لِمَاذَا يَنْصَح أَوْلِيَاءِ اللَّهِ بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ ..؟
هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ هُوَ صُورَةُ الْقُرْآن ! !
فَهُو حَبِيبِ اللَّهِ الْأَعْظَمُ وَخَاتَم رُسُلِه وَصَاحِب الْحَقِيقَة الْمُحَمَّدِيَّة .
فَاَللَّه تَعَالَي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيّ وَهُوَ الَّذِى فَوْقَ الْعَرْشِ اسْتَوَى
فَأَنْزَل سُبْحَانَه الْقُرْآنِ مِنْ عَالِمٍ الْجَبَرُوت ، عَالِمٌ الْحَقَائِق الْمُجَرَّدَة حَيْث لَا صورة وَلَا شَكْل، إلى عالم الملك حيث الصور والأشكال .
وَأَظْهَر قَبْلَ نُزُولِ قُرْآنَه الْعَظِيم ذَات سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ ، فَكَانَتْ تِلْكَ الذَّاتِ هِى تَرْجَمَةُ وَصُورَةُ الْقُرْآن .
لِذَلِك قَالَت عَنْه السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : (كانَ خُلُقُهُ القُرآن) . فَكَان صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ صُورَة الْقُرْآن الْمُتَجَسِّدَة عَلَى الأَرْضُ .
وَهُوَ صَاحِبُ الْحَقِيقَة الْمُحَمَّدِيَّةِ الَّتِي تَمْلَأُ الْكَوْن والّتِي آكتملت بظهور ذاته الشريفة.
لِذَلِك كُلَّمَا صَلَّيْنَا عَلَيْه فَنَحْن نُحِّي ونقوى حَقِيقَتِه فِينَا فَنَقْرَأ الْقُرْآنِ بِهِ ، وَنُصَلِّي صلواتنا بِه ونتصل بِرَبِّ الْعَالَمِينَ بِه صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ .
فَكُلَّمَا قَوِيَت حَقِيقَتِه فِينَا كُلَّمَا دَخَلْنَا حَضَرَه الْمَحْبُوبِيَّة الْكُبْرَى
وَكُلَّمَا دَخَلْنَا حَضَرَه الْمِشْكَاة الَّتِي فِيهَا مِصْبَاح الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَة كَأَنَّهَا كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ يُوقَد مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ .
لِذَلِك لا يوجد وَلِيٌّ لِلَّهِ لا تكون عِبَادَتِه هِي الصَّلَاةَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ بَعْدَ الْفُرُوض ،لِأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ تَمَامًا أَنَّه الْبَرْزَخ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ بَابُ الدُّخُولِ عَلَى الْحَضْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ .
وافضل صيغ الصلاة عليه هي الصلاة الإبراهيمية بصيغة الواردة عنه :
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
فهي باب الوصول ومفتاح الدخول
والله ولي التوفيق
جزاك الله خيرا
ردحذف