سيرة المصطفى ﷺ((٧٧))
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
يفتح الله عليه حصن خيبر
💎💎💎💎💎
شعر النبي صلى الله عليه وسلم بالأزمة النفسية التي فيها المسلمون
وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يعيد للمسلمين روحهم المعنوية المرتفعة التي كانوا عليها وهم في طريقهم الى خيبر فقال صلى الله عليه وسلم ذات ليلة
قال :_ لأعطينَّ الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه
يقول عمر بن الخطاب :_ ما تمنيت الإمارة يوما إلا ليلتها لشهادة رسول الله ان من سيعطى الراية يحبه الله ورسوله
وبات الناس ليلتهم
و كلهم يرجون أن يحملوا الراية
____
وفي اليوم الثاني ، عند صلاة الفجر
وقف المسلمون يصلون الفجر خلف النبي صلى الله عليه وسلم
يقو الصحابة: _ فكنا نتقاتل على الصف الأول [[ لان الكل كان يتمنى هذه الشهادة من رسول الله ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ]]
فلما انتهت الصلاة
ألتفت صلى الله عليه وسلم على أصحابه و وقف متكأ على سيفه ، وأخذ يستعرضنا
[[ ينظر إلينا ]]
واستعد الجيش
والعيون والآذان والقلوب معلقة تنتظر من الذي سيعطيه ؟؟
يقول عمر:_ فأخذت اتطاول
[[ معنى اتطاول يجلس على ركبه يرفع حاله حتى يراه رسول الله ﷺ، وكان عمر رجل طويل يقول الصحابة كان اذا مشى بين الراكبين كان راسه يُرى من بينهم ، اي اطول من الراكب على الفرس ، ومع ذلك يقول اخذت اتطاول لعله يبحث عني ]]
فلما استعرضنا جميعا
قال :_ أين علي ؟
فقالوا :_ يا رسول الله يشتكي عينيه
[[وكان علي رضي الله عنه ، قد اصيب بالرمد في عينيه، فما كان موجود مع الجماعة ، لانه صلى بخيمته لا يستطع النظر ]]
واذا بالنبي صلى الله عليه وسلم
يقول :_ ادعوه لي
فجيء بعلي لا يرى أمامه يقوده رجلين
فقال علي :_ يا رسول الله إني أرمد كما ترى ، لا أبصر موضع قدمي
فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم وضع رأس علي في حجره ، ونفث في كفه الشريفة وفتح له عينيه فدلكهما فبرأ حتى كأن لم يكن بهما وجع
يقول علي رضي الله عنه وهو يروي الحديث
قال :_ فو الذي بعثه بالحق فما رمدت ولا صدعت و ما اشتكيتهما ابدا [[ اي عينيه ]]
وكان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم خرقة سوداء فجدلها النبي ﷺ على راس علي رضي الله عنه
ثم دفع الراية الى علي
[[ اي راية النبي ﷺ]]
وقال له:_يا علي امضي على بركة الله يفتح الله عليك ان شاء الله ، امضي ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك
[[ كان عمره رضي الله عنه ٢٦ عام ]]
فركب الفرس وسار علي ، فأراد ان يسأل النبي على شيء
وتذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان لا يلتفت
فعاد بفرسه الى الخلف وصاح
:_ يا رسول الله اقاتلهم حتى لا ابقي منهم احدا ، على ماذا اقاتلهم ؟؟
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ قاتلهم على ان يشهدوا أن لا اله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى
[[ أي حساب بواطنهم وسرائرهم على الله، لأنه المطلع وحده على ما فيها من إيمان خالص أو نفاق وكفر ]]
وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
____
حمل {{ علي بن أبي طالب }}
رضي الله عنه الراية وانطلق كالسهم، والمسلمون خلفه ، فكان اول من وصل من المسلمين الى الحصن وغرس الراية في أصل الحصن
وخرج إليه بطلهم اليهودي {{ مَرحَب}}
الذي قتل {{ عامر بن الأكوع }} ودعا علي رضي الله عنه للمبارزة
و كان قد لبس درعين ، وتقلد بسيفين ، ومعه رمح لسانه ثلاثة أسنان وهو يرتجز ويقول أبيات من الشعر ليضعف عزيمة علي رضي الله عنه
يقول مرحب :_
قد علمت خيبر أني مرحب .. شاكي السلاح بطل مجرب
فأجابه علي قائلا
أنا الذي سمتني أمي حيدره .. ضرغام آجام وليث قسوره
ثم التقيا فأختلفا بضربيتين [[ اي بالسيف ]]
فأراد {{ مرحب }} ان يضرب علي رضي الله عنه بالسيف على راسه
فتلقى {{ علي }} ضربته بالترس ، فثبت سيف مرحب بالترس حتى قسمه نصفين فأصبح {{ علي }} بلا ترس
فأنفتل مرحب[[ كعادة الفرسان عندما يشعر بنفسه انه انتصر ]] انفتل ثم رجع يريد ان يضرب علي مرة اخرى ليقضي عليه
فضربه علي ضربة بالسيف قطعت رأسه
فوقع مرحب على الارض
يقول الصحابة :_ عندما سقط على الارض و كأنه جدار انهار
من ضخامته
_
هنا أصيب اليهود بالرعب والفزع الشديد
لأن بطلهم {{ مَرحب }}
كما ذكرنا
كان من أشد الفرسان في تاريخ العرب عامة، ولم يكن اليهود يتخيلون أبداً أن يقتله أحد من المسلمين
____
فلما قتل {{ علي }} مرحب
خرج اخو {{ مَرحَب }} يريد الثأر لأخيه
وكان اسمه {{ ياسر }} وكان فارسا عملاقاً ، ضخم الجثة
مثل أخيه
وكان ايضا من أبطال اليهود مثل أخيه ، مرحب الذي قتل
فكانوا أربعة أخوة معرفون بالقوة وهم
١_ مرحب
٢_ ياسر
٣_عامر
٤_الحارث
فلما خرج {{ ياسر }}
برز له {{ الزبير بن العوام }} رضي الله عنه [[ ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
وكان عمره {{ ٣٥ عام }}
وكان نحيفاً وطويل القامة
وبدأ قتال شرس بين بطل اليهود {{ ياسر }} وبين
{{الزبير بن العوام }} رضي الله عنه حتى قتل الزبير ، ياسر
أصيب اليهود {{ بالرعب }}
واستطاع المسلمون أن يخلعوا باب الحصن
ودار قتال مرير حول الحصن
وسقط بعض أشراف اليهود وابطالهم في القتال
حتى انهارت مقاومة اليهود
وأخذوا يتسللون من الحصن هربا الى الحصن الذي يليه
وهو حصن {{ الصعب }}
وكانت الحصون مبنية بطريقة أن يؤدي كل منها الى الآخر
__
ففتح اول الحصون حصن {{ ناعم }}
وانتقل اليهود الى الحصن الذي يليه
وهو حصن {{ الصعب }}
وبدأ الحصار والهجوم على الحصن
وكان حصن {{ الصعب }} لا يقل صعوبة عن حصن {{ ناعم }}
__
وأراد الله تعالى أن يبتلي المؤمنين ، ويختبرهم اختبارا آخر صعبا الى جانب صعوبة الحرب
وهو {{ الجوع }}
اذ دخل المسلمون في جوع شديد جدا
يقول أحد الصحابة
:- لقد جهدنا وما بأيدينا من شيء
وكان هنالك ثلاثين حمارا خرجت من بعض الحصون
فأخذها رهط من المسلمين وذبحوها ليأكلوها
[[ وكانت العرب تأكل الحمير عند الضرورة، ولم يكن قد نزل تحريم أكل الحمير ]]
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم النار مشتعلة وشم رائحة اللحم
قال: _ على أي شيء توقدون ؟؟
[[ لان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم أن الجيش ليس معه لحم يطبخ ]]
فقالوا: _ لحوم الحُمُر الأهلية
[[ في هذه اللحظة الحرجة ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اكل لحوم الحمير وهم في جوع شديد ]]
فقال :_ لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئاً وأهرقوها
[[ وكان هذا كما قلنا ، اختبارا صعبا فوق صعوبة المعركة، لأن الصحابة في جوع شديد، وهناك مجهود كبير يبذل في القتال، واللحوم قد نضجت، ورائحة الشواء ارتفعت، وبفضل الله تعالى نجح جميع الجيش في الإختبار، ولم يأكل أحد من هذه اللحوم، وكان ذلك من تربية النبي صلى الله عليه وسلم التربية الإيمانية للصحابة ]]
وبعد هذا الموقف الصعب ، وبعد استجابة جميع الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى
ووقف المسلمون يؤمنون خلفه
{{ اللهم قد عرفت حالهم وأن ليست بهم قوة
وأن ليس بيدي شيء أعطيهم إياه
فأفتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء ، واكثرها طعاما و ودكا }}
[[ والودك هو دهن الأنعام ]]
____
في اليوم التالي
وبعد {{ ٣ أيام }} من الحصار ومحاولة فتح الحصن
خرج أحد مقاتلي اليهود واسمه {{ يوشع }}
وطلب المبارزة فخرح اليه
{{ الحباب بن المنذر }} رضي الله عنه ،فقتله
ثم خرج من اليهود أحد فرسانهم واسمه {{ الديان }}
يطلب المبارزة
فخرج اليه {{ عمارة بن عقبة }} رضي الله عنه فقتله
وشد المسلمون هجومهم على الحصن
حتى نجحوا بفضل الله تعالى ، في فتح الحصن
وتسلل اليهود هرباً الى الحصن الثالث في منطقة {{النطاة }} وهو حصن {{ القلعة }}
__
وكان حصن {{ الصعب }} الذي فتح بعد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
أغنى حصون خيبر بالطعام ، فوجدوا في ذلك الحصن من الشعير ، والتمر ، والسمن ، والعسل ، والسكر ، والزيت ، والودك شيئا كثيرا
ونادى منادي رسول الله
وقال لهم :_ كلوا واعلفوا دوابكم ولا تحملوا منه شيئاً
فأكل المسلمون حتى شبعوا
وكان من ضمن الطعام الذي وجدوه
{{ البصل والثوم }} فأكلوا منه وهم جياع
وكان قد بنى النبي صلى الله عليه وسلم ، للمعسكر مسجدا للصلاة يصلون فيه
فلما كان وقت الصلاة
وذهب الناس إلى المسجد و إذا بريح البصل والثوم
فقال صلى الله عليه وسلم :_من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربنَّ مسجدنا
[[ وليس في ذلك نهي عن أكل الثوم والبصل أي مطلقا، إنما النهي عن إتيان المسجد لمن أكلهما ]]
ووجد المسلمين في ذلك الحصن أيضا {{ منجنيق }} والمنجنيق هو
آلة كانت تستخدم في رمي الحجارة الثقيلة على الأسوار فتهدمها
ولم يكن العرب يعرفون {{ المنجنيق }} لأن {{المنجنيق }}
آلة من آلات الحصار وهدم الأسوار
والعرب لم تكن تعرف في حروبها الحصون والأسوار
__
انتقل اليهود الى الحصن الثالث في منطقة {{ النطاة }}
وهو حصن {{ القلعة }}
وكان هو أمنع حصون خيبر
لأنه فوق قمة جبل ، ومن الصعب جداً الوصول اليه، فضلاً عن مهاجمته
وكما يقول الرواة {{ لا تقدر عليه الخيل والرجال }}
وفرض النبي صلى الله عليه وسلم الحصار
على حصن {{ القلعة }}
واستمر الحصار ثلاثة أيام
بعد حصار حصن القلعة لمدة ثلاث ايام استطاع المسلمون افتتاحه
ثم هرب اليهود الى داخل الحصن الذي يليه وهو حصن {{ النزار }}
وكان هذا الحصن هو أمنع الحصون ، لأنه كان على جبل مرتفع ، حتى أن اليهود وضعوا في هذا الحصن نساءهم وأطفالهم وأموالهم
فكان فيه {{ ٢٠٠٠ }} من نساء اليهود
وظن اليهود أنه من المستحيل أن يفتح هذا الحصن
ولذلك تحصنوا داخل الحصن
ولم يخرج أحد منهم لقتال المسلمين، وانما قاموا برشق المسلمين من فوق الحصن بالنبل والحجارة
وبالفعل استمر الحصار فترة طويلة، ولم يستطع المسلمون فتح الحصن
وكان المسلمون كما قلنا قد وجدوا داخل حصن {{الصعب }} {{ المنجنيق }}
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بنصب المنجنيق ، وبدأ يضرب اسوار الحصن
حتى تهدم جزء من السور ، فتسلل المسلمون الى داخل الحصن ، ودار قتال من أعنف أنواع القتال داخل الحصن، وتم النصر للمسلمين، وفتح المسلمون حصن {{ النزار }}
وأخذت جميع ما فيه من النساء سبايا
وكانت هناك ، حصون صغيرة أخرى إلا أن اليهود بمجرد فتح هذا الحصن المنيع أخلوا هذه الحصون
وهربوا إلى المنطقة الثالثة من خيبر وهي منطقة {{ الكتيبة }}
[[ وكما اخبرتكم بالجزء السابق منطقة الكتيبة فيها ثلاثة حصون ]]
حصن {{ القموص }}
حصن {{ الوطيح }}
حصن {{السُلالم }}
وكانت معنويات اليهود {{ قد انهارت تماماً }}
وبدأ المسلمون في حصار أول هذه الحصون وهو حصن {{ القموص}}
واستمر الحصار أربعة عشر يوما، ودار قتال مرير حول الحصن
وفي النهاية عندما شعروا بالموت
كما قال كما عنهم الله تعالى
{{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }}
عندما شعروا بالنهاية ، وان جيش محمد صلى الله عليه وسلم لايهزم ، لجؤا كعادتهم في كل زمان ومكان ، عندما يشعرون بالقهر والجبن والإنكسار ، على الفور يهرعون الى {{ المفاوضات }}
طلب اليهود أن {{ يتفاوضوا }} مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وافق صلى الله عليه وسلم على مفاوضتهم على
شروط
{{ الإستسلام }} ولم يفاوضهم {{ على الصلح }}
__
طلب اليهود أن يتفاوضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم
و أرسل زعيمهم {{ كنانة بن الربيع بن ابي الحقيق }}
وكنانة هذا الآن له زوجة اسمها {{ صفية بنت حيي بن الأخطب }}
التي ستصبح فيما بعد أم للمؤمنين رضي الله عنها
[[ وسأجعل ذكر زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم في جزء مخصص إن شاء الله ]]
_
فلما علم كنانة أن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لن يهزموا ولن ينصرفوا قبل أن ينتصروا
فنزل كنانة ومعه رهط من اليهود ، وعرض الصلح
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ كنت قد عرضت هذا عليكم من قبل ودعوتكم الى {{ لا إله إلا الله }} فأبيتم
فأما الصلح الآن فعلى شروطي انا ، لا على شروطكم أنتم
___
ودار حوار طويل مع النبي صلى الله عليه وسلم
وفي النهاية تم الإتفاق على شروط {{ الإستسلام }} وليس شروط {{ الصلح }} كما يقول البعض
وكان الاتفاق هو
١_ حقن دماء اليهود
٢_ وعلى أن يخرجوا من خيبر بنسائهم وأبنائهم فقط بملابسهم فقط
٣_ أن يتركوا ورائهم كل أموالهم وسلاحهم وديارهم
٤_ وأن يركبوا دواب دون الخيل تحملهم الى خارج خيبر
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
{{ على أن لا تخفوا شيئاً من أموالكم }}
فإذا كتمت منه شيئاً [[ أي إذا أخفيت شيئاً من المال ]]
أستبيح بها دمك ، وبرئت منكم ذمة الله و ذمة رسوله
[[ أي يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعاهدة اذا أخفوا اليهود أي شيء من الأموال أو السلاح، فيجوز للنبي أن يقتلهم عقابا لهم على هذا الإخفاء]]
___
ورضي {{ كنانة }} زعيم خيبر بهذه الشروط
وشهد رجال من قومه
ورجال من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، على هذا {{ الصلح }}
وفتح كنانة ابواب الحصون
وطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم ان يسلم له :_
١_ الصفراء [[ كل شيء اسمه ذهب ]]
٢_ والبيضاء [[ كل شيء اسمه فضة ]]
٣_ والخف والكراع [[ الخيل والإبل وما يتبعها من الانعام ]]
٤_ والحلقة [[ السلاح ]]
واخذ كنانة يقدم للنبي صلى الله عليه وسلم، ما بأيدهم من ذهب ، وفضة ، وسلاح
فلما انتهى قال له النبي صلى الله عليه وسلم
لم يبقى عندك شيء يا كنانة ؟؟
قال :_ لا
قال :_ فإن أخفيتني شيء لا تنسى ، برئت منك ذمة الله و ذمة رسوله ، وكنت مباح الدم
قال:_ نعم
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ يا ابن الربيع ، هنالك اشياء كثيرة تخفيها ، وما أزال على قولي وصلحي ، لا تبقي شيئاً ، وابرء ذمتك ، فإن لم تصدقني هدرت دمك
قال :_ نعم
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فيه
وقال :_ أتممت ولم يبقى عندك شيء ؟؟
قال:_ نعم
فصاح النبي صلى الله عليه وسلم به
:_ يا ابن الربيع !!!! إنك لمستخفٌ بأمر السماء ، إن أطلعني الله على شيء أخفيته ، أهدرت دمك
قال:_نعم
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد ❤
القائل فيه ربنا
{{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }}
[[ وفي كلمة العالمين يدخل اليهود المغضوب عليهم ، فهذه الكلمة في اللغة جمع الجمع مفردها عالم وجمعها عوالم و {{ العالمين }} جمع الجمع ، فدخل فيها كل خلق الله جميعاً وبما فيها الطير والدواب واليهود المغضوب عليهم ، دخلوا في هذه الكلمة فلهم نصيب من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، هو لا يريد أن يسفك دمه ]]
قال له مرة اخرى
قال :_ اني ممهلك ومذكرك وسائلك ، أين {{ مسك }} حيي بن اخطب ؟؟
__
نقف هنا ولا بد لي ان أوضح لكم هذا الأمر
ما هو المسك ؟؟
كان {{ حيي بن اخطب }} سيد بني {{ النضير }}
يجمع المجوهرات والقطع الثمينة لايضعها في صندوق يضعها في مسك شاة
[[ وهو بلغتنا جلد الخاروف بعد أن ينظف ، يخاط ويجعل مخزن للمال ، ولنتخيل جلد الخاروف اذا ملئ من هذه المجهورات كم يكون ثمنه ؟؟ ]]
ثم صغر مسك الشاة ، وماعاد يتسع للمجوهرات
فصنع حيي له {{ مسك من ثور }}
فأصبح جلد الثور كله وعاء يضع فيه المجوهرات
ثم صغر مسك الثور ولم يعد يتسع لهذه المجوهرات
فصنع له {{ مسك جمل }} من جلد جمل
وعندما اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم {{ لبني النضير }}عن المدينة المنورة
قلنا انه سمح لهم ان يحملوا
اموالهم ، ومجوهراتهم معهم ، ومنعهم من حمل السلاح
وكان هذا {{ المسك }} الذي جمعه اليهود الذي فيه مجوهراتهم الثمينة والنادرة عند {{ حيي }} لانه كان زعيمهم ، وسمح النبي صلى الله عليه وسلم ، لحيي عندما أجلاهم ان يأخذ مسكه معه ، وذهب حيي لخيبر ، واقام هناك وجاء مع الاحزاب ، وقتل مع من قتلوا بني قريظة [[ ذكرت لكم قصته ]]
والنبي صلى الله عليه وسلم
يعلم ان هذا {{ المسك }} الذي مع حيي مملوء بالمجوهرات والذهب والفضة والاحجار الكريمة ، ولكن سمح له النبي صلى الله عليه وسلم ، بحمله معه الى خيبر
__
لذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم {{ كنانة }} زعيم خيبر
فقال له :_اين مسك حيي بن اخطب ؟؟
فضحك وقال :_ تعلم يا أبا القاسم ، ما حل بنا من ترحال ونزول وهجرة ،و لقد أنُفق ذلك كله
فقال له النبي :_ يا كنانة !! الوقت قريب
[[ يعني قبل سنتين انا اجليتكم من المدينة ]]
:_الوقت قريب !! ولا يمكن أن ينفق هذا المال في هذه المدة
فإن اطلعني الله عن مكانه واستخرجته انا ، استبيح به دمك ؟؟
قال: _ نعم
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ قُم يا علي ، قُم يا ابن العوام [[ أي الزبير بن العوام ]]
إنطلقا الى دار كنانة ، و فتشوها جيدا
فلم يلبثوا الا وجدوا {{ المسك }} مملوء بالمجوهرات
فحملاه وأتيا به
فوضعاه بين يدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وقال النبي لكنانة :_ ماهذا يا كنانة ؟!!
ألم يكن هذه {{ المسك }} في بستانك ؟؟
قال :_ اجل يا أبا القاسم [[ وكعادة الاندال اخذ يتوسل ويستجير ، وأن يغفر له الذلة ، واأن يصفح عنه ]]
فقال له النبي :_ كنت قد امهلتك كثيراً ، ولكنك أستخففت بأمر السماء
وانت تعلم كما كان يعلم {{حيي بن اخطب }} من قبلك اني نبي ، وأن النبي يوحى إليه
قم يا محمد بن مسلمة فأضرب عنقه
لماذا محمد بن مسلمة ؟؟
لان اخوه { {محمود بن مسلمة }} الذي استشهد عندما القوا عليه اليهود حجر من فوق الحصن ذكرته لكم
فقام ليأخذ ثأر أخيه
قام ابن مسلمة رضي الله عنه وضرب عنقه
[[ كما نصت شروط الصلح تماما ، وسبيت زوجته وهي السيدة صفية بن حي بن أخطب والتي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ]]
وكانت هذه الهزيمة من أكبر هزائم اليهود في تاريخهم ، كما كانت من أعظم انتصارات المسلمين
وكان عدد قتلى اليهود في هذه المعركة {{ ٩٣ }}
بينما شهداء المسلمين كانوا {{ ١٦ }}
___
يتبع بإذن الله ........
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
*بشرى سارة للمسافرين الى الله تعالى في طريق السير والسلوك للراغبين في العلم والتعلم والإرتقاء والتزكية*
*في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة*
يوجد قنوات على اليوتيوب تقوم باعطاء دروس للسالكين بشكل يومي ( على منهاج الكتاب والسنة )
هذه روابط القنوات :
[مدارج القلوب إلى حضرة علاّم الغيوب]
( قناة مختصة بعلوم السير والسلوك وعلوم المعرفة الالهية واسرار وعلوم باطنية ) تفيد السالك في طريقه الى الله )
https://youtube.com/@madarej_alquloop?si=62x0XPlDoMYD7itS
[قصص المتقين وأقوال الصّالحين ]
(قناة مختصة بقصص العارفين وأولياء الصالحين وأحوالهم وأسرارهم مع الله عز وجل وأقوالهم وموعظتهم للناس )
https://youtube.com/@qasas_almutaqein?si=z9ly-BbjTpkUZ7ZN
روضة الصّالحين
قناة ذو طابع سريع دروس قصير متنوعة
عن السير والسلوك وعلوم لدنية وقصص متنوعة
https://youtube.com/@rawdat-alsalheen?si=2QpA-xA_I9C6LErG
مكتبة الهاشمي
https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar
قناة طمأنينة
https://youtube.com/@tumaninuh-313?si=ESJ4anfHHn15yQB0
رابط المدونة
https://madarejalquloop.blogspot.com/?m=1