*صيغ التسبيح الواردة في الكتاب والسنة*
تَسْبِيحُ اللَّهِ تَعَالَى هو تَنْزِيهٌ وَثَنَاءٌ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَالْقُرْآنُ مَمْلُوءٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَاخْتَصَّ بِهِ رُكْنَانِ عَظِيمَانِ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ: الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ، وَهُمَا أَفْضَلُ هَيْئَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ؛ حَيْثُ الِانْحِنَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى عُبُودِيَّةً وَتَعْظِيمًا، وَتَعْفِيرُ الْوَجْهِ وَالْجَبِينِ فِي الْأَرْضِ لِلَّهِ تَعَالَى عُبُودِيَّةً وَذُلًّا. وَلِلتَّسْبِيحِ صِيَغٌ كَثِيرَةٌ جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَحَرِيٌّ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْرِفَهَا لِيَأْتِيَ بِهَا، فَلَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ تَعَالَى.
فَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
*سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوْ سُبْحَانَ رَبِّي،* وَهِيَ مِنَ الصِّيَغِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الْقُرْآنِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الْمُؤْمِنُونَ: 91]، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الطُّورِ: 43]، وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ﴾ [الْإِسْرَاءِ: 93]،
وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ؛ مِنْهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «... *وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ* تَمْلَآنِ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...» رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقُولَ: *سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ،* أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهِيَ مِنَ الْأَذْكَارِ الْبَعْدِيَّةِ لِلصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، تُقَالُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ:
*سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ* ، وَتُقَالُ فِي الرُّكُوعِ، وَعِنْدَ تِلَاوَةِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الْوَاقِعَةِ: 74].
*وَسُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى* ، وَتُقَالُ فِي السُّجُودِ، وَعِنْدَ قِرَاءَةِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الْأَعْلَى: 1].
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: *سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي* » رَوَاهُ الشَّيْخَانِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرَ أَنْ يَخْتِمَ حَيَاتَهُ بِالْإِكْثَارِ مِنْهَا، فَيَا لَهَا مِنْ صِيغَةٍ عَظِيمَةٍ
﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النَّصْرِ: 3].
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: *سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ* »، وَمَعْنَاهُ: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: *سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ...»* رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ قَالَ فِي رُكُوعِهِ: « *سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ* » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَكَثْرَةُ صِيَغِ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ تَدُلُّ عَلَى فَضِيلَةِ التَّسْبِيحِ فِي هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ،* وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الصِّيغَةِ فِي الْقُرْآنِ: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الْفُرْقَانِ: 58]، وَهِيَ تَسْبِيحُ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ؛ فَإِنَّهُمْ قَالُوا فِي قِصَّةِ خَلْقِ آدَمَ: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 30]، وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ* » رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ* مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ،* وَجَاءَ فِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ* » رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: *اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا* ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَهَذَا الذِّكْرُ الْعَظِيمُ هُوَ مِنْ أَدْعِيَةِ الِاسْتِفْتَاحِ الْمَهْجُورَةِ الَّتِي لَا يَعْرِفُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَعَ عَظِيمِ فَضْلِهَا. وَالِاسْتِفْتَاحُ الْمَشْهُورُ فِيهِ تَسْبِيحٌ أَيْضًا وَهُوَ قَوْلُ الْمُصَلِّي:
« *سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ،
وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ* » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ فِي الْوِتْرِ قَالَ: « *سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»* رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ يَقُولُهَا ثَلَاثًا.
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ: *سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ* ، وَفِي فَضْلِهَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: *سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ،* غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
وَثَمَّةَ صِيَغٌ لِلتَّسْبِيحِ مُضَاعَفَةٌ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ صِيَغِ التَّسْبِيحِ وَأَكْثَرِهَا أَجْرًا، فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ الْمُسَبِّحِ الْعِنَايَةُ بِهَا، وَمِنْهَا: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ* .
وَهِيَ مِنْ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ، وَفِي فَضْلِهَا حَدِيثُ جُوَيْرِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: *سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ* » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «وَهَذَا يُسَمَّى الذِّكْرَ الْمُضَاعَفَ، وَهُوَ أَعْظَمُ ثَنَاءً مِنَ الذِّكْرِ الْمُفْرَدِ؛ فَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَهَذَا إِنَّمَا يَظْهَرُ فِي مَعْرِفَةِ هَذَا الذِّكْرِ وَفَهْمِهِ؛ فَإِنَّ قَوْلَ الْمُسَبِّحِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ؛ يَتَضَمَّنُ إِنْشَاءً وَإِخْبَارًا عَمَّا يَسْتَحِقُّهُ الرَّبُّ مِنَ التَّسْبِيحِ عَدَدَ كُلِّ مَخْلُوقٍ كَانَ، أَوْ هُوَ كَائِنٌ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ».
وَمِنْ صِيَغِ التَّسْبِيحِ الْمُضَاعَفِ: مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ، وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ: *سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ الْحَمْدُ مِثْلَ ذَلِكَ* » رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ.
فَحَرِيٌّ بِأَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يُكْثِرُوا مِنْ تَسْبِيحِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْ يَتَدَبَّرُوا مَا يَقُولُونَ، وَأَنْ يُحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ؛ لِتُعْظَمَ لَهُمُ الْأُجُورُ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ..
*والله ولي التوفيق*
أخي القارىء
لاتنسى أن تصلي وتسلم على النبي محمد وعلى آل محمد
اللهم صل وسلم على النبي محمد وعلى آل محمد