سيرة المصطفى ﷺ((٧٩))
محاولة قتل رسول الله ﷺ
بالسم
💎💎💎💎💎
وردت القصة في كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم كما يلي:
زينب بنت حارث هي امرأة يهودية عربية حاولت قتل النبي ﷺ بالسم بعد غزوة خيبر.
في المحرم سنة سبع من الهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، لغزوها، فأقام يحاصرها بضع عشرة ليلة، إلى أن فتحها في صفر، بعد قتال شديد في شوارعها وبيوتها، قتل فيه كثير من اليهود، ولما استسلموا أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم أرض خيبر، أن يعملوا فيها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها، وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يجمعون أمورهم للعودة إلى المدينة، وهم مازالوا في منازل جيوشهم إذ أرسلت امرأة يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مشوية، دست فيها سماً قاتلاً، وزادت من كمية السم في الكتف والذراع، بعد أن علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب الكتف والذراع، ووضعت المائدة بالشاة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قرب منه من صحابته، وما كانوا يمدون أيديهم إلى طعام قبل أن يمد يده إليه صلى الله عليه وسلم، فأمسك صلى الله عليه وسلم بالذراع، ونهش منها نهشة بأسنانه، ونهش بشر بن البراء نهشة من قطعة لحم، وأسرع في مضغها وبلعها، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن مضغها مضغة وقبل ابتلاعها نطقت الذراع في يده، تقول: أنا مسمومة فألقى ما في فمه، فقال لأصحابه: أمسكوا.
لا تأكلوا.
الشاة مسمومة
لكن بشر بن البراء كان قد ابتلع القطعة فاصفر لونه في الحال، فحاولوا إنقاذه وإسعافه.
وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود، فقال لهم: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقون عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم.
فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟ فقالوا: نعم.
فقال: ما حملكم على ذلك؟ فقالوا أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك، قال: من التي باشرت وضع السم؟ قالوا: زينب بنت الحارث، فجيء بها، فقيل لها: لم فعلت ما فعلت؟ قالت: أردت أن أقتلك، قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي، ونلت من قومي ما نلت، قال: إن الله تعالى لم يكن ليمكنك من قتلي.
قالت: قلت: إن كان نبياً فسيخبره الذراع، وإن كان ملكاً استرحنا منه، وقد استبان لي الآن أنك صادق، وأنا أشهد: وأشهد الحاضرين أني على دينك.
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
قال الصحابة: اقتلها يا رسول الله.
قال: لا.
ما قتلت، وأسلمت، وأنا لا أنتقم لنفسي، وكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، على عرق يعرف العرب أنه يقي من السم يعرف بالأبهر، ليبطل مفعول ما عساه دخل إلى الجسم بواسطة اللعاب، وجاءه الخبر أن بشر بن البراء مات من السم، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة إلى أولياء بشر، ليقتلوها قصاصاً فقتلوها، وظل صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة ثلاث سنين، كلما جاء موعدها من كل سنة، وجد ألماً حتى كان مرض موته صلى الله عليه وسلم، فأحس الألم، واستمر معه حتى مات صلى الله عليه وسلم
فعندما عفا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن هذه المرأة اليهودية التي حاولت قتله بالسم، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان لا ينتقم لنفسه ، كما قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ في وصفه : ( ما خير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه في شيء قط ، إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله تعالى )( البخاري ) .
لقد لقي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أعدائه كثير الأذى، وعظيم الشدة والمكائد، منذ جهر بدعوته، ولكن الله تبارك وتعالى حفظه وعصمه من الناس، وقصة الشاة المسمومة صورة من صور حفظ الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، تنفيذا لوعده سبحانه :
{ والله يعصمك من الناس }(المائدة: من الآية67) ..
قال النووي في شرحه للحديث : " فيه بيان عصمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الناس كلهم، كما قال الله : { والله يعصمك من الناس }(المائدة: من الآية67)، وهي معجزة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سلامته من السم المهلك لغيره، وفي إعلام الله تعالى له بأنها مسمومة، وكلام عضو منه له، فقد جاء في غير مسلم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إن الذراع تخبرني أنها مسمومة ) " .
وقال الحافظ ابن حجر : " .. وفي الحديث إخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الغيب، وتكليم الجماد له، ومعاندة اليهود لاعترافهم بصدقه فيما أخبر به عن اسم أبيهم، وبما وقع منهم من دسيسة السم، ومع ذلك فعاندوا واستمروا على تكذيبه .. " .
وظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعاوده ألم السم حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في مرض موته الذي مات فيه : يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري (عرق متصل بالقلب) من ذلك السم )(البخاري) ..
لقد أظهرت قصة الشاة المسمومة حقيقة ثابتة، وهي أن اليهود هم اليهود ، على مر التاريخ والعصور، ومنذ عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا، دأبهم دائما الخيانة والغدر والتآمر، وهم مصدر خطر كبير وشر مستطير على الإسلام والمسلمين، ينبغي التنبه له ومواجهته .. فهل نتعلم من تاريخهم مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين ؟!، { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }(ق : 37) ..
يتبع بإذن الله .......
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
*بشرى سارة للمسافرين الى الله تعالى في طريق السير والسلوك للراغبين في العلم والتعلم والإرتقاء والتزكية*
*في علوم الشريعة والطريقة والحقيقة*
يوجد قنوات على اليوتيوب تقوم باعطاء دروس للسالكين بشكل يومي ( على منهاج الكتاب والسنة )
هذه روابط القنوات :
[مدارج القلوب إلى حضرة علاّم الغيوب]
( قناة مختصة بعلوم السير والسلوك وعلوم المعرفة الالهية واسرار وعلوم باطنية ) تفيد السالك في طريقه الى الله )
https://youtube.com/@madarej_alquloop?si=62x0XPlDoMYD7itS
[قصص المتقين وأقوال الصّالحين ]
(قناة مختصة بقصص العارفين وأولياء الصالحين وأحوالهم وأسرارهم مع الله عز وجل وأقوالهم وموعظتهم للناس )
https://youtube.com/@qasas_almutaqein?si=z9ly-BbjTpkUZ7ZN
روضة الصّالحين
قناة ذو طابع سريع دروس قصير متنوعة
عن السير والسلوك وعلوم لدنية وقصص متنوعة
https://youtube.com/@rawdat-alsalheen?si=2QpA-xA_I9C6LErG
مكتبة الهاشمي
https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar
قناة طمأنينة
https://youtube.com/@tumaninuh-313?si=ESJ4anfHHn15yQB0
رابط المدونة
https://madarejalquloop.blogspot.com/?m=1