علم الحقيقة والطريقة
العلم الباطن هو اصل الشريعة وهو مشرب علوم الديانات السماوية
اعلم اخي المؤمن وفقك الله وهداك إليه
إن الشريعة الإسلامية شريعة النبي صل الله عليه وسلم الكاملة جاءت بالشريعتين الظاهرة والباطنة .
و أن الدين عند الله منذ الأزل دين واحد، وهو الإسلام، قال تعالى : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾
وأن أصل الشريعة الإسلامية منبع لجميع الديانات والكتب السماوية التي أنزلت على كافة الناس في جميع الازمنة
وأن جميع الأنبياء والرسل، كانوا يدعون إلى الإسلام في كل زمان
وسائر الشرائع والرسالات سماوية أصلها من الإسلام
"فالدين اليهودي والدين النصراني وصحف إدريس والزبور وصحف إبراهيم .." كلها منبع واحد وهو مشرب النبي صلى الله عليه وسلم بالشريعة الظاهرة والباطنة .
و في كل زمان كان يؤخذ من هذا المشرب ما يحتاجه الإنسان من القيم والسلوك العبادي والمبادئ الأخلاقية والانسانية.. الخ
فعرفنا أن دعوة الأنبياء جميعا كان أصلها واحد ومشرب واحد وهو الإسلام لله جل في علاه
وهي شريعة النبي محمد صل الله عليه وسلم بالأصالة، أي أن الله
عز وجل ما أرسل رسولا بدين سوى الإسلام،
ومن الأدلة القرآنية على ان جميع الشرائع اصله الإسلام هذه الآيات الكريمة :
قال تعالى :
{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ولم يقل [وأنا من اليهود].
وقول عيسى عليه السلام: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.
وعن يوسف عليه السلام: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}.
وفي رسالة سليمان عليه السلام لملكة سبأ: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {31} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}.
وعندما أرادت الملكة بلقيس اتباعه قالت:
{… وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وعن موسى عليه السلام: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ}.
ولذلك اعتبر الله عز وجل أنّ الكفر برسول واحد كفر بجميع الأنبياء والمرسلين كما هو واضح في سورة الشعراء حيث قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}، {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ}، {كَذَّبَتْ ثَمُودُ المُرْسَلِينَ}، {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ}، {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ}. رغم أن كل قوم قد بُعِثَ فيهم رسول واحد فقط. فالاسلام واحد والدين واحد
وقد لخَّص النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بقوله: "الأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ، أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى، ودِينُهُمْ واحِدٌ" (رواه البخاري ومسلم)
وقوله: "أولاد علّات" أي أنهم من أب واحد وأمهات متعددة، كناية عن وحدة دينهم وتعدد شرائعهم.
ولكن تلك الشرائع عندما نزلت على الأنبياء ((نزل بعضها بالعلوم الباطنية( اي علم الحقيقة ) كالإنجيل قبل التحريف وبعض الكتب السماوية ))
وهذه العلوم الباطنية صحيح أنه خالطها التحُريف وسوء الفهم بعد ذلك ولكن لم تزل موجودة قائمة في أصل الديانات كلها
سواء النصارى في الإنجيل واليهود في التوارة والدين البوذي والهندوس وما يسمى بالغنوصيين وعند العلويين.. أيضا
((فالديانة اليهودية كانت غالب علومها وأحكامها ظاهرية فكانت"شريعة ظاهرية" أي أن سيدنا موسى نزل على بني إسرائيل بالشرع المحمدي الظاهر))
((والديانة النصرانية نزلت بالشريعة الباطنة وهذا مما دلت عليه الآيات المرتبطة بسيدنا عبسى التي تناسب المعنى الباطني فهو الذي أيّد في تكلّمه بالمهد أو في إحيائه للموتى فالاحوال الباطنية عالية.وتتعلق بعلم الروح
وحقيقة العلم الباطني تحصل المعرفة الحقيقية للإسلام بإدراك حقائق علم الدنيا وعلم الآخرة، وجوهر الإنسان وخلافته وهو عبارة أيضاً عن أسرار وكنوز ومفاتيح تجرى في الظواهر مجرى اللب من القشر، وتلك العلوم رموز وإشارات إلى حقائق معينة، ولا سبيل لهذا العلم إلا بالرياضات الباطنية والتعليم والرشاد، وأن من تقاعس عن الغوص في الخفايا والأسرار والبواطن، أبتلي بالأغلال والآصار .
((فالعالم إن لم يصلح باطناً فلن يصلح ظاهراً))
فإذا نظرت الآن لتمكن دول الغرب، وكل ما يملكون من تحكم وسيطرة ناتج عن أخذهم هذه الأسرار وهذه الكنوز فملكوا المفاتيح الباطنة وتحكموا في العالم من خلالها
ولو اهتم المسلمون بالشرع الباطن
لملكوا العالم
إلا أن المسلمين تراهم في حالة حرب فيما بينهم ولم يلتزموا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم وبين وحال إنكار وتكذيب لهذه العلوم ونسبها للغرب وعدم الاعتراف بوجودها حتى وهذا من لعبة الشيطان وكيده حتى يبقى الحكم والملك له !
فنقول لجميع المسلمين أننا نحن أصحاب هذه العلوم وهي بالأصل نابعة عن جوهر شريعتنا التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم بظاهرها وباطنها وقد تكلم اهل الله والعارفين بالله كثيرا بهذه العلوم الجليلة وهي تؤخذ من خلال المجاهدات والرياضات الروحية بالذكر للتطهير القلب حتى يكون محل تجلي لأنوار هذه العلوم العاليه وفهمها على حقيقتها وهذا هو اصل السير والسلوك إلى الله .
و تحتاج منك الصبر في المجاهدة والتدبر والفهم حتى تصل لمفاتيح هذه العلوم واسرارها
فيقول قائل: ما هو الدليل على أن هذه العلوم تتعلق بالشريعة الإسلامية؟ أو أن النبي ﷺ أتى بهذا العلم ؟
هو قوله تعالى :﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾
واكبر نعم الله على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم الدين واتمم عليهم النعمة وقوله ﷺ ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي فالنبي صلى الله عليه وسلم شريعته كاملة
(شريعة تشمل كافة الكتب السماوية أي تحمل مافي الإنجيل والتوراة وصحف سيدنا إدريس والزبور.. الخ وكل الشرائع التي نزلت على الأنبياء موجودة في "القرآن الكريم" لماذا؟! .. لأنه مشرب كل الديانات واصلها في كل زمان )
فبتالي إذا هذا العلم موجود عند النصارى فحكماً هو موجود في الدين الإسلامي وإذا وجد في التوارة فحكماً هو موجود في الدين الإسلامي
"" هذا قبل التحريف ""
*فالديانات السماوية من أين عرفت هذه العلوم ..والإنسان لا يمكنه بعقله أن يخترع علوما أو يخلقها من تصوره ومخيلته ويكون لها اثر وتأثير على مجريات الكون الا انه علم عظيم الهي رباني له اسرار ومفاتيح .
"فجاء الوحي لهدايتنا وتعليمنا فيما لا يمكننا أن تهتدي إليه عقولنا
لا بل هي قد بُثت أساسا من الكتب التي نزلت على الأنبياء من قبل نبينا عليهم افضل الصلاة والتسليم فأخذت اقوامهم هذه العلوم وأخذوا مكامن اسرارها وتعلموها وتوارثوها حتى يومنا هذا
اذن فمصادر العلوم الباطنية بمجموعها هي تلقّي أنبياء اللَّه عليهم السلام حقائق علومها بالدرجة الاولى عن طريق الوحي وقد حفظ ذلك في الكتب السماوية .
ومما لا شك فيه ان الإسلام الآن في أزمة كبرى ، وأن المسلمين في ضياع، فجرى تمزيق الأمة والشريعة وإنكار هذه العلوم ومعادتها وتكذيبها بشده من اهل الشرع الظاهر وهم شيوخ الرسوم اي شيوخ الظاهر الذين اكتفوا بنصف الشرع وانكروا على اهل الطرق الصوفية والشرع الباطن علومهم وشريعتهم ! والاكتفاء بظاهر الدين عن باطنه هو الإكتفاء بنصف الشرع
وعلوم الحقيقة هي جوهر شريعتنا وحقيقتها التي تحتاج إلى سلك وتزكية وتربية حتى يقدر على الوصول اليها
((وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَة))
ولتعلم اخي المسلم أن هذه العلوم عظيمة لدرجة الكتمان عنها وقد علم رسول اللهﷺ أصحابه بها فيقول ابو هريرة ( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين ، أما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قُطِعَ هذا الحلقوم )
ومن أكبر جحود المسلمين "محاربة أهل البيت" رضوان الله عليهم حملة هذا الإرث، ونسبتهم للروافض
ومن هذا يفهم المرء لماذا كل هذه الحرب على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وابعاد علومهم عن دائرة الدين المحمدي وشرعه الحقيق
فكل محاولاتهم دفن هذه العلوم بأقصى المستطاع!!
وماذا السبب في دفن هذه العلوم؟
لتعلم أن النفس والشيطان والقرين والنفاق في المسلمين هما العامل الأول الرئيسي لكل فتنة والسبب أنه لو كانت هذه العلوم خرجت للمسلمين لقامت خلافة إسلامية في زماننا وانعدم قرن الشيطان واصبح العلو والحكم للمسلمين .
والمصيبة ان الإتجاه التكفيري الظاهري الذي تسمعه على المنابر وعلى السنة شيوخ الظاهر والذي يُصر على اخراج كل من يتحدث عن العلم الباطن وحصر الاسلام الصحيح بفهمهم للدين على منهج الكتاب والسنه بظاهرها وتركوا منهج الكتاب والسنة على باطنها وهي علوم الحقيقة فلكل ظاهر بطون .
فالآن أصبحت تعرف ان شياطين الإنس والجن هم من تلاعبوا بالنفوس خاصة على ضعفاء النفوس المنافقين ((الذين دفنوا العلم الباطن واكتفوا بعلم الشريعة الظاهر )) وهي شريعة الجوارح فقط بعيدا عن شريعة القلب .
ومن بعض اخطاء اهل الله والطرق تخصيص هذه العلوم للخواص دون العوام فدفن ظهور هذا العلم وحقيقة!
فخُبئت هذه العلوم وكُتم عنها
وهذا خطأ جسيم لأنهم لم ينصروا أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينصروا هذه العلوم وشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الباطنه بل خبؤوها بين أنفسهم وفي صدورهم.. خوفا منهم أن تجادلهم الناس فيها أو تحاربهم أو تقتلهم عليها .
وكل ذلك لعبة الشيطان الرجيم وإضلاله
لعلمه أن المسلم إذا وصل لهذا العلم سيحكم الأرض ((وستقوم خلافة))
فاعلم اخي المسلم انه لن يكتمل دينك حتى تحب آل البيت كمحبتك للصحابة كلهم وتحب الصحابة كمحبتك لآل البيت ولن يكتمل دينك حتى تخصع وتسلم للشريعه الباطنية مثلما خضعت وسلمت للشريعة الظاهرة
فالفكرة التي أريد توضيحها هي أن شريعتنا هي أصل الديانات وأصل الشرائع وأصل الدين الواحد وأصل الكون ..والإنسان إن لم يعرف حقيقته الباطنة فلن يصلح ظاهره وإذا لم يفهم حقيقة الباطنه فلن يفهم ظاهره.
لذا فإن هذه العلوم مطلوبه وفرض عين على كل مسلم أن تكون معه حتى يكمل الإيمان في قلبه
لأن الإنسان لا يكتفي بالشرع الظاهر! فالشرع الظاهر هو عمل الجوارح وشريعه الجوارح وهي شريعه الدنيا!!!! (( ما يجعل حياتك في الدنيا صحيحه سوية))
أما الشريعة الباطنية هي التي تدخلك إلى أعماقك وتصلح سريرتك وهي التي تعطيك المفاتيح الأسرار لتفهم السر المغيب عنك الذي فيه صحوة العالم وصحوة الخلافة
وفيه سر المسلمين وخلافتهم في الأرض
وطالما أن المسلمين في سبات وغفله ومحاربة للعلم ونكران له اكثر من الشيطان نفسه وترجعيه لغير أصله ونسبه للديانات الأخرى ! فسيبقى العالم ماسور تحت حكم الشيطان وجنده .
فاستيقظ ايها المسلم قبل فوات الآوان وتعرف على دينك وشريعتك الاصل قبل موتك
لانك ستحاسب عل تضيعيك لكمال دينك وستلقى الله بنصف الدين .
انظر كيف ظلم المسلمين أنفسهم!
هم من رضي بالذل والخضوع والخوف والقهر تحت حكم الغرب
لماذا هم الاعلى؟ لان عندهم العلم الباطني
والمسلمين مكتفين بالشرع الظاهري يقولون هذه سنة النبي ﷺ ونحن نأخذ بسنته ونكتفي بها وماذا عن شريعته الباطنه التي فيها كمال دينك ...؟!!
وهل النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء إلا بالشرع الظاهر وهو أكمل الرسل؟!
أين الشرع الباطن ؟ أين الشرع الكامل؟ أين الشرع الذي كان موجود عند الصحابة الذي كان تحدث على أيديهم كرامات ويمشون على الماء؟ وليست هذا حكر على الصحابة! هذا يجوز لكل الناس وهذا مانراه من احوال العارفين وأولياء الله الصالحين مما رزقوا هذا العلم .
فالصحابة رصوان الله عليهم اتبعوا الشرع بحقيقته
( الشرع الكامل فقبلوا بالشريعتين الظاهرة والباطنة )
فيجب على كل مسلم الرجوع للوعي الصحيح لفهم الشريعة الباطنة التي ظلمت كثيرا في زماننا حتى تعود الخلافة للمسلمين
نسأل الله للجميع الهداية والفلاح على الصراط المستقيم
والله ولي التوفيق
أخي القاريء صل وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
كلام جميل جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا
ردحذفماشاء الله تبارك الله
ردحذف