فهم الثقلين الحقيقي الكامل

 


موضوع في غاية الأهمية لجميع الراغبين الى الله


اقرأ بتدبر : 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


أخي السالك /أختي السالكة


 سؤال :

 إن كان لديك : 

ورد قراءة القرآن الكريم

و ورد الصلاة الإبراهيمية


لأي منهما ترغب وتحصل أكثر ؟


 إليك الجواب :

هذان الوردان مرتبطان ببعضهما بشكل جدا قوي


وكيف ذلك ؟

 لأن الورد الأساسي القرآن الكريم هو 

( الثقل الأول )

ولكن القرآن الكريم إن التزمت معه ذكر الصلاة الإبراهيمية فبالتالي أنت تدخل عليه من باب الفطرة

( اي الثقل الثاني ) 


فـ بمجرد ذكرك للصلاة الإبراهيمية

بحضور المجالس ومن ثَمَّ تقرأ القرآن الكريم مباشرة حتى لو صفحة واحدة مع الخشوع والتدبر لا بالغفلة والشرود

 ( انتبه


فهنا أنت تدخل الدخول الصحيح إلى كتاب الله تعالى عند ذلك سيأتيك وارد الرحمة بالطبع ، لأنك جئت من باب الفطرة

أي من باب رسول الله ﷺ 

من مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) اي التوجه للباب الصحيح

وهو المقام المحمدي صلى الله عليه وسلم 

لأن رسول الله ﷺ

لما بُعث، بعث حتى يَرُدَّ الناس إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها

وآل البيت الكرام رضي الله عنهم في ذات المهمة هم خلفاؤه في ذلك  


هكذا أنت تدخل على القرآن الكريم من الباب الصحيح والمفتاح الصحيح لذلك سُميت الصلاة الإبراهيمية باب الوصول ومفتاح الدخول على الله، اي من باب الصراط المستقيم، أو باب الفطرة


والقرآن الكريم سيف ذو حدين، إما رحمة وإما عذاب

أي أن الوارد الذي يأتي من القرآن الكريم عند القراءة فهو في إحدى الحالتين إما رحمة

وإما عذاب .. 

فبالتالي إن دخلت عليه من باب الفطرة ستتنزل عليك تجليات الرحمة والشرط هنا الخشوع والتدبر في آياته لأن الغفلة ستسرق منك الوارد وتضيعه

فإن لزمت الصلاة الابراهيمية ومن ثم قراءة القرآن الكريم بعدها تكون قد دخلت من الباب الصحيح، فمن لا يذكر الصلاة الإبراهيمية ؛ و يدخل على القرآن الكريم من باب النفس ( فيتخذ من نفسه مصلى بدلا من الفطرة لأنه لزم باباً غير الباب الذي وصى به الله عز وجل أمته ) فأنّى يُفتح له 

وقد دخل على القرآن الكريم من باب الدنيا والغفلة 

أو يدخل عليه وهو كله خبث، كيف سيلتمس نور القرآن ؟

فالصلاة الإبراهيمية هي تطهير القلب من الظلمات والتزكية كالوضوء قبل الصلاة 

وقراءة القرآن الكريم كالصلاة 

فهل تقبل الصلاة من غير وضوء ؟!!


لذلك تطهر قبل قراءة القرآن الكريم بالصلاة الابراهيمية حتى تدخل عليه وأنت طاهر القلب فيفتح عليك باب الوارد منه فتغنم وتنعم بعلومه وأسراره فينعكس هذا التجلي على حياتك فتصبح حياتك طيبة وتفتح لك أبواب التيسير والخير كله ..


فأعظم باب هو القرآن الكريم 

والدخول عليه يكون من مقامه أي : الصلاة الابراهيمية 

قال تعالى : 

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا


فلو نزل القرآن الكريم على قلب طاهر فيكون هذا القلب مرحوماً فيزداد نوراً ويزداد رحمة


لكن لو نزل على قلب نجس غير طاهر سيكون وبالاً عليه ويعذَّب به 

لقول النبي صلى الله عليه وسلم 

بحديث مروي عن أنس بن مالك فقال : رُبَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه، فإذا كان يظلم وهو يقرأ قول الله تعالى: ألا لعنة الله على الظالمين {هود: 18}.

فإنه يلعن نفسه 

وهناك الكثير من الناس من يقرأ القرآن الكريم ولا يستفيد ولايُرى عليه أثر التزكية والصلاح فيه لماذا؟ 

لأنهم لم يدخلوا على القرآن الكريم من باب الفطرة الصحيحة وهو الخشوع والتدبر ومفتاحه التزكية وهي الصلاة الابراهيمية 

فتكون في قلوبهم خبث وظلمة 

فحينما يتنزل الوارد القرآني على القلب الخبيث يَستخدم هذا الوارد السوط الثاني سوط العذاب والقهر ، والقبض ، والعذاب ليهلك النفوس الخبيثة 

نعم، لأنه كلام رب العالمين وليس كلام البشر فيتوجب الأدب في حضرة الملك 

فكيف تقرأ كلامه وتسمع خطابه وأنت تلتفت لغيره بسوء الأدب معه وذلك بغفلتك وسهوك عنه

فبالتالي لايكون الدخول على القرآن الكريم الا من باب الفطرة

فهذا هو القبول، وبذلك الازدياد والنور .

فمثلا لو صليت مئة ركعة

بخشوع ولكنك دخلت الصلاة بغير وضوء ولست متوضأ بهذا يعني أن صلاتك هذه كلها باطلة

لذلك تُعتبر الصلاة الإبراهيمية 

هي الوضوء وهي الطهارة لهذه التجليات العلوية، لذلك مجالس الصلاة الإبراهيمية جدا مهمة قبل قراءة القرآن الكريم فهذا وردنا الآن في طريقنا إلى الله


فهما الثقلين اللذان لن تضلوا بعدهما وهما النجاة ومتبعهما يصبح بإذن الله مع الفرقة الناجية ان شاء الله 

ففي حديثَ الثَّقلَينِ قال النبي صلى الله عليه وسلم - ((تَركتُ فِيكم الثَّقلين، ما إن تمسَّكتُم بهما، لن تضلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترتي أهلَ بيتي))

وأهل بيت النبي ﷺ هو الطريق المستقيم أي طريق السير والسلوك والطريقة والحقيقة التي يكمل بهم الإيمان ومفتاحهم الصلاة الابراهيمية وهي بمعنى الجمع بين ملة نبي الله إبراهيم ( الشرع الظاهري

وبين آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ( الشرع الباطني


والنبي صلى الله عليه وسلم جمع لنا الشريعتين بمنهج نبوي عظيم كَمُل به الدين والإيمان 

تدبر هذه الآية الشريفة وتفكر بها فكل ماتحدثنا عنه موجود بداخلها

( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) 


 فإن تمسكت بالثقلين يستحيل أن تضل أو تتوه عن الصراط المستقيم 

لأن القرآن الكريم هو الإمام والهادي الأعلى وهو الكتاب المبين بظاهره وباطنه

بذلك أنت الآن تدخل عليه الدخول الصحيح من باب الفطرة، من باب الإيمان

ويتراود سؤال آخر يجهله كثير من الناس

لماذا سمي الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه باب مدينة العلم ؟!

ورسول الله ﷺ هو مدينة العلم ؟ 

لأنك عندما تصلي وتسلم على رسول الله ﷺ وآل بيت رسول الله ﷺ بالصلاة الإبراهيمية 

فعندما تدخل من الباب الصحيح وتقف في المكان الصحيح ( مقام إبراهيم عليه السلام ) يأتيك الوارد الرحماني من المقام المحمدي وهو مشربك ومنهجك وهو الحوض 

هذا هو فهم الثقلين الحقيقي الكامل 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

والله ولي التوفيق 

أخي القارئ لا تنسى أن تصلِّ وتسلِّم على النبي محمد وعلى آل محمد 



2 تعليقات

أحدث أقدم

نموذج الاتصال