُم كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا؛ فَتُهْلِككُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ
متفقٌ عليه.
وأيضا يقول سيدي أي الحسن الشاذلي قدس الله سره: كثيرا ما تتحول الدنيا من يد المريد أول دخوله الطريق فيقول في نفسه : ما كان لي حاجة بالطريق
(فينتقض) عهده فلا يفلح أبدا
فالطريق هو هجرة القلب من أسر النفس والخضوع
لها إلى فضاء العبودية لله لا من أجل دنيا يصيبها
لذلك كان لزاما على الله أنه من ترك الدنيا بقلبه مع الإلتزام بالأسباب من غير الإتكال عليها أن يجعل الدنيا تحت قدمه لا بصورة كثرة المال والعيال
ولكن بصورة الإستصغار والإستغناء عنها وعدم الركون لها فينصرف عنها مهما راودته عن نفسه
لأنه غير ناظرا إليها بقلبه فالقلب الذي ينشغل بالله
ينظر إلى الدنيا كونها نجس إن أصابت قلبه وجب منها الإغتسال
فأهل الله هم مع الله بقلوبهم والله يقوم بتصريف شؤنهم بسر الإيمان والرضا فلا يريدون إلا ما شاهدوا منه من إراده ولا يطلبون إلا ما تجلى لهم بسر التوكل والإفاضة فيستوي عندهم الفرح والحزن والعطاء والمنع
فهم لا يفرحون إلا بالله ولا يحزنون إلا ببعدهم عن الله
والله ولي التوفيق
أخي القارىء
لاتنسى أن تصلي وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
اللهم صل وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
ردحذف