سيرة المصطفى ﷺ
قبل مولدِ النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يوم ، وقعت حادثة اهتز لها العرب جميعاً ، وهي حادثةُ الفيل ، وكانت من إرهاصاتِ النُبوة قبل مولدهِ
فما هي _ الإرهاصة ، والمعجزة ، والكرامة ، والإستدراج ، والإهانة
هم خمسُ أسماءٍ لمسمىً واحد وهو {{ الأمرُ الخارقُ للعادة }}
____
الإرهاصة [[ هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لأي نبي قبل مولده ، أو قبل أن ينزل الوحي عليه ، وهي عبارة عن تجهيز لحضوره ، تماماً مثل حادثة ( أصحاب الفيل ) قبل مولده صلى الله عليه وسلم ، بخمسين يوماً ، وسنأتي على ذكرها ]]
___
المعجزة [[ عندما يُوحى إلى نبي ويتسلم مهام الرسالة ، ويقول للناس إني رسول الله إليكم ، ويأتي بأمر خارقٍ للعادة ، دليل على صدقهِ ورسالته ، تُسمى معجزة ]]
__
الكرامة [[ أمرٌ خارق ، يحدث لإنسان صالح … مثل الصحابة رضوان الله عليهم ، والأولياء ، تسمى كرامة ]]
__
الإستدراج [[ تكون لإنسان منافق ، يعتقد الناس أنه من الصالحين ، يستدرجهُ الله بأمرٍ خارق ، حتى يوردهُ في النهاية للهاوية ، تُسمى إستدراج ]]
قال تعالى {{ سنستدرجُهم من حيثُ لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين }}
__
الإهانة
هي أمرٌ خارق ، يحدثُ لمن يدّعي أنهُ نبي ، مثل مسليمة الكذاب
إدعى مسيلمة النبوة ، وأنه شريكٌ لمحمد في الأرض بالرسالة .
قومهُ كانوا يعلمون أنه كاذب ، فأردوا أن يستهزوء به ،
قالوا:_ يا مسيلمة ، محمد قد ظهر على يده خوارق
قال :_ لهم ماذا تريدون ؟؟
قالوا :_ بلغنا أن محمداً ، قد بصق في عين أحد أصحابه ، بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات [[ يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه ، عندما قُلعت عينه في (غزوة أُحد) فجاء يحملُها على كفه ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وأرجعها مكانها وبصق عليها ، فرجعت تبرُق في وجهِ قتادة و عادت مكانها وكان يقول قتادة والذي بعث محمداً بالحق ، لإني أرى فيها أفضل من عيني السليمة ]]
قال مسيلمة :_ أحضروا لي رجل أعور ، فأحضروا له رجل أعور
فبصق في عينهِ من أجلِ ان يُشفى ، فعميت عينه [[ هذا أمر خارق ، لو بصق كل الناس في عين شخص ، لا يعمى ]]
فضحك الناس عليه
قال لهم :_ هاتوا غيرها
قالوا له :_ بلغنا أن محمداً ، جاء الى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمأن ، فبصق فيه فكثر الماء وامتلئ البئر على الفور .
فذهب مسيلمة معهم ، إلى بئر فيه ماءٌ قليل ، فبصق فيه مسيلمة فجف الماءُ على الفور لم يبقى فيه نُقطة ماء واحدة .
[[ هذا مايُسمى الإهانة ولكنها خارقة للعادة ]]
_
ومن الإرهاصات قبل مولده صلى الله عليه وسلم
{{ حادثة أصحابُ الفيل }}
وكانت هذه الحادثة بمثابة ، لفت لأنضارِ العالمَ كُله ، لهذا المكان الذي سيولدُ فيه سيدُ الخلق وإمام المرسلين
{{ سيُدنا محمد صلى الله عليه وسلم }}
كان ذلك الحدث الضخم الغريب العجيب ، الذي لم يسمع به العالم من قبل ، فما قصة أصحابُ الفيل ، ولماذا أراد أبرهة هدمَ الكعبة ؟؟
قال تعالى:
{{ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول }}
____
عندما استولى ملك الحبشة على أرض اليمن
ولى عليها رجل حاكماً عليها ، من الأحباش إسمه
(( أبرهة الأشرم ))
[[ الأشرم لقب له ، كان ابرهة رجلاً .. قصير وناصح ، تبارز يوماً مع رجل ضخم ، فضربه الرجل بالحربة على جبهته فشرم حاجبهُ ، وأنفه ، وعينه ، وشفته ، أي جرحها ]]
لذلك سمي أبرهة الأشرم
فكان (( أبرهة حاكم لليمن )) وله جيش قوي ، وبما أنه حاكم جديد على هذه البلد ، ولا يعرف طبيعة أهلها
استغرب عندما رأى كثير من أهل اليمن ، يشدون الرحال الى مكة ، في موسم الحج ، فسأل أتباعه
ما ذاك ؟؟
قالوا له :_ يحجون
قال لهم :_ والى أي شيء يحجون ؟؟
قالوا له :_ الى الكعبة
قال _ وماهي الكعبة ؟؟
قالوا :_ هي بيت يعتقد العرب ، أنه بيت الله في الأرض ، بناه جدهم إبراهيم
قال :_ اخبروني عنه ، من أي شيء صنع هذا البيت ؟؟
قالوا له :_ من الحجارة ولا سقف له !!!
قال لهم :_ وما كسوته ؟؟
قالوا له :_ كسوته من مخطوطات يمنية [[ كان ستار الكعبة في الجاهلية ، يصنع في بلاد اليمن ، قطع قماش تسمى مخطوطات ، لونها أحمر ، واسود ]]
ففكر أبرهة بالأمر ، ثم أستشار المقربين منه ، قال ما رأيكم أن نبني كنيسة للعرب في اليمن ، أفضل من هذا البيت ؟؟
فأعُجبوا بالفكرة ، و وافقوه على فكرته .
فبدأ ببناء كنيسة عظيمة في صنعاء ،
وبالغ جداً في زخرفتها ،
وزينها بأنواع ، الزمرد ، والياقوت ، وكساها بأجمل القماش
[[ حتى يجذُب الناس إليها ، ويصرف انظارهم عن الكعبة ]]
ثم طلب من العرب ، أن يحجوا إليها .. فأستهزء العرب منه قالوا نترك كعبة أبينا إبراهيم بيت الله ، لنحج الى كنيسة أبرهة ؟؟!!!
ومضت الأيام ولم يأتي إليها أحد [[ فشعور أبرهة ، كان شعور الفشل والخيبة ]]
لم يستجب الناس إليه ، حتى جاء رجل من أهل الحجاز ليلاً ، ودخلها ، حتى وصل إلى أرفع واجمل مكان فيها ، وتغوط عليها
وقال :_ هذا حجنا إليها يا أبرهة ، ثم أنصرف
_
في الصباح ، عندما استيقظ أبرهة من نومه ، أخبروه حاشيته ، بما حدث ليلاً من ذلك الرجل
فأشتعل أبرهة من الغضب ، وأقسم ليهدم كعبة العرب ، وحمل حملته على العرب
وجهز جيش ضخم لم يُرى مثله ، لكي يهدم { الكعبة}
وينتقم منهم ، وتقدم أبرهة بجنده بفيل عظيم ، في طريقه كان يبعث جنوده على قبائل العرب ليغزوهم ، ويأخذ طعامهم وشرابهم ، لينفقها على جيشه ، حاولت قبائل عربية بالتصدي له ولكن بأت بالفشل والهزيمة أمام جيشه ، بعض القبائل العربية عندما سمعت بقدومه ، تركت منازلها وهربت الى الجبال ، كل العرب وقبائل العرب لم تستطع الوقوف في وجه أبرهة وجنده كان جيش ابرهة عبارة عن
[[ عاصفة دمرت ، قبائل العرب ]]
جهز أبرهة جيشه ، وأنطلق به في إتجاه الكعبة ، وكان من تجهيزات هذا الجيش [[ الفيلة والخيل والجمال ]]
وتقدم أبرهة بجنده ، وكان يركب على فيل عظيم ، وأمر جنده أن يتبعوه .
بعض القبائل عندما سمعت بمسير أبرهة وجيشه ، خافوا وهربوا وتركوا ديارهم ، بعض العرب حاولوا قتاله ، ولكن فشلوا ، لكن بعضهم وضعوا ايديهم بيده وقدموا له المساعدة لينالوا رضاه
حتى وصل الى منطقة قريبة من مكة ، فأقام فيها
ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت الإبل والاغنام لقريش ، التي كانت ترعى في الجبال والشعاب [[ من ضمنها ، إبل لعبد المطلب ، جد الحبيب صلى الله عليه وسلم ]]
فلما علم أهل مكة بالأمر ، أجتمعوا للتشاور ، وكان الخوف الشديد يملئ بيوت مكة
قالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه
ثم بعث أبرهة ، رسول من عنده لأهل مكة
قال له :_ إذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلد
وقل له {{ إن الملك يقول لك ، إنه لم يأتي لحربكم ، فإنما أتيت لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا لنا للقتال ، واخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال ، فأحضر لي سيدهم أتشاور معه }}
فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش
قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها
فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة
فقال عبد المطلب :_ والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته و حرمه .. منعه
وإن أراد ان يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لاطاقة لنا بقتال أبرهة
فقال له الرسول : _ انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .
فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فأستأذن بدخول عليه
قال أبرهة :_ من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟
قالوا له :_ هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع ، من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء (( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب ))
فلما دخل عبد المطلب ، وكان عبد المطلب رجل طويل وعظيم له هيبة ، وجمال
فلما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته ، و كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه
فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط وأجلسه معه الى جانبه
ثم قال أبرهة لترجمانه : قل له : حاجتك ؟ فقال له ذلك الترجمان ، فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ، ولا تكلمني فيه !
قال له عبدالمطلب : إني أنا رب الإبل [[ أي صاحبها ]] وإن للبيت رباً سيحميه
قال أبرهة : ما كان ليمتنع مني [[ أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي ]]
قال عبد المطلب له : أنت وذاك [[ بمعنى أنت حر ]]
فأعاد له أبرهة الإبل ، وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه ، للبيت رب يحميه يضحك بأستهزاء
____
رجع عبد المطلب لمكة وإجتمع بقومه
قالوا له قريش :_ما الحيلة يا شيخ مكة ؟[[ ماهو الحل ]]
قال لا حيلة لنا لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع . فأصعدوا إلى رؤوس الجبال ولا تقاتلوا وأتركوه هو ورب البيت .
ثم ذهب عبد المطلب للكعبة وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال إن المرء منا ليحمي رحله .. اللهم فاحمي بيتك ، دعى الله وهز الحلقة ثم قال لقومه إصعدوا إلى الجبال وأنظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت ، صعدوا و أخذوا يترقبون وينتظرون .
مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة
تجهز أبرهة هو وجنده لدخول ، مكة وهدم {{ الكعبة }}
فلما وصل أبرهة للكعبة ، وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة
هذا الفيل كان إذا تقدم ، تقدمت خلفه كل الفيلة ، إذا برك تبرك كل الفيلة ، كانت الفيلة مدربة على إتباعه
فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبرك خلفه كل الفيلة
فأداروا وجهه الى جهة اليمن فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه ، فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك
فأمرهم أبرهة بضربه بالحديد فضربوه ، فأبى الحركة ، فوجهوه راجعاً إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك
قال أبرهة :_ أسقوه الخمر كي يفقد عقله ، لعله أستجاب فأسقوه الخمر ولكن من غير فائدة
فأشتعل أبرهة غضباً من الفيل وسل سيفه وطعن الفيل بين عينه فأراده قتيلاً
____
وفجأة شعروا ، بأشعة الشمس تنحجب ، نظروا فوقهم ، وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها ،
جاء أمر الله العلي القدير ، جاء أمر مالك الملك
{{ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد }}
طيور أبابيل [[ ابابيل أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا ]] يقول أهل مكة عن هذه الطيور (( لم نرى مثلها من قبل ولا بعد ، رؤوسها تشبه رؤوس السباع ))
وكان يحمل كل طير ثلاثة حجارة في منقاره حجر ، وفي رجليه حجرين بحجم حبة العدس
فجاءت حتى وقفت على رءوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها
فوقعت الحجارة عليهم ، فكانت تنزل على رأس الرجل تخرج من دبره وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة
حتى جعلهم ربنا كما قال ((كعصف مأكول)) أي القمح لما تستخرج الحبة من البذرة منه وتتناثر القشرة هنا وهناك ، فكل رجل كان يسقط عليه حجر تتناثر لحمه عن عظمه والدماء تسيل منه حتى يهلك .
حتى ممن هرب من الجند وقد اصابه الحجر كان على الطريق تتساقط أعضائه عضو عضو ، حتى أصبحوا كأبن الفرخ [[ الطير الصغير ليس له ريش ]]
هكذا حمى الله بيته {{ للبيت ربٌ يحميه }} وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 50 يوم .. حمى الله البيت إستعداداً لهذا المولود ، ورجعوا قريش وعرفوا عظمة الله وعظمة هذا البيت وهنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لإستقبال هذا النور النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم
يتبع بإذن الله ......
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
والله ولي التوفيق
أخي القارىء
لاتنسى أن تصلي وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
اللهم صل وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
https://t.me/addlist/SyegxTeGNh04Mzk0
وصله جديد فيها قنوات التلجرام
وهذا رابط لمجلس الروضة الشريفة
https://t.me/+TI5aDCvPA9tjYzBk
حسابنا في التيك توك
https://www.tiktok.com/@user6051233506327?_t=8pDeeSZ9bP8&_r=1
مكتبة الهاشمي
https://play.google.com/store/apps/details?id=app3149231.ptf&hl=ar
روضة الصالحين
https://youtube.com/@rawdat-alsalheen?si=SVbBHLBW4puaqTIi